فاز المدون السعودي رائف بدوي المحكوم عليه بالسجن والجلد في بلاده بتهمة الإساءة للاسلام، بجائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يقدمها البرلمان الأوروبي، بحسب ما أفادت مصادر برلمانية.

Ad

واختير مؤسس "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة" رائف بدوي من قبل قادة الكتل السياسية في البرلمان، ليمنح هذه الجائزة المرموقة للعام 2015، والتي تعتبر أحياناً النسخة الأوروبية لجائزة نوبل للسلام.

واختير بدوي الذي كان مرشحاً إلى جانب تحالف معارضين سياسيين في فنزويلا والمعارض الروسي بوريس نيمتسوف الذي اغتيل في فبراير.

ودعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الذي سيعلن منح الجائزة رسمياً بعد ظهر الخميس أمام البرلمان في ستراسبورغ، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الإفراج عن المدون.

من جانبه، دعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الخميس العاهل السعودي الملك سلمان إلى اطلاق سراح المدون رائف بدوي "على الفور" بعد فوزه بجائزة ساخاروف لحرية الفكر.

وقال شولتز في ستراسبورغ أمام النواب الأوروبيين الذين يمنحون هذه الجائزة المرموقة "أطلب من العاهل السعودي اطلاق سراح بدوي على الفور حتى يأتي لتسلم جائزته" في ديسمبر.

واعتبر شولتز أن الفائز بالجائزة الأوروبية المرموقة للعام 2015 والمحكوم عليه بالسجن والجلد في بلاده بتهمة الإساءة للإسلام هو "رجل استثنائي، ومثالي، فرضت عليه العقوبة الأكثر قسوة".

وأضاف رئيس البرلمان الأوروبي في بيان أن بدوي "أعرب بشجاعة عن أفكاره وشكوكه حول سياسيات بلاده" و"حارب من أجل حرية جميع السعوديين".

ورحّب نواب البرلمان الأوروبي "بحفاوة بالغة" بإعلان رؤساء الكتل السياسية عن هذا القرار.

وأعربت انصاف حيدر زوجة بدوي عن سعادتها لمنحه جائزة ساخاروف لحرية التعبير معتبرة أنها "رسالة أمل وشجاعة".

وقالت انصاف حيدر لوكالة فرانس برس "أشكر البرلمان الأوروبي وأنا سعيدة جداً بهذه الجائزة".

واعتبرت انصاف حيدر التي تعيش في كندا مع أطفالها الثلاثة أن هذه الجائزة "هي رسالة أمل وتشجيع له"، وهي أيضاً رسالة إلى السلطات السعودية بأن "رائف ليس مذنباً".

وأضافت "آمل أن تساعد هذه الجائزة على التقدم" في قضيته وأن تسمح بأن يعود رائف بدوي إلى أسرته.

ووجهت حيدر الشكر "لجميع الأشخاص" الذين يعملون من أجل اطلاق سراح زوجها ولفت أنظار العالم إلى حالته داخل السجون السعودية.

والثلاثاء أعربت زوجة رائف بدوي عن خوفها من أن يخضع زوجها لجلسة جلد جديدة، بعد تلقيها معلومات في هذا السياق من السعودية.

وأعربت حيدر عن أملها مجدداً في أن يسعى جاستن ترودو، الذي يتسلم مهامه كرئيس وزراء في كندا الأربعاء المقبل، إلى العمل على أعلى مستوى حتى "يخرج رائف" من السعودية.

وحكم على رائف بدوي، المسجون منذ العام 2012، في مايو 2014 بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (267 الف دولار) وألف جلدة موزعة على 20 أسبوعاً بتهمة الإساءة للإسلام.

ونفذ الحكم بأول خمسين جلدة في يناير 2015، ولم يتم تنفيذ أي عمليات جلد منذ الجولة الأولى بعد موجة الاستنكار العالمية التي أثارها الحكم.