حصدت عملية «حق الشهيد» التي أطلقها الجيش المصري في سيناء، الاثنين الماضي، لتطهير شبه الجزيرة المصرية من الإرهاب، 86 تكفيرياً، حتى مساء أمس الأول، في وقت تنسق القاهرة والرياض لزيارة مرتقبة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة خلال الأيام المقبلة.

Ad

واصلت قوات الجيش المصري وعناصر «مكافحة الإرهاب» التابعة للشرطة المدنية، عملية «حق الشهيد» في سيناء، التي أطلقتها القيادة العامة للقوات المسلحة، الاثنين الماضي، للقضاء على البؤر الإرهابية في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، وقال مصدر عسكري، إن العملية في يومها الثالث، أمس الأول، أسفرت عن مقتل 30 تكفيرياً، ليصل عدد من تمت تصفيتهم منذ بداية الحملة إلى 86 إرهابياً.

وأوضح المصدر أن العملية أسفرت أيضاً عن إبطال مفعول 18 عبوة ناسفة زرعها إرهابيون، وتدمير مخزن متفجرات يحوي 300 كلغم، مواد متفجرة تستخدم في تصنيع الناسفات، إلى جانب ردم خمس فتحات لأنفاق على الشريط الحدودي، تستخدم لاختباء العناصر الإرهابية والعربات.

وبحسب خبراء فإن «حق الشهيد» تعتبر أكبر انتشار للقوات البرية والجوية المصرية، في سيناء منذ حرب أكتوبر 1973، في وقت قال الخبير العسكري اللواء عبدالرافع درويش، إن العملية الحالية هي الأكبر من نوعها في سيناء، وتعمل على توجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية هناك، بالاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة، في حين توقَّع خبير الحركات الإسلامية، ماهر فرغلي، رد الجماعات الإرهابية بعمليات في القاهرة ومحافظات شمال الدلتا، وجنوب الصعيد، حيث تمتلك هذه الجماعات خلايا عنقودية هناك.

زيارة سلمان

على صعيد آخر، وفي إطار التحضيرات المصرية ـ السعودية لزيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة، والتي يناقش فيها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي القضايا المشتركة، والإقليمية محور اهتمام البلدين، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القاهرة والرياض، تُعدان لزيارة الملك سلمان، لكنه أوضح في تصريحات صحافية، أدلى بها أمس الأول أن «موعد الزيارة لم يتحدد بعد»، وتابع: «نعمل سوياً للتحضير لزيارة خادم الحرمين».

وقال الوزير المصري إن هناك تنسيقاً وتشاوراً بين القاهرة والرياض، في كل خطوة لتحقيق المصلحة، في حين علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة أن زيارة سلمان تم الانتهاء من التحضيرات الخاصة بها.

وأفادت المصادر بأن الزيارة تستهدف بحث القضايا المهمة في المنطقة، والتي يأتي على رأسها الملف السوري واليمني، وملف القوة العربية المشتركة، فضلاً عن التنسيق بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، إن «أي لقاء على مستوى القمة بين مصر السعودية ضروري ومهم بصرف النظر عن توقيته»، مضيفاً لـ«الجريدة» أن «العلاقات الثنائية بين البلدين أصابها قدر من البرود خلال الفترة الماضية، إلا أن البلدين حريصان على إزالة كل الجزئيات العالقة بينهم».

السيسي وعباس

في السياق، عقد الرئيس السيسي قمة مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، أمس، تناولت تطورات الأوضاع  الخاصة بالقضية الفلسطينية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن تنسيق المواقف تحضيراً للدورة العادية المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة والمقررة نهاية سبتمبر الجاري، فضلاً عن مناقشة السياسة الخطرة التي تنتهجها إسرائيل في مدينة القدس.

السفارة الإسرائيلية

على الوتيرة ذاتها، وبعد إعلان إسرائيل إعادة فتح سفارتها في القاهرة، بعد توقف دام أربع سنوات، قال الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، إن إسرائيل افتتحت سفارتها رسمياً في القاهرة، أمس الأول، بشكل مؤقت في مقر سكن السفير الإسرائيلي، وقالت مصادر إن مقر السفارة المؤقت في ضاحية «التجمع الخامس» (شرق القاهرة).

إلى ذلك، استقبل الرئيس السيسي، نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي ورئيس لجنة الأخوة المصرية الكويتية البرلمانية، مبارك الخرينج، أمس الأول، في حضور سفير الكويت في القاهرة سالم الزمانان.

وقال الناطق الرئاسي، السفير علاء يوسف، إن الخرينج، أشاد بجهود الرئيس في مكافحة الإرهاب، والتواصل مع قادة العالم، في حين طلب السيسي نقل تحياته للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد، مشيداً بدوره الرائد على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبجهوده ودعمه العمل الإنساني. وأوضح السيسي أن حصول الأمير على لقب «قائد العمل الإنساني» من الأمم المتحدة، يعكس تقدير المجتمع الدولي لدوره، ومساهمته البارزة في العمل الإنساني، مؤكداً وقوف مصر وتضامنها مع الكويت في مواجهة الأعمال الإرهابية التي شهدتها أخيراً، مشدداً على أن أمن واستقرار الكويت ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي.

أحمد عز

على صعيد آخر، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن رجل الأعمال والسياسي السابق أحمد عز وهو أحد أبرز رموز نظام الرئيس السابق حسني مبارك تقدم، أمس، بأوراق ترشحه لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في شهري أكتوبر ونوفمبر.

وجاء ترشح عز بعد يومين من حكم أصدرته المحكمة الإدارية العليا بتأييد قرار محكمة أدنى باستبعاده من خوض انتخابات مجلس النواب التي كانت مقررة في مارس وأبريل الماضيين قبل أن يتم تأجيلها بعدما قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية مادة في قانون يتعلق بالانتخابات.

تظاهرات المُعلمين

في سياق آخر، نظَّم عدد من اتحادات ونقابات المعلمين المستقلة، وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحافيين وسط القاهرة تحت شعار «كرامة المعلم»، للمطالبة بإقالة وزير التربية والتعليم محب الرافعي، وإصلاح المنظومة التعليمية. وقال رئيس اتحاد المعلمين المستقل عبدالناصر إسماعيل، إن «إقالة الوزير على رأس المطالب، وكذا تفعيل المادة 89 من قانون الكادر»، في حين  قال الخبير التربوي كمال مغيث، إن غضبة المعلمين ليست فئوية معتبراً أن كرامة المعلمين أُهينت، خلال الفترة الماضية.