ما الذي جعل علي عبدالله صالح "الرئيس المخلوع" يوجه الآن - بعد نحو أربعة شهور من "عاصفة الحزم" التي جاءت رداً على الانقلاب الذي شارك فيه "الحوثيون" بتخطيط إيراني طويل الأمد - رسالة إلى الأردن يسأل فيها عن سبب مشاركته في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن؟ الواضح أن هذه الرسالة هي من قبيل إفلاسه وسقوط مشروعه وفشل مخططاته، حيث لم يجد ما يفعله سوى العودة إلى "الدفاتر" العتيقة.

Ad

وبدلاً من أن يشكر الأردن لاستضافته الأشقاء اليمنيين، زواراً ولاجئين ومرضى، جاؤوا بقصد العلاج في المستشفيات الأردنية لجأ هذا "المخلوع" إلى الأساليب الرخيصة بالقول: إن الشعب اليمني يرتبط بعلاقة طيبة مع الأردن "الذي يستقبل أعداداً كبيرة من اليمنيين بغرض العلاج مما يدعم الدخل القومي الأردني".

والسؤال الذي لا بد من الرد به على هذا "المخلوع" هو: لقد حكمت هذا البلد العظيم وأهله الطيبين نحو أربعين عاماً، فلماذا يا ترى لم توفر لليمنيين ما بقوا يأتون للبحث عنه في بلدهم الثاني "المملكة الأردنية الهاشمية"؟ ألم يكن الأولى، بدلاً من كل هذه الحروب التي خضتها ضد شعب من المفترض أنه كان شعبك، وبدلاً من "تكديس" المليارات في البنوك الغربية، أن توفر لهذا الشعب الطيب ما جاء أبناؤه يبحثون عنه في الأردن، وفي مصر ودول عربية أخرى؟!

إن هذه مسألة، أما المسألة الأخرى فهي "اتفاقية العهد والاتفاق" التي وقعتها في عمان، ومعك علي سالم البيض والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لحل أزمة 93 الطاحنة فإن ما يجب أن نسألك عنه هو: أليس أنت من أفشل هذه الاتفاقية، ومن قاد اليمن بجناحيه إلى حرب عام 1994 المدمرة؟ ألم تكن أنت من "لحس" توقيعه ومن أساء إلى كل الذين كانوا سعاة خيرٍ لرأب الصدع بين الأشقاء، وعلى رأسهم راحلنا الكبير الحسين بن طلال أمطر الله تربته بشآبيب رحمته؟!

ومن المفترض أنك تعرف، بخبرتك السياسية الطويلة ومناوراتك وألاعيبك وصبيانيتك، أن سبب مشاركة الأردن في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية هو مواجهة إيران، التي دأبت على السعي إلى إقامة هلالها الفارسي الذي يبدأ طرفه الأول باليمن وينتهي طرفه الثاني بلبنان، والتي حولت "الحوثيين" وحولتك إلى قاعدة ارتكاز لها لتحقيق تطلعاتها التمددية والاستحواذية في الخليج العربي وفي المنطقة العربية.

ألست أنت من خاض مع الحوثيين ست حروب مدمرة بحجة أنهم أصبحوا يشكلون امتداداً عسكرياً وسياسياً ومذهبياً لإيران في اليمن؟!

ألم تتحالف ذات يوم مع صدام حسين ضد إيران الخمينية؟ التي هي إيران الحالية وأصبحت تتحالف معها، والتي تسعى كـ"إمبراطورية" فارسية إلى استعادة أمجادٍ قديمة عندما احتلت قبل الإسلام هذا البلد العظيم الذي سيبقى عظيماً رغم كل ما مرَّ عليه من حكام ،أنت أحدهم، وصلوا إلى سدة الحكم بالمؤامرات و"الفهلوات" والألاعيب وتصفية الخصوم بالاغتيالات والوسائل الدموية البدائية.