ما هو «الانهيار»... يا ترى؟!

نشر في 21-08-2015
آخر تحديث 21-08-2015 | 00:10
 صالح القلاب المضحك فعلاً، وشر البلية ما يضحك، أن المتواطئين مع إيران، وبالطبع مع نظام بشار الأسد، يدعمون مشروع المندوب الدولي ستفان دي ميستورا، ويضغطون لفرضه على الشعب السوري والمعارضة السورية، بحجة أنهم يخشون من انهيار هذا النظام، لأن انهياره سيؤدي إلى الفوضى والتمزق، على غرار الوضع في ليبيا والصومال، وربما أيضاً في العراق!

  والسؤال الذي لابد من توجيهه إلى هؤلاء، وخصوصاً على صعيد الدول، هو: ما الانهيار يا ترى إذا كان هذا النظام غير منهار ولم يشبع انهياراً منذ أكثر من عامين؟!

 عندما يعترف بشار الأسد في آخر خطابٍ له أن جيشه يعاني من شحٍّ في القوى البشرية، يجعله غير قادر على الاستمرار في القتال على كل الأراضي السورية، وعندما بات مؤكداً أنَّ نظامه، أي نظام الأسد، لم يعد يسيطر إلا على أقل من عشرين في المئة من سورية، ألا يعني هذا أن هذا النظام منهار فعلاً، وأن البلاد تعيش الآن حالة من الفوضى العارمة، وإلا فما معنى كل هذه السيطرة وكل هذا الوجود، ككيانات ودولٍ لها جيوشها وسجونها لـ"داعش" وعشرات التنظيمات الأخرى، ولـ"حزب الله" الذي قال، وهو مستمر بالقول، وبمزيد من التبجُّج والادعاء، إنه لولاه لما صمد نظام دمشق ثلاث ساعات؟!

 حتى الفرقة الرابعة، التي تعتبر الاحتياطي العسكري الاستراتيجي لهذا النظام، قد فشلت فشلاً ذريعاً في حرب البلدة الصغيرة "الزبداني"، إضافة إلى لجوء الأسد إلى كل هذه الأفعال الانتقامية في دوما والعديد من المناطق والمدن السورية بالمروحيات والبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية... أليس هذا انهياراً...؟ وإلا فما هو الانهيار؟!

 كل المؤشرات تدل على أن هذا النظام قد فقد الأمل بالبقاء نظاماً لسورية كلها أو معظمها، وأنه ينهمك، في سباق مع الوقت، لرسم "خريطة" الدولة الطائفية التي يعتقد أنها ستكون حصنه الأخير، وأنها ستكون قاعدة متقدمة لإيران على شواطئ البحر الأبيض المتوسط... وهذا بات معروفاً ولا ينكره إلا المصابون بداء المناكفة، أو الذين يضعون أكفهم فوق عيونهم حتى لا يروا كل هذه الحقائق الشاخصة.

 ولذلك إذا كان "هؤلاء" معنيين فعلاً بانتشال سورية، هذه الدولة العربية المحورية، من الانهيار فإن عليهم أن يصححوا اعوجاج خطة دي ميستورا التي تبناها مجلس الأمن الدولي، وأن يأخذوا بـ"جنيف 1" بحذافيره، وبالفترة الانتقالية التي يقترحها، وبأن الأسد لا دور ولا مكان له في هذه المرحلة الانتقالية، ولا في مستقبل "القطر العربي السوري"... الجمهورية العربية السورية.

back to top