أعربت بلدة فرنسية صغيرة عن استعدادها مساء الثلاثاء لاستضافة "عائلة" من لاجئي الشرق الأوسط "شرط" أن يكونوا من المسيحيين، مؤكدة على أن هؤلاء "لا يهاجمون القطارات مسلحين برشاش كلاشنيكوف" ولا "يقطعون رؤوس أرباب عملهم".

Ad

وفيما انتقدت الحكومة بشدة اختيار اللاجئين حسب انتمائهم الديني، كما أعلنت حتى الآن بلديتان فرنسيتان، وافق المجلس البلدي في شارفيو-شافانيو (وسط غرب) بالاجماع على مذكرة تعرض استقبال مسيحيين فقط من الشرق.

وبرر أعضاء المجلس البلدي موقفهم هذا بالقول أن "المسيحيين لا يعرضون للخطر سلامة الآخرين"، ملمحين بذلك إلى مجموعة من الهجمات الجهادية التي وقعت منذ بداية السنة في فرنسا.

وقالوا أن المسيحيين "لا يهاجمون القطارات مسلحين بكلاشنيكوف"، خلافاً للشاب المغربي الذي تمت السيطرة عليه في أواخر أغسطس في أحد قطارات تاليس كان يقوم برحلة بين امستردام وباريس، وأضافوا "إنهم لا يقتلون صحافيين في قاعة التحرير"، خلافاً للأخوين اللذين قتلا عدداً كبيراً من محرري صحيفة شارلي ايبدو في يناير، و"لا يقومون بقطع رأس رب عملهم كما رأينا على بعد بضعة كيلومترات من بلدتنا".

وتبعد شارفيو-شافانيو التي يبلغ عدد سكانها 8250 نسمة، 16 كلم عن سان-كوانتان-فالافييه، حيث حاول رجل على صلة بتيار سلفي أن يفجر مصنعاً بعدما أقدم على قطع رأس رب عمله أواخر يونيو.

واستندت البلدة في قرارها إلى دعوة البابا فرنسيس من أجل استقبال لاجئين، وإلى وعد قطعه القديس لويس في 1250 بحماية مسيحيي الشرق، واعتبرت البلدية أن "هذا الوعد صمد عبر الأجيال وجعل من فرنسا حامية وفية لمسيحيي الشرق".

وقد أعربت بلديتا روان "وسط شرق" وبلفور "شرق" عن رغبتهما في ألا تستضيفا سوى لاجئين مسيحيين، ورد رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس مساء الثلاثاء بالقول "لا نختار اللاجئين بالاستناد إلى انتمائهم الديني، حق اللجوء حق عالمي".

وتعهدت فرنسا بأن تستقبل 24 ألف لاجىء خلال سنتين، وأن تأخذ عن عاتق برلين في مرحلة أولى الاهتمام بألف لاجىء من سورية والعراق واريتريا وصلوا أخيراً إلى ألمانيا، ومن المتوقع وصول دفعة أولى من 200 لاجىء الأربعاء إلى الضاحية الباريسية.