كان الاتجاه أن أستمر في كتابة سلسلة مقالات أتناول فيها تلك الأساطير والخرافات التي ربطها البعض بالدين الإسلامي، أُبيّن فيها المصادر الحقيقية لتلك الأساطير التي كانت سائدة قبل فجر الدعوة الإسلامية، وكيف أنها كانت سوقاً رائجاً للوضّاع الذين حفلت بهم الكتب التاريخية وبأكاذيبهم و"خزعبلاتهم" التي نسبوها إلى أشرف من أنجبت الأرض من خلق الله!
لكنني -وبكل أسف- سأتوقف! علماً بأنني أعددت العدة لدراسات مطولة حول هذا الموضوع المهم! والأسباب كثيرة، أهمها:أن هناك شخصيات تاريخية كان لابد من الاستشهاد بها، وبما كتبته وروته من الأحاديث، والكثير منها ما يتنافى مع العقل والمنطق، ولا يمت لأخلاق من أدّبه ربه فأحسن تأديبه -نبي العقل والمنطق- بأي صلة!إذ قيل لي إن هذه الشخصيات خطوط حمر! لا يجوز الإتيان على ذكرها، أو على ما روته أو كتبته! وإن ذلك سيكون غير قابل للنشر حتى لو أنك ذكرت عدم معقولية الحديث وعدم توافقه مع العقل والمنطق! وحتى لو جئت على مصادرك القديمة التي روته قبل طلوع الإسلام، بل حتى لو كتبت المراجع بالصفحة والسطر، فذلك غير مقبول!نعم... تلك خطوط حمر تضعك في مواقف محرجة أمام شريحة كبيرة من القراء!أمام هذه الحالة الصنمية في النظر إلى بشر يصيبون ويخطئون، فهم لا يحملون رسالة سماوية كالأنبياء، أجدني مضطراً إلى إنهاء هذه السلسلة، لكن ذلك لا يعني التوقف التام عن الاستمرار في كتابتها ونشرها بعيداً عن أي خطوط حمر أو خضر!* * *وسأختتم هذه السلسلة بموضوع "كيف خلق الله العالم كما يتصوره بعض المسلمين!"، علماً بأنه قيل في هذا الموضوع ما يملأ مجلدات، لكنني سأختصره هنا على ما رواه وهب بن منبه، وشرحه بتفاصيل أكثر كل من أبوهذيل العلاف، وهو معتزلي، إذ حصر خلق العالم في كلمة "كن"!ثم المغيرة بن سعيد العجلي -وهو من غلاة الشيعة- الذي كتب يقول: إن الباري خلق باسمه الأعظم تأويلاً للآية الكريمة: "سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى" (سورة الأعلى)، أو "اقرأ باسم ربك الذي خلق" (سورة العلق)، فلما أراد الباري خلق العالم تكلم بالاسم الأعظم، فطار فوقع على رأسه تاجاً، اطلع على أعمال العباد وقد كتبها في كفه، فغضب من المعاصي، فعرق فاجتمع من عرقه بحران، أحدهما مالح، والآخر عذب، المالح مظلم، والعذب نير... ثم اطلع في البحر النير فأبصر ظله، فانتزع عين ظله فخلق منها الشمس والقمر، وأفنى بقية ظله... ثم خلق الخلق كله من البحرين؛ المؤمنون من البحر النير، والكفار من البحر المظلم!جاء ذلك عند المسعودي في "مروج الذهب" (صفحة 35 - 36)، وابن إياس الحنفي في "بدائع الزهور ووقائع الدهور" (صفحة 7- 8 عن ابن عباس)، كما جاء عن البغدادي "الفرق بين الفِرق" (صفحة 127)، والشهرزتاني في "الملل والنحل" (صفحة 177)!وسأتوقف عن هذه الموضوعات لأتفرغ لقراءة ما اكتشفته وكالة "ناسا" الفضائية قبل أيام، حيث إنهم اكتشفوا كوكباً شبيهاً بكوكب الأرض كانوا يبحثون عنه منذ سنوات، فعثروا عليه!
أخر كلام
محرمات النشر
01-08-2015