السعودية تتخلى عن زراعة القمح بعد نضوب المياه وانهيار سعره

نشر في 07-11-2015
آخر تحديث 07-11-2015 | 00:01
طوال عقود، والصحراء السعودية الممتدة تتميز بوجود آبار للنفط وواحات – وحقول للقمح. وعلى الرغم من الطقس الحار وانعدام الأمطار بشكل فعلي تمكنت السعودية من إنتاج كميات ضخمة من الحبوب، حيث كانت صادراتها تكفي لتغطية احتياجات الكويت، والإمارات، وقطر، والبحرين، وسلطنة عمان، واليمن. وانتشرت مزارع القمح في الصحراء خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وكانت أشبه بمناطق خضراء وسط بحر من الرمال.

وبينما تستمر حقول النفط، اختفى آخر مزارع القمح، ما سيضطر السعودية لأول مرة إلى التعويل بصورة تامة على استيراد القمح في سنة 2016 ،بعكس ما كانت عليه سياستها في الاكتفاء الذاتي، وستتحول السعودية الى عضو كامل في نادي الدول الشرق أوسطية التي "تبيع الهيدروكربون لشراء الكربوهيدرات".

ويتردد صدى هذا التحول نحو الاستيراد، الذي بدأ قبل ثمانية أعوام، الى وراء حدود السعودية، ليوفر فرصاً تجارية الى تجار الحبوب مثل كارغيل انك، وغلينكور والى مزارعين في دول مثل ألمانيا وكندا.

ويقول سويزن ستيل، وهو مدير شركة سولاريز كوموديتيز لتجارة الحبوب السويسرية، إن "السعودية غدت أكبر مشترية للقمح الآن".

وأبلغ مدير شركة صوامع الحبوب والمطاحن السعودية أحمد بن عبدالعزيز الفارس مؤتمراً للصناعة في الشهر الماضي في العاصمة الرياض، أن بلاده ستستورد 3.5 ملايين طن متري من الحبوب في السنة المقبلة، ويشكل هذا الرقم زيادة تصل الى 10 أمثال مستوردات عام 2008 التي بلغت 300000 طن عندما بدأ تقليص المحاصيل المحلية. وحسب عرض قدمته الشركة فإن السعودية ستعتمد على الاستيراد بنسبة 100 في المئة لأول مرة في سنة 2016.

وبحلول عام 2025 يتوقع أن يرتفع الطلب الى 4.5 ملايين طن نتيجة الزيادة في عدد السكان، ما يجعل السعودية واحدة بين أكبر 10 دول مشترية للقمح في العالم.

ويتماشى هذا التحول مع صمود سوق القمح في وجه أكبر تخمة خلال حوالي 30 سنة مع امتلاء الصوامع في روسيا والأرجنتين. كما أن أسعار القمح العالي الجودة التي وصلت الى أعلى مستوى على الإطلاق في كانساس سيتي عند أكثر من 13 دولاراً للبوشل (8 غالونات) في سنة 2008 قد هبطت إلى أقل من 5 دولارات في هذه السنة.

وغدت السعودية أكبر مستورد للشعير الذي يستخدم لإطعام الإبل وبين أكبر 15 دولة في استيراد السرغوم والحنطة، وأصبحت دولة مصدرة للقمح في عام 1984 بعد أن كانت لا تنتج أي كمية منه في سبعينيات القرن الماضي، ثم أصبح برنامج الاكتفاء الذاتي ضحية لنجاحها، حيث أفضى الى نضوب سريع في الطبقات الصخرية المائية التي لم تملأ منذ آخر عصر جليدي.

* خافيير بلاس

back to top