يقول إسماعيل عبدالفتاح، مدير عام التمثيليات في الشبكة الرئيسة في الإذاعة إن إقبال النجوم على المسلسلات الدرامية الإذاعية في رمضان، لا يدل على حالة جيدة تعيشها الإذاعات، بل يعكس مدى الأزمة، إذ يزخر الشهر الفضيل بأعمال إذاعية لتخلو باقي السنة من أي أعمال أو نشاطات فنية موجهة إلى المستمع، لافتا إلى أن مواسم رمضانية عدة لا تشهد إقبالاً على تلك المسلسلات.
يضيف: «لمصر تراث إذاعي درامي عريق، أما الأزمة فلها جوانب عدة أولها مادي، رغم توافر إذاعات مختلفة، إلا أن خزانة الإذاعة شبه خاوية، بالإضافة إلى غياب خريطة درامية واضحة تعيد تقديم وجبات فنية دسمة للمستمعين، وغياب ثقافة التمثيليات الإذاعية واندثارها، في ظل الوسائط الرقمية التي باتت تعرض منتجات فنية بأنماط مغايرة عن ذي قبل».يتابع أنه يتمنى عودة الروح إلى عصر المسلسلات الدرامية الإذاعية داخل قوالب حديثة وتقديمها عبر جوانب إخراجية يألفها المستمعون الآن، مؤكداً ان ذلك لن يحدث إلا بالنظر كليا في أحوال الإذاعة عموماً، والقطاع الفني في داخلها خصوصاً، إلى جانب حملة تسويقية تشتمل إعادة الكلاسيكيات القديمة على غرار «ريا وسكينة، سمارة، القط الأسود»، وجذب الفنانين على أساسها لتنفيذ أعمال مشابهة، وعدم اقتصار ازدهار الدراما الإذاعية على السباق الرمضاني فحسب.مبالغاتيوضح الناقد الفني طارق الشناوي أن إقبال كبار النجوم على الدراما الإذاعية أمر جيد بالتأكيد، فمن شأن إعادة تلك الأعمال وزيادة أعدادها نسبياً أن تحقق الإذاعة المطلوب منها، ولا ننسى أن الإذاعة أحد وسائط فنية مختلفة، إلى جانب السينما والتلفزيون والمسرح، وبالتالي فالشكوى المتكررة من تدهور حال الإذاعة يشوبه بعض «المبالغات».يضيف: «ثمة دور فني حقيقي للإذاعات لا يمكن إغفاله، ولدى مصر إحدى أعرق الإدارات الدرامية هي «مراقبة الدراما والتمثيليات» التي يجب تنشيط دورها وإعادة تحديد مهامها ورصد موازنات، لمواجهة الإذاعات الخاصة التي أعادت تشكيل المشهد الإذاعي، ونجحت في استقطاب النجوم وتطوير مهاراتهم التلقائية والتمثيلية الصوتية، مدعومة بإمكانات رهيبة ونصوص مكتوبة جيدا».يتابع: «شهدت الأعمال الدرامية الإذاعية هذا العام تنوعاً إيجابياً في مضامينها، مشيراً إلى الحاجة إلى خطط لتحديث الأسلوب المتبع في الأعمال الدرامية منذ الستينيات الماضية، ونشهد حالياً تنوعاً حديثاً شكلا ومضموناً في عالم الإذاعة».رهان ناجحترى الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن الإذاعة، حتى وإن فقدت بريقها لريادة وسائط أخرى، يمكن الرهان عليها وفق الحسابات الفنية البحتة للنجوم في مواسم معينة، وسيكون لها جمهور ليس بقليل يتابع أعمالا فنية ويقيمها، ونجوم بحجم يحيى الفخراني ومحمد هنيدي يقدمون دراما الإذاعة.تضيف: «تخرج المسلسلات الإذاعية نسبيا من حسابات المعلنين المعقدة وارتباط التوقيت وغيره، علاوة على أن الاختلاف في بنية السرد والتصوير والإخراج بين التلفزيون والإذاعة قد ينحاز إلى الأخيرة، من ناحية سهولتها ويسرها ومحدودية إنتاجها، ولا يفتقد الوسيط الإذاعي إلى الانتشار الجماهيري، ويعد منصة جذب الجمهور الذي لا يتمكن من المتابعة التلفزيونية».حول المستوى الفني للمسلسلات، تؤكد البشلاوي أن الأمور تختلف في تقييم فنون الإذاعة عنها في التلفزيون أو السينما، ولكن ثمة معايير، لو توافرت، يضمن العمل نجاحه في الإذاعة، فكادرات التصوير تكون مميزة في التلفزيون، ولكن جودة الأداء الصوتي والتخيلي لصناع عمل إذاعي ما تكون هي الفيصل، فضلا عن طريقة بناء العمل الدرامي التي تختلف في الإذاعة عنها في التلفزيون، فالإمكانية البصرية التي يتمتع بها مشاهدو التلفزيون تتطلب تعويضها إذاعيا عبر إحكام سرد التفاصيل، ومقاربة الواقع بالخيال، وتماسك السيناريو والحوار وتتابعه بانتظام عبر حلقات العمل.من جهتها تؤكد هويدا مصطفى، أستاذ الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الإذاعة المصرية ولدت عملاقة وعبر أسماء بارزة في عالم الإخراج الدرامي الإذاعي كتبت مجدها، مضيفة أن رصيدنا الإذاعي يشتمل على إنتاج عشرات المسلسلات وكلها تعد وجبة فنية متكاملة، إلا أن تراجعها مرتبط بعوامل كثيرة، في مقدمها «البيروقراطية» التي تسيطر على آليات العمل فيها.
توابل - مزاج
الدراما الإذاعية الرمضانية... هل تنافس التلفزيونية؟
24-06-2015