برلين وباريس تدفعان باتجاه "تقاسم إلزامي" للاجئين
*جدل ألماني ــ مجري بشأن "القيم المسيحية"*والد إيلان كردي: ولداي انزلقا من بين يدي
يبدو أن الانقسام بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع أزمة تدفق آلاف اللاجئين إلى القارة العجوز في طريقه إلى الاتساع، بعد اقتراح برلين وباريس اللتين تقودان الاتحاد، إلزام دوله بتقاسم اللاجئين وفق "حصص عادلة"، وهو ما ترفضه بعض دول شرق أوروبا، ومنها المجر التي تلوم برلين على تشجيع اللاجئين على التوجه إلى القارة العجوز بسياستها المتساهلة.وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إن "التوزيع العادل لمئة ألف لاجئ على الأقل في دول الاتحاد الأوروبي، هو ما نحتاج إلى فعله". ودول الاتحاد ملتزمة حتى الآن بتقاسم 32 ألف طالب لجوء. وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان نبه أمس إلى أن تدفق اللاجئين، وهم في معظمهم من المسلمين، يهدد الجذور المسيحية لأوروبا، وردت عليه المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل قائلة، إن "القيم المسيحية تنص على حق كل من يواجهون الخطر في الحصول على الحماية".إلى ذلك، لا تزال الصدمة التي أحدثتها صورة الطفل السوري إيلان كردي ( 3 سنوات) ميتاً على أحد شواطئ تركيا تتسع.وبعد أن تصدرت الصورة الصفحات الأولى للصحف الأوروبية أمس، وجِّهت انتقادات لكندا التي رفضت في وقت سابق طلباً للجوء الإنساني قدمته عائلة الطفل.وروى عبدالله، والد إيلان، الذي فقد أيضاً ولده الآخر غالب (5 سنوات) وزوجته ريهان (35 عاماً) في غرق قارب متجه من شاطئ بودروم التركي نحو جزيرة كوس اليونانية المأساة، قائلاً: "كانت لدينا سترات نجاة، لكن المركب انقلب فجأة لأن بعض الناس نهضوا، كنت أمسك يد زوجتي لكن ولديّ انزلقا من بين يدي".وتابع: "كان الظلام مخيماً والجميع يصرخون، لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي، حاولت أن أسبح إلى الساحل مستهدياً بالأضواء لكنني لم أتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت إلى اليابسة"، مضيفاً: "ذهبت إلى المستشفى، وهناك علمت بالكارثة".