فيما بدا أنه متابعة للحراك الدبلوماسي الدولي- الإقليمي لحل الأزمة السورية، يتوجه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى موسكو الثلاثاء المقبل عشية زيارة الائتلاف السوري المعارض للعاصمة الروسية.   

Ad

قبيل تصويت مجلس الأمن على قرار أميركي حاز موافقة روسية بشأن التحقيق في قضية مستخدمي السلاح الكيماوي في سورية، بقيت الأنظار معلقة على الحراك الدبلوماسي الكثيف بشأن الأزمة السورية، والذي حقق عدة اختراقات في جدار الأزمة السورية، أبرزها زيارة مدير استخبارات نظام الرئيس السوري بشار الأسد اللواء علي مملوك للسعودية ولقاؤه ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، ولقاء الدوحة الثلاثي (الولايات المتحدة، وروسيا، والسعودية) ولقاء طهران الثلاثي (روسيا، وإيران، وسورية)، إضافة الى زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى عُمان.

في هذا السياق، أعلنت وزراة الخارجية الروسية أمس زيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لموسكو الثلاثاء المقبل (11 الجاري)، في حين أكدت وسائل إعلام روسية أن وفد الائتلاف السوري المعارض سيزور موسكو في 12 الجاري، وسيكون بقيادة رئيس الائتلاف خالد خوجة.

وأفاد مصدر روسي بأنه من المقرر أن يلتقي الوفد وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين للشرق الأوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف، مضيفاً أن المسؤولين الروس يريدون أن يبحثوا مع وفد الائتلاف عقد جولة أخرى من مشاورات موسكو.

وكان عضو الائتلاف هادي البحرة اعلن أمس الأول أن الوفد سيناقش في موسكو المبادرة الإيرانية المعدلة.

«داعش» يشوش

الى ذلك، وفيما بدا أنه تشويش على الحراك الدبلوماسي، عاد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الى الواجهة بعد خطفه نحو 230 مدنياً سورياً بينهم 60 مسيحيا على الاقل بعد استيلاء عناصره على بلدة القريتين في محافظة حمص وسط سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: "قام داعش بخطف 170 سنيا وأكثر من 60 مسيحيا بتهمة التخابر مع النظام، وذلك خلال عملية مداهمة لمدينة القريتين التي استولى عليها الاربعاء".

 وأوضح المرصد أن "داعش" كان بحوزته لائحة تضم أسماء أشخاص مطلوبين، إلا أنه اعتقل عائلات كاملة كانت تنوي الفرار.

وتحظى القريتين بأهمية استراتيجية وفق المرصد لوجودها على طريق يربط مدينة تدمر الاثرية التي سيطر التنظيم الجهادي عليها في 21 مايو بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق.

حصيلة قتلى

الى ذلك، أعلن المرصد في تقرير نشره أمس أن الحرب الأهلية السورية أسفرت عن مقتل أكثر من 240 ألف قتيل بينهم 12 ألف طفل.

وبحسب التقرير، ارتفع عدد القتلى في صفوف المدنيين الى "71 ألفا و781 بينهم 11 ألفا و964 طفلا". وتشمل هذه الحصيلة أيضاً 42 ألفاً و384 قتيلا في صفوف المقاتلين السوريين من معارضين ومنشقين و"جهاديين" وأكراد.

 أما في صفوف الجهاديين الاجانب الذين يقاتلون في سورية، فبلغت الحصيلة 34 ألفا و375 قتيلا، لكن أكبر حصيلة بحسب المرصد هي في صفوف القوات التابعة للنظام مع 88 ألفا و616 قتيلا، أي ثلث الاشخاص الذين قضوا خلال الحرب. وبين هؤلاء، أحصى المرصد مقتل خمسين ألفا و570 من الجنود و33 ألفا و839 من "قوات الدفاع الوطني" و903 من عناصر حزب الله الشيعي اللبناني و3304 من الميليشيات الشيعية التي وفدت من دول اخرى. كذلك، احصى المرصد مقتل 3225 شخصا مجهولي الهوية. وأكد المرصد ان الحصيلة الفعلية تتجاوز بكثير عدد القتلى الذين تم احصاؤهم.

ولا تشمل هذه الحصيلة اكثر من 30 ألف مفقود، بينهم نحو عشرين ألفا مازالوا يقبعون في سجون النظام وتسعة آلاف من القوات الموالية للنظام يحتجزهم مقاتلو المعارضة وأكثر من اربعة آلاف خطفهم تنظيم "داعش"، كما لا تشمل مئات الاكراد والاجانب غير الاكراد الذين يقاتلون "داعش" الى جانب "وحدات حماية الشعب الكردي".

 وتسبب النزاع السوري في تهجير أكثر من أربعة ملايين سوري الى خارج البلاد، ونزوح أكثر من سبعة ملايين داخلها.

(دمشق، بيروت، لندن، موسكو ــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)