مفتي أوكرانيا لـ الجريدة.: استرجاع مساجدنا القديمة مسألة تأكيد هوية
• تحررنا من المذهبية واندمجنا في المجتمع الأوكراني دون تلون
• الطرق الصوفية صاحبة فضل نشر الإسلام في بلادنا
• الطرق الصوفية صاحبة فضل نشر الإسلام في بلادنا
أكد مفتي أوكرانيا الشيح أحمد تميم، أنهم بصدد استرجاع المساجد القديمة التي اغتصبها الشيوعيون إبان حكمهم في روسيا، وأن الحكومة الحالية أبدت تفهماً كبيراً لأحقيتهم في استرداد أملاكهم من مساجد وملكيات المسلمين الخاصة، أو صرف تعويض لهم عن ذلك، وأوضح في حوار مع "الجريدة" خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، أنهم كمسلمين استطاعوا أن يتغلبوا على المذهبية المقيتة، خصوصا أن أغلبية المسلمين هناك من قوميات وأعراق مختلفة، واستطاعوا وضع قواعد مشتركة من أجل العيش بدون تعارض أو اختلاف، مؤكداً أن هناك إقبالاً متزايداً على الإسلام، بفضل الصورة المثلى التي يقدمها مسلمو أوكرانيا عن دينهم، وإلى نص الحوار.
• دعنا في البداية نلقي الضوء حول أوضاع مسلمي أوكرانيا؟- نحن شريحة من المواطنين في أوكرانيا، نعيش في مجتمع متعدد الطوائف والقوميات، يشكل المسلمين فيه حوالي 5 في المئة من المجتمع الأوكراني، والحمد لله استطعنا أن نحافظ على هوية الإسلام والاندماج داخل هذا المجتمع، دون التلون والتنازل عن معتقداتنا، ونأخذ بكل الرخص التي أقرها جموع أهل السنة والجماعة، ونحن لا نتقيد بمذهب معين وتحررنا من المذهبية، رغم أن مكون مسلمي أوكرانيا متعدد المذاهب، لكن اتفقنا جميعاً على قواعد مشتركة للعيش تحت راية الإسلام، ورغم ذلك فإن معظم مسلمي أوكرانيا يميلون إلى الطرق الصوفية التي كان لها الفضل في نشر الإسلام في بلداننا منذ زمن بعيد، فالإسلام من أقدم الديانات في هذه البقعة، ولو أنه انتشر بالسيف لكان قد زال منذ عقود طويلة، لأن الفكر الشيوعي الذي انتشر بالقمع والقوة عندما زال هذا الفكر زالت الشيوعية برمتها وتخلى الجميع عنه، بجانب أننا لدينا مندوبون في وزارة الدفاع، ووزارة التربية والتعليم، والصحة، لأجل مشاركتنا في صنع القرار الأوكراني، والحمد لله هذا مكسب كبير.• هل لديكم وسائل دعوية خاصة بكم لنشر الإسلام؟ - ليست لنا وسيلة إعلامية مستقلة تعبر عنا، لكنّ لنا برنامجا شهريا خصصته الحكومة الأوكرانية مدته ساعة على الفضائية الأوكرانية، نقدم من خلاله سماحة الإسلام، وكيف أن الإسلام حل مشكلاتنا الاجتماعية، ومدى ترسيخه لعلاقتنا بالآخر، وهو خطاب لكل الناس، رغم أن هذا البرنامج ليس موجهاً للمسلمين، والحمد لله أن إدارة القناة تخبرنا بأن عدد مشاهدي البرنامج الإسلامي الذي نقدمه يعادل في مشاهدته أعداد مشاهدي أهم برنامج إخباري في أوكرانيا، وبسبب معاملتنا الإسلامية السمحة فإن عدد الداخلين في الإسلام في ازدياد يومياً، كما أصبح لدينا دعاة من أهل البلد الأصليين يبلغون دين الإسلام، وأسسنا مؤخراً إذاعة على الإنترنت ناطقة باللغة الروسية تقدم البرامج الدينية والقرآن الكريم، والمدائح النبوية التي يحب أن يسمعها مسلمو أوكرانيا.• ماذا عن معركة استرداد المساجد التي صادرتها الشيوعية إبان حكمها؟- بعد أن نالت أوكرانيا استقلالها، بدأنا بدأب شديد المطالبة باسترجاع ممتلكات المسلمين من مساجد ودور تعليمية، اغتصبها الشيوعيون، وطردوا منها المسلمين، وبعون الله استجابت الحكومة الأوكرانية لهذه الحقوق، لكن المشكلة تكمن في أن أغلب هذه المساجد التي ضاعت من المسلمين كان قد استولى عليها أفراد، وتم استخدامها في أغراض كثيرة ومنها ما تم بيعه، ومع ذلك استرددنا عدداً من هذه المساجد وصولاً إلى استرجاع كامل مملكات المسلمين سواء خاصة أو عامة، كما أننا نسعى جاهدين بجهودنا الذاتية في بناء مساجد في كبرى المدن مثل "كييف"، وجار الانتهاء من بناء مسجدين في أوديسا، أما المدن الصغيرة فنقيم فيها مصليات صغيرة، إلى جانب المراكز الإسلامية.• كيف تمارسون شعائركم الدينية في شهر رمضان؟- شأننا شأن كل مسلمي المهجر، فشهر رمضان هو حلقة الوصل التي يجتمع ويتقابل فيه المسلمون، حيث إننا نقيم الموائد ونصلي التراويح والتهجد في المساجد، ويتم إلقاء الدروس الدينية، ونحن كمسلمين في أوكرانيا لنا طبيعة خاصة في الموائد الرمضانية، حيث ندعو إلى إفطار جماعي لكل القوميات، ونجتمع بشكل دوري طوال الشهر الكريم على ضيافة مائدة رمضانية حسب كل قومية والجميع مدعو لها، حتى يتم التآلف والتناغم بين مسلمي أوكرانيا، وتقام خلال هذا الشهر الاحتفالات، وذلك عن طريق فرق الإنشاد الديني والمدائح النبوية، أما صلاة العيد فتقام في ساحات مخصصة، وتقوم الشرطة بتأمينها، ومن جانبنا نقوم بتخصيص وسائل انتقال للمسلمين المقيمين في أطراف المدن لكي يشاركونا هذه المناسبة الجليلة.