أكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق إيلي الفرزلي أنه لا حل في لبنان خارج إطار "الصفقة الشاملة"، مضيفاً أن لقاء رئيس الحكومة السابق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية يشكل رسالة قوية إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

● كيف قرأت خبر لقاء الحريري وفرنجية؟

هناك أمران مهمان. أولا، في التحليل السياسي لوضع المنطقة هذا أمر مفهوم. قد يكون برز تفكير في المناخ الذي يدور في فلك المملكة العربية السعودية يقول إن ما ستؤول اليه الأوضاع في سورية بعد دخول روسيا إليها ستؤدي في الحد الأدنى إلى تأمين حصة مركزية في الداخل اللبناني للفريق الحليف، فدعنا نعطي هذه الحصة الآن بحدها الأدنى ممثلة بفرنجية، متلقفين ما طرحه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حول تسوية شاملة داخلية، أفضل من الخضوع لنتائج ذات طابع أكثر استراتيجية عندما ترسو الأمور على حلول أو يكون الميدان قد انحسم لتيار دون آخر. وثانياً، أن تكون مناورة سياسية. وهو أمر مأخوذ في الحساب والتصرف معها يتم على أساس ذلك، وأكبر دليل تلقف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لها بشكل إيجابي وهادئ.

●  المجيء بفرنجية يعتبر الحد الأدنى أم الأقصى؟

سليمان فرنجية زعيم سياسي يمثل العصب المسيحي الشرعي الماروني، ولكن الزعامة المسيحية الكبرى الممتدة من النهر الكبير الجنوبي إلى الناقورة، والتي تدعو إلى مظاهرة فيلبيها عشرات الآلاف في الشارع، غير متوافرة فيه. وبالتالي حجم التنازل بالممارسة مع فرنجية سيكون أقل من حجم التنازل بالممارسة مع عون. هم يقولون فلنهرب من عون باتجاه فرنجية. وهذا أمر إيجابي في اعتقادي، فإذا انقسمت البلاد بين عون وفرنجية، فهذا يعد إنجازاً كبيرا لوجهة نظر معينة.

● ما هي الرسائل التي وجهها اللقاء؟

اللقاء يحمل في طياته رسالة قوية اللجهة إلى رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي فكر في لحظة ما أن يستقل بقرار المبادرة في مسألة قانون الانتخاب، وقال من دون استشارة إنه يؤيد القانون الأرثوذكسي. الأهم أنه يجب ألا يغيب عن بال الحريري أنه لا توجد حلول خارج إطار صفقة متكاملة، لا مع عون ولا فرنجية، لأن قضية قانون الانتخاب مركزية وتأتي قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وبالنسبة لنا كشعب أهم لأنها تحمل في طياتها تصحيح مسار المؤسسات وإعادة وضع الأمور في نصابها تحت سقف الدستور. غير وارد أي حل خارج إطار الصفقة الكاملة.

● في حال إعلان الحريري رسميا ترشيح فرنجية كيف سيرد عون؟

الغاية من "المناورة" ليس زعل عون على المستوى الشخصي، بل صدام بين ما يمثل عون كمكون مسيحي والمكون الشيعي. هذه استراتيجية. إذا كان الإعلان رسميا أنا انتظر من جعجع تأييد ترشيح عون لرئاسة الجممهورية إن لم يقدم على هكذا خطوة يكون قد فقد حرية قراره للآخر، وغير موجود في المعادلة. منطق الأمور يقول بأن يضع جعجع عون في وجه فرنجية، وهذا ترجمة لإعلان النيات بين "القوات" و"التيار".

● هل تؤيده؟

أتلقف هذا الموضوع إيجابا وأقول ليأت الحريري إلى سدة رئاسة الحكومة عندما يتم الاتفاق حول الصفقة المتكاملة. أنا مع أي رئيس يمثل العصب المسيحي، لكن شرعية فرنجية الحقيقية تكتسب بتأييد عون له. عون الممثل الأكثر شرعية في الشارع المسيحي. أنا لا أقبل بأن يكون أي رئيس على قاعدة تحدي هذه الشرعية. لولا عون لما قبلوا فرنجية، ولولا عون لما اعتبرت السعودية أن جعجع حصان يجب الرهان عليه. عون هو "بيت القصيد" في الكر والفر.

● هل تعتقد أن الحريري يتحرك بغطاء سعودي؟

أكيد، الحريري لا يستطيع أن يتحرك بصورة منفصلة عن واقعه. السعودية تهتم بالمواقف الإقليمية للأشخاص وليس البعد الداخلي للحوارات. حتى أثناء النقاش بين عون وجعجع حول إعلان النيات، الرياض لم تكن متحسسة، لأنها اعتبرت أن كل شخص سيبقى على موقفه في المسألة الإقليمية.

● كيف تفسر موقف "الكتائب"؟

لا أتفق معهم بخصوص أولوية انتخاب الرئيس. هذا هروب من خوض معركة قانون الانتخاب. أفضل البقاء من دون رئيس على الإتيان برئيس دمية على شاكلة الذي كان.