أماني مواطن

نشر في 25-12-2015
آخر تحديث 25-12-2015 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي الأماني تصنع المستقبل، والمحرك الذي يحتاجه الإنسان للاستمرار في الحياة؛ لذا من حقنا كمواطنين أن نحلم أحلام اليقظة وألا نستسلم لقدرنا بالطريقة السلبية، فالله سبحانه وتعالى يطلب منا أن نسعى في الأرض، وهو وعدنا بالعون وهو الذي جعل حركة البشرية ضمن إطار التخيير، فمن هنا نبدأ بالفهم الدقيق لصنع حاضر يقوم على أساس يكون للإنسان دور في صناعته.

في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «الاستراتيجيات التدريبية الداعمة للريادة في منظمات الأعمال»، الذي ينظمه منتدى التطوير الوظيفي الخليجي، تحدث الأستاذ الدكتور بشير الرشيدي من دولة الكويت والأستاذ خميس بوعميم من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث اختلفا في الاستدلال واتفقا على الهدف لكنهما أنارا جزءاً من الطريق.

لقد بدأ الدكتور محاضرته بتعريف الثقافة على أنها سلوك مجتمعي تحكمه مجموعة من العوامل التي تشكل صبغة وهوية الشعوب، أما التغيير فهو تصرف فردي يصنع الفارق ويضع معالم الحضارة ضمن سلوك ثوري يسمح للمجتمعات التي تتبنى وتبارك هذا النهج في الاستمرار والبقاء.

أم المحاضر الآخر الذي تنقل بالعمل بالقطاع الخاص، وحقق نجاحات ميدانية، فقد ذهب بعيداً نحو تعزيز نشر ثقافة «أنت قيادي» بين أفراد المجتمع لضمان الكفاءة والإنتاجية، وذلك بهدف تحريك عنصر المبادرة بين جموع الموظفين مع إيمانه بأن التغيير يبدأ من رأس الهرم لقدرته على التأثر وسهولة وصوله إلى القاعدة.

على العموم القضية التي أرادا إيصالها تخص دول مجلس التعاون الخليجي، والتي أرجعا أسباب تأخرها عن ركب الاقتصاد العالمي إلى عوامل عديدة، ومنها أسلوب فهم منظومة بناء الاقتصاد ودور الإنسان وطريقة استغلال الموارد الطبيعية في ظل غياب تام للاستفادة من التجارب العالمية الناجحة.

الأماني تصنع المستقبل، والمحرك الذي يحتاجه الإنسان للاستمرار في الحياة؛ لذا من حقنا كمواطنين أن نحلم أحلام اليقظة وألا نستسلم لقدرنا بالطريقة السلبية، فالله سبحانه وتعالى يطلب منا أن نسعى في الأرض، وهو وعدنا بالعون وهو الذي جعل حركة البشرية ضمن إطار التخيير، فمن هنا نبدأ بالفهم الدقيق لصنع حاضر يقوم على أساس يكون للإنسان دور في صناعته.

تدني أسعار النفط قد يكون فرصة للتفكير بصوت عال نحو إيجاد بدائل دخل أخرى تقوم على دعم الاقتصاد الحر ومشاركة القطاع الخاص، لتفعيل دوره في دفع عجلة الاقتصاد الوطني من خلال صياغة تشريعات تحاكي الواقع وتعالج الاختلالات، وفي مقدمتها حل مشكلة العمالة الأجنبية.

إن استمرار الاقتصاد الريعي لا يخدم المواطن ولا يجعل منه سوى موظف خمول غير منتج، كما هي حال السياسات القائمة التي كرست ثقافة رفاهية غير ثابتة تتحرك إلى الأعلى مع صعود أسعار النفط، وتنزل مع انخفاضه.

ودمتم سالمين.

back to top