انتخابات الجامعة ... من ينتبه؟
ما يجري من حراك طلابي في الجامعة وهمي لا صلة له بدستور الاتحاد الذي يؤكد «بناء الوعي النقابي السليم»! هذا الوعي الذي انغمر في وحل القبلية والطائفية، ولا غرابة فهو يعكس الأجواء السياسية السائدة في الساحة المحلية بكل تفاصيلها، بل إن ما تفرزه انتخابات الطلبة يجده كثير من المراقبين مؤشرا لنتائج متوقعة لانتخابات مجلس الأمة اللاحقة لها.
أول العمود:براءة عدد من متهمي جريمة تفجير مسجد الصادق درس لكل من يلقي التهم جزافاً على "متهمين" لم يخضعوا لمحاكمة.*** عمر الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت 51 عاما، تكونت نواته عام 1964 في ديسمبر بين جموع الطلبة الدارسين في القاهرة وبريطانيا، وبعد إنشاء جامعة الكويت عام 1966 ولد الاتحاد في نسخته المحلية عام 1969 وكان له دور في إغناء الحوارات الوطنية آنذاك.طلبة جامعة الكويت اليوم ليسوا كالأجيال السابقة، وهذه معلومة بدهية ومنطقية، تتأسس على أرضية الظروف المحيطة بالطلبة، اليوم وبعد انتهاء انتخابات اتحاد الطلبة انعكست مؤشرات اجتماعية- وهي ممتدة منذ ما يقارب عقد أو يزيد من الزمن- تدفع بالوعي العام للطالب الجامعي إلى الوراء.ما يجري من حراك طلابي في الجامعة وهمي لا صلة له بدستور الاتحاد الذي يؤكد "بناء الوعي النقابي السليم"! هذا الوعي الذي انغمر في وحل القبلية والطائفية، ولا غرابة فهو يعكس الأجواء السياسية السائدة في الساحة المحلية بكل تفاصيلها، بل إن ما تفرزه انتخابات الطلبة يجده كثير من المراقبين مؤشرا لنتائج متوقعة لانتخابات مجلس الأمة اللاحقة لها.ملخص نتائج الانتخابات الأخيرة ومخرجاتها إسلامية بنكهة قبلية مع تطور تنافسي للقائمة الإسلامية (تيار شيعي)، بمعنى أن ما يحدث خارج أسوار الجامعة ينتظر إشارة الدخول من بوابات كلياتها وقت انطلاق قطار الانتخابات الطلابية، دعوات قبلية وانتخابات فرعية وتخندق طائفي وعنف لفظي واستغلال للعنصر النسائي في تجيير الأصوات لمصلحة الكتل الإسلامية والقبلية. يحدث هذا تحت بصر إدارة الجامعة!!هو وضع ممجوج، والدليل حجم المقاطعة الكبير للانتخابات أو اللا اكتراث بالمعنى الأدق، فالمشاركون 15 ألفاً من مجموع العدد الكلي للطلبة، وهو 36 ألفاً وبنسبة مشاركة لم تتجاوز 42% فقط، ولا غرابة في ذلك في ظل أجواء أقل ما يمكن وصفها بأنها بعيدة عن خدمة الطلبة العلمية والتنموية.بدأت الجامعة بـ418 طالباً وطالبة و31 عضو هيئة تدريس عام 1966، واليوم تضم 36 ألفاً و586 دارساً مصنفين حسب الجنس (10993 طالباً) و(25593 طالبة) يقابلهم 1565 عضو هيئة تدريس، وبعد تضخم العدد تضخمت الهموم وبتنا نخشى على هذا الجيل مما يعيشه من تردي الخطاب والاهتمامات، وإلا ما دخل العمل الطلابي بالقبلية والطائفية وتشابك الأيدي والعنف الجسدي واللفظي والانتخابات الفرعية المجرمة قانوناً؟مؤسف أن يحدث هذا في مكان لبناء الإنسان.