تحمس شعراء كثر للفكرة  فور طرحها الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر في اجتماع عقده في نادي نقابة المهن التمثيلية، لتدشين أول نقابة للشعراء، وحضره كمّ من الشعراء،  وتم الاستقرار على مجلس إدارة مؤقت لتسيير الأعمال إلى حين إجراء انتخابات، بعد تأسيس الجمعية العمومية، اتفق على أن يكون الشاعر عوض بدوي نقيباً للشعراء، فيما ضمت عضوية مجلس الإدارة: بهاء الدين محمد، أيمن بهجت قمر، هشام الجخ، حسن عطية، هاني عبد الكريم، وليد عبد المنعم.

Ad

حماية الحقوق الفكرية

في تصريح لـ «الجريدة»  يؤكد الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر أن هذه الخطوة، التي تأخرت كثيراً، هدفها حماية الحقوق الفكرية للشعراء، حتى لا يكونوا عرضة لأي خداع من أصحاب التوجهات والأطماع، وفي حال وجود نقابة ستصبح حصناً منيعاً للشعراء للمحافظة على حقوقهم. يضيف أن حلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهو ما تم خلال الاجتماع الأخير واختيار مجلس لتسيير الأمور، وأن فكرة النقابة لاقت استحسان كثيرين أبرزهم: نقيب الموسقيين هاني شاكر، نقيب السينمائيين مسعد فودة، كمّ من الشعراء والفنانين، مشيراً إلى أنه أول من نادى  بإنشاء كيان مستقل للشعراء، وسيعد ذلك إنجازاً للأجيال المقبلة. بدوره يشير الشاعر الغنائي عادل سلامة إلى أن {فكرة نقابة للشعراء حلم راودنا منذ وقت طويل، بهدف وجود كيان يجمع الشعراء، ويحافظ على حقوقهم عبر قوانين  غايتها خدمتهم وخدمة الأغنية  عموماً، ومعظم هؤلاء  في أمس الحاجة إلى هذا الكيان للحصول على ما  يساعدهم على مواجهة ظروف الحياة الصعبة من رواتب  وغيرها عند التقاعد}.  يضيف: {هذا الكيان سيحافظ على حقوقنا الآن وغدا، ويقدم دعماً معنوياً من خلال إصدار  نشرة دورية تتضمن أهم الشعراء  الحاضرين على الساحة وتخليد من رحلوا في ذكراهم، بالإضافة إلى الأنشطة كالحفلات والمسابقات الشعرية وغيرها}.

هيئة رقابية

يشيد عادل سلامة بسعي صديقه أيمن بهجت قمر إلى  تطبيق الفكرة، «فهو يثبت كل يوم أنه جدير بالمكانة التي يشغلها، لإحساسه بالمسؤولية نحو زملائه الشعراء، ونجاحه في تأسيس شركة لحماية حقوق المؤلفين والشعراء».

يتمنى سلامة أن تؤدي النقابة دوراً مشرفاً لصالح الشعراء والارتقاء بالأغنية وتحقيق الأهداف المرجوه منها، مبدياً قلقه من انسياق القيمين على النقابة للأصوات التي  تطالب بضرورة  أن تضع النقابة حداً للكلمات غير اللائقة في الشارع المصري، وتكون بمثابة هيئة رقابية.

يضيف: «لا يجب أن نصبح رقباء على بعضنا البعض، لأن في كل زمان  ثمة شعراء يكتبون كلاماً يصنف بالهابط أحياناً، كما حدث مع بيرم التونسي وبديع خيري وصولاً إلى أيمن بهجت قمر نفسه، وعندما  تحقق النقابة دورها الاجتماعي والثقافي والأدبي سيتحقق الارتقاء بالقيمة الغنائية من دون اللجوء إلى الدور الرقابي».

مواجهة التدني

الشاعر عوض بدوي، نقيب الشعراء المؤقت،  يوضح لـ «الجريدة» أن النقابة هدفها الحفاظ على الحقوق، ومواجهة التدني الذي يسيطر على الأغنية، ما أثر، بشكل مباشر، على الذوق العام، بخلاف أن  ثمة شعراء تقدم بهم العمر وتدهورت أحوالهم المادية ولم يجدوا  راتباً أو من يدعمهم لمواجهة ظروف الحياة، لذلك لاقت الفكرة التي طرحها أيمن بهجت قمر بإنشاء نقابة للشعراء قبولا واستحساناً».

أما في ما يتعلق بشروط العضوية،  فيؤكد بدوي أن ثمة  جلسات ستعقد حول المسودة الخاصة بالقوانين التي سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء منها، مشيراً إلى  وجود خلاف في الرأي حول المؤهل الدراسي للشاعر، إذ يرى البعض  وجوب توافره للدخول إلى النقابة، فيما يعتبر البعض الآخر أن  الموهبة تكفي.

رأي مختلف

للشاعر سيد حجاب رأي مُختلف حول النقابة الجديدة وإطلاق عليها مسمى «نقابة شعراء مصر»، وأكد في تصريحاته لـ «الجريدة»، أنه لا يتصور وجود نقابة للشعراء في مصر لا تضم شعراءها الحقيقيين الكبار أمثال أحمد عبدالمعطي حجازي، محمد إبراهيم أبو سنة، فاروق جويدة، جمال بخيت وغيرهم...

  حول مهام النقابة، يتساءل: «ماذا هي مهمتها مستقبلياً؟ الدفاع عن المهنة وإعطاء ترخيص لمزاولتها الشاعر الكبير سيد حجاب مثلاً؟» ويعلق ساخراً «هيمنعوا عبد المعطي حجازي مثلاُ من ممارسة الشعر لعدم عضويته في النقابة!!»   كذلك يعبر عن استيائه من إطلاق اسم شعراء مصر على النقابة، مشيراً إلى أنها مجرد نقابة لكتّاب الأغنية وليس للشعراء، لأن الشعراء الحقيقيين مكانهم الطبيعي هو اتحاد الكُتّاب.