اليونان تتجه إلى انتخابات مبكرة بعد استقالة تسيبراس
• 25 نائباً انشقوا عن «سيريزا»
• الاتحاد الأوروبي يأمل عدم تأثر «حزمة الإنقاذ»
• الاتحاد الأوروبي يأمل عدم تأثر «حزمة الإنقاذ»
دخلت اليونان في مرحلة من الغموض السياسي والاقتصادي مع استقالة رئيس الوزراء اليساري الكسيس تسيبراس أمس الأول، بعد سبعة أشهر على تسلمه منصبه ناضل طوالها ضد دائني بلاده من أجل التوصل إلى اتفاقية بشروط أفضل، لكنه اضطر للخضوع في النهاية.وكلف الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس أمس زعيم حزب "الديمقراطية الجديدة" اليميني فاغيليس ميماراكيس تشكيل حكومة ائتلافية.
وفي حال فشل ميماراكيس في ذلك بغضون ثلاثة أيام حينها سينتقل التكليف لثالث أكبر حزب في البرلمان غير أن الانتخابات المبكرة تبدو أمراً مؤكداً بحسب المراقبين.وقال ميماراكيس، خلال لقائه مع رئيس الدولة: "هدفي التشاور مع الاحزاب الاخرى لمعرفة ما اذا كان البرلمان الحالي يمكنه أن يمنح الثقة لحكومة (ائتلافية) تضمن الافق الاوروبي للبلاد".وكان تسيبراس قدم أمس الأول استقالته لبافلوبولوس مطالبا بانتخابات مبكرة في 20 سبتمبر للتمكن من تشكيل حكومة "مستقرة".«سيريزا» يتشققوانفصل معارضو قرارات تسيبراس الأخيرة من جناح أقصى اليسار في حزب "سيريزا" (يسار متشدد) لتشكيل حزب "الوحدة الشعبية" الذي يمثله 25 نائباً في البرلمان. ويؤكد هذا الانشقاق الانقسام الحاصل في صفوف "سيريزا" الذي فاز في انتخابات 25 يناير بنسبة 36.3% من الاصوات على اساس وعد بانهاء سياسات التقشف في البلاد. ويرأس الكتلة البرلمانية الجديدة بانايوتيس لافازانيس (63 عاما) وزير البيئة والطاقة السابق الذي خسر حقيبته خلال تعديل وزاري في يوليو بعدما عارض مع نواب آخرين من "سيريزا" الاتفاق الموقع بين أثينا والاتحاد الاوروبي حول مساعدة جديدة بقيمة 86 مليار يورو على ثلاث سنوات مرفقة بسلسلة اجراءات تقشف. واتهم لافازانيس المعارض بقوة لسياسات التقشف، تسيبراس بـ"خيانة" نهج "سيريزا" والرضوخ لضغوط الجهات الدائنة، الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.وصوت 40 نائبا من "سيريزا" من اصل 149 في هذا الحزب ضد الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي او امتنعوا عن التصويت، ما وجه ضربة للحكومة الائتلافية برئاسة تسيبراس الذي خسر الغالبية البرلمانية ولم يعد له حاليا سوى 119 نائبا من اصل 300 في البرلمان.التأثير على «الحزمة»في غضون ذلك، قال رئيس مجموعة اليورو، يروين ديسلبلوم، إنه يأمل ألا تؤدي استقالة تسيبراس والانتخابات المبكرة إلى تأخير أو إحباط خطة الانقاذ، مضيفاً أن "من الضروري أن تحفظ اليونان التزاماتها تجاه منطقة اليورو".وأضاف: "أتذكر الدعم الواسع في البرلمان اليوناني للبرنامج الجديد وحزمة الإصلاحات وآمل أن تفضي الانتخابات إلى زيادة الدعم في البرلمان اليوناني الجديد".من ناحيته، قال رئيس مجموعة عمل اليورو، توماس فيزر، أمس، إن استقالة تسيبراس بعد ساعات من وصول أموال الإنقاذ الأوروبية الجديدة إلى أثينا لن يكون لها أي تأثير على حزمة المساعدات المالية.وردا على سؤال عما إن كانت الانتخابات المبكرة ستؤدي إلى تعديل اتفاق الإنقاذ، قال فيزر: "لا... فهذه الخطوة كانت متوقعة في الحقيقة ويعتبرها كثيرون خطوة مطلوبة لاتضاح هيكل الحكومة اليونانية".وأضاف فيزر: "في أكتوبر سنعقد اجتماعا بخصوص تخفيف محتمل للديون وبعد الانتخابات التي ستجرى في 20 سبتمبر نأمل تحقيق المزيد من التقدم في البرنامج (برنامج الإنقاذ)".