عاشت جميع أسواق المال في دول مجلس التعاون ومعظم الأسواق العالمية، أمس، يوماً أحمر جديداً، بعد تراجع سعر نفط «أوبك» إلى مستوى 46 دولاراً للمرة الأولى، فاقداً أكثر من 4 في المئة خلال جلسة واحدة.

Ad

يوم أحمر جديد عم جميع اسواق دول مجلس التعاون ومعظم الاسواق العالمية، وهذه المرة لم يكن الاحد بداية التعاملات بل الخميس في نهايتها الاسبوعية التى صبغت بالحزن، وبدأت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي على وقع خسائر ليلة سبقتها في الاسواق الأميركية التي تراجع خلالها سعر نفط «اوبك» الى مستوى 46 دولارا للمرة الاولى فاقدا اكثر من 4 في المئة خلال جلسة واحدة، كما اقفل الخام عند حدود 40 دولارا، وهما ادنى سعرين لهما منذ مارس 2009.

واستمر التراجع بعد افتتاح الاسواق الآسيوية التي شهدت موجات بيع عنيفة افقدت مؤشر شنغهاي 3.5 في المئة، بالرغم من ضخ كبير للسيولة من قبل «المركزي» الصيني او انهيارا محتملا، ولم يكن الوضع افضل في اليابان التي عانى خلالها مؤشر نيكاي للجلسة الثالثة على التوالى بعد بيانات نمو ادنى من المتوقع.

وبالرغم من رخص سعر النفط لم تتماسك الاسواق العالمية والاقتصادات المعتمدة على الاستهلاك لهذه السلعة الاستراتيجية وزاد قلق النمو لتبدأ حرب اسعار عملات طاحنة في الجانب الآسيوي، ووسط هذه الاضطرابات الاقتصادية رزحت مؤشرات اسواق الخليج تحت الضغط خصوصا دبي الذي خسر اكثر من 3.2 في المئة متصدرا الخاسرين مقفلا عند مستوى 3709.8 متخليا عن مستوى 4 آلاف بسرعة البرق.

تلاه مؤشر قطر بخسارة حوالي 2.5 في المئة ليتراجع الى مستوى 11345.5 نقطة، وخسر مؤشر ابوظبي 1.3 في المئة متراجعا الى مستوى 4512.5 نقطة وخسر العماني 1 في المئة كذلك ليستقر عند حدود 6 آلاف نقطة وتحديدا عند مستوى 6089.8 نقطة، وتراجع البحرين بنسبة قاربت نصف نقطة مئوية ليبلغ مستوى 1320 نقطة تقريبا.

السوق الكويتي

عصفت موجة البيع بمؤشرات سوق الكويت للأوراق المالية امس، لتحقق مؤشراته الثلاثة خسائرة كبيرة لم تشهدها منذ خمسة أشهر تقريباً وكانت متقاربة نسبيا وبنسب اقتربت من 2 في المئة، وتنازل المؤشر السعري عن  115.28 نقطة ليقفل عند مستوى 6,052.63 نقطة، كما فعل الوزني المثل بمحوه مقدار 6.5 نقاط من قيمته ليصل الى مستوى 402.8 نقطة، وهو أيضاً حال «كويت 15» الذي طرح منه مقدار 16.74 نقطة ليقفل عند مستوى 966.98 نقطة.

ومع انجراف أسهم السوق القيادية والمضاربية مع موجة الهبوط على حد سواء، ارتفعت حركة التداولات بشكل كبير، لتصل الكمية المتداولة إلى 191.7 مليون سهم، بقيمة عادلت 21.1 مليون دينار الأعلى من حيث المستوى خلال شهرين تقريباً، والتي ضخت خلال الجلسة عبر تنفيذ 4,648 صفقة تداول.

وسادت حالة من الذعر وسط عمليات بيع عشوائية لم تستثن سوى عدد محدود جدا من اجمالي 190 شركة تقريبا، لتشكل ضغطا على السوق بداية الجلسة التي خسر خلالها السعري حوالي 60 نقطة قبل افتتاح السوق السعودي الذي نثر مزيدا من الخوف حيث تراجع بنسبة 2.5 في المئة لتزداد خسائر الكويتي وتتضاعف حتى نهاية الجلسة ولم يلحق على تقليص خسائر السعودي وبقي على خسائر كبيرة ارتفعت خلالها السيولة بسبب عمليات بيع كبيرة للاسهم القيادية واجهت دعما على بعض الاسعار انقذها من خسارة اكبر وانهيار حقيقي.

أداء القطاعات

استطاع قطاع وحيد النفاذ من موجة الهبوط ليحقق ربحاً محدودا بواقع 0.88 نقطة هو خدمات استهلاكية (1,077.92)، بينما كانت خسارة القطاعات الأخرى ثقيلة على الغالب، فمحا العقار (958.5) مقدار 24.94 نقطة من قيمته، وتراجع خدمات مالية (702.98) وسلع استهلاكية (1,229.25) بمتوسط مقدار 22.3 نقطة، في حين كانت خسارة تكنولوجيا (985.99) الأقل بعد هبوطه بمقدار 2.76 نقطة، حيث انخفض مؤشر بقية القطاعات بمقدار دار حول 12 نقطة.

وتقدم ترتيب قائمة الأسهم النشيطة أدنك بتداولات وصلت إلى (34.3) مليون سهم، تبعه المستثمرون (20.8) ثم أجوان (9.6) وبتروجلف (7.8) والمال (6.9)، ويشكل إجمالي التداول عليها نسبة 41 في المئة من إجمالي نشاط السوق.

واشتملت قائمة الأسهم المرتفعة على 11 سهماً فقط، كان في طليعتها عمار (64 فلساً) الصاعد بنسبة 8.5 في المئة، ليأتي بعده إياس (330 فلساً) بعدما ضم ما يعادل 8.2 في المئة إلى قيمته، وحل زيما (95 فلساً) في المرتبة الثالثة بتسجيله نمواً بنسبة 5.6 في المئة، وحاز  المرتبة الرابعة سينما (1060 فلساً) الصاعد بنسبة 3.9 في المئة، وارتفع أجيال (196 فلساً) بواقع 3.2 في المئة ليحجز المقعد الخامس ضمن القائمة.

بينما ظهر قرين قابضة (9 فلوس) في المرتبة الأولى ضمن قائمة الأسهم المنخفضة بحذفه ما نسبته 10 في المئة من قيمته، تبعه مراكز (24 فلساً) في الثانية بتراجعه بنسبة 9.4 في المئة، وحصل على المرتبة الثالثة أسيكو (285 فلساً) وك تلفزيوني (28.5 فلسا) عقب تحقيقهما نفس نسبة الانخفاض 8.1 في المئة، وجاء في المرتبة الرابعة السورية (29 فلساً) مع تقلص قيمته بنسبة 7.9 في المئة.

السوق السعودي يتخطى موجة الخسائر

تمكن سوق الأسهم السعودية، من النجاة من طوفان الهبوط الذي عم أسواق الأسهم الخليجية، امس الخميس على وقع تراجع كبير في أسعار النفط العالمية، يخشى تعمقه في المرحلة المقبة.

وبعدما هبط سوق الأسهم السعودية في بداية جلسة أمس بنسبة 2 في المئة عاود مؤشره الارتفاع للون الأخضر بنسبة 0.14 في المئة ليكسب المؤشر 11.2 نقطة على الرغم من حالة التراجع التي تعم جميع البورصات الخليجية الأخرى.