أميركا... هي هي وأوباما... هو هو
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن باراك أوباما بالتأكيد يعرف أن كل الإسرائيليين الذين تعرضوا لـ"الطعن" بالسكاكين من قبل الشبان الفلسطينيين والشابات الفلسطينيات هم من الجنود المدججين بالسلاح، وأن الأرض التي تحولت إلى مسرح لمثل هذه العمليات هي أرض فلسطينية محتلة منذ عام 1967، وأن بنيامين نتنياهو وزبانيته لا يعترفون باحتلال إسرائيل لها، بل وأكثر من كل هذا فإنهم يعتبرونها جزءاً مما يدعون أنه "الأرض الموعودة"! ربما رئيس الولايات المتحدة، هذه الدولة التي من المفترض أنها قامت على القيم والحق والإخلال وحق الإنسان في أن يقرر مصيره على أرض وطنه بنفسه، لم يخطر بباله وهو يجلس أمام بنيامين نتنياهو مكتوف اليدين أنه يجلس أمام رئيس وزراء دولة غاشمة ومحتلة، بل وأكثر من هذا أنه يجلس أمام قاتل أعطى الأوامر لجنود جيشه، الذي هو جيش احتلال، أن يطلقوا الرصاص على صدور الأطفال الفلسطينيين وعلى ظهورهم بدون إنذار وعلى "الشبهات"، وأن يقتلوا بدون تردد، وأن يحرقوا ويدمروا بدون أن ترف لهم جفون، وعلى غرار ما كان يفعله النازيون ضد اليهود المسالمين في معسكرات الاعتقال التي كان ما جرى فيها أسوأ ما عرفته البشرية منذ فجر التاريخ.ألم يتذكر باراك أوباما يا ترى، وهو يجلس أمام بنيامين نتنياهو بتواضع المذنبين والخائفين، أن الجنود الإسرائيليين الذين تعرضوا للطعن أو محاولات الطعن هم جنود احتلال، وأنه يحق للفلسطينيين وأطفالهم أن يقاوموا محتلي وطنهم بكل وسائل وأساليب المقاومة، وأن يفعلوا ما فعله الأميركيون عندما قادهم جورج واشنطن لتحرير بلدهم من الهيمنة البريطانية، ومن أن يبقوا جزءاً من الإمبراطورية التي لا تغيب عن أملاكها الشمس؟!ثم ألم يشعر أوباما يا ترى بالخجل وتأنيب الضمير بينما كان يستمع إلى بنيامين نتنياهو وهو يقول: "إنه مع حل الدولتين، أي دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية"، وعندما يستدرك ويقول: "لكن يجب أن تكون هذه الدولة الفلسطينية المشار إليها مجردة من السلاح، ويجب أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة للشعب اليهودي"؟!