تحوّلت بيروت صباح أمس إلى سجن كبير بفعل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها الأجهزة المختلفة لمواكبة الجلسة الثانية للحوار، بالتزامن مع سلسلة من الاعتصامات التي نفذتها قوى الحراك المدني في وسط بيروت وأمام المحكمة العسكرية.
وطغى على حراك أمس إقدام عناصر مدنية تابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري تستقل دراجات نارية باعتقال أشخاص والاعتداء عليهم قرب مبنى اللعازارية في وسط بيروت، كما قامت بتكسير الخيم والأملاك العامة قرب وزارة البيئة. وقالت مصادر متابعة إن "مناصرين لحركة أمل اعتدوا على المتظاهرين بالعصي والكراسي بعد توجيه أحد شبان الحراك كلمة ضد الرئيس نبيه بري".إقفال الطرقوكانت القوى الأمنية أقفلت منذ السادسة صباحا الطرق المؤدية إلى المجلس النيابي، ولم تسمح بالدخول إلا للمارة الذين يحملون بطاقات عمل للشركات والمكاتب العاملة ضمن نطاق المربع الأمني للمجلس، في حين أقفلت الطريق أمام مبنى جريدة "النهار" في اتجاه المجلس، والطريق المؤدي إلى الوسط التجاري من ناحية أسواق بيروت وقاعدة بيروت البحرية.وحصل هرج ومرج بين القوى الأمنية والمتظاهرين وصدامات متكررة وحالات إغماء بعدما حاول المتظاهرون إزالة العوائق الحديدية بالقوة وقاموا بقطع الطريق في محيط مبنى "النهار".وتمكن المعتصمون من إزالة السياج الحديدي الذي وضعته القوى الأمنية، في حين استقدمت تعزيزات أمنية إضافية إلى ساحة الشهداء وعملت القوى الأمنية على إبعاد المعتصمين من أمام مدخل مجلس النواب، وضربت طوقا أمنيا وحاصرت المتظاهرين واعتقلت عدداً منهم. وأعلنت حملة "طلعت ريحتكم" ان عدد الموقوفين لدى القوى الأمنية تجاوز الـ40 شخصاً. واعتصمت مجموعة من حملتي "جايي التغيير" و"بدنا نحاسب" أمام ثكنة الحلو "استنكاراً للاعتداء بالضرب على المعتصمين في ساحة الشهداء من قبل القوى الامنية"، ومطالبين "بالافراج الفوري عن جميع المعتقلين في الثكنة".ودعا المعتصمون "الجميع الى التجمع امام وزارة الداخلية مساء اليوم والاستمرار بالاعتصام الى حين الافراج عن الموقوفين".وأضافوا: "وزير الداخلية اعطى الضوء الاخضر لهذه الاعتداءات"، مشيرين الى انه "ضوء اخضر من الحوار الدموي المعقود في مجلس النواب"، معتبرين "اننا سنتحول نتيجة هذه القرارات الى دولة بوليسية قمعية".كما قام المضربون عن الطعام بقطع الطريق بين بشارة الخوري وساحة الشهداء احتجاجا على اعتقال الناشطين وارف سليمان وحسن قطيش.الحوارواستهلت جلسة الحوار بكلمة للرئيس بري أكد فيها "أهمية الحوار الوطني خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان"، وقال: "لا سبيل للخلاص الا بالحوار". وأعلن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر يوم الثلاثاء المقبل موعدا جديدا لجلسة الحوار الثالثة. وأكد "دعم الحكومة لحل الازمات العالقة وبحث كيفية تحقيق اختراق في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية".أهالي العسكريينكما انضم أهالي العسكريين المخطوفين إلى المعتصمين في وسط بيروت، وجددوا مطالبتهم السلطة بالعمل الجدي لحل قضيتهم العالقة منذ سنة وشهرين من دون حلها، وجعل قضية المخطوفين الـ25 بنداً أولاً على طاولة الحوار.جنبلاط غادر باكراً وعون لم يحضرغادر الزعيم الدرزي، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، جلسة الحوار أمس قبل انتهائها لظروف قال إنّها شخصية، بعد أن أثيرت علامات استفهام حول مغادرته.وقال جنبلاط عبر "تويتر": "كان النقاش مفيداً وغنياً كالعادة، لكنْ هناك ظرف محض شخصي لا علاقة له بالسياسة جعلني أغادر، ولا داعي لتأويل مغادرتي جلسة الحوار وتحميلها تفسيرات في غير محلها"، وختم: "سأبقى أدعم الحوار وبالتصرف في أية لحظة".كما سجّل غياب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، الذي جرى تمثيله من قبل رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل.
دوليات
لبنان: مواجهة جديدة بين «الحراك» و«الحوار»
17-09-2015