«حماس» تمنع الاحتفال بـ 2016 في غزة واليسار يدعوها إلى وقف «الدعشنة»
احتفالات القطاع اقتصرت على الشموع ورشفات القهوة
فشل مخطط إياد وأصدقاؤه الذين حجزوا للسهر والاحتفال بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة في أحد المنتجعات البحرية التي انتشرت أخيراً على شاطئ قطاع غزة، بعدما منعت حركة "حماس" تنظيم أي احتفال في الفنادق والمطاعم.وعبر إياد، 45 عاما، عن امتعاضه إزاء منع "حماس" الاحتفالات في غزة بتلك المناسبة، مشيرا إلى انه انتظر وأصدقاؤه تلك المناسبة للخروج والاحتفال للترويح عن النفس، خصوصا ان القطاع يكتسي غالبا بالحزن والسواد.
وقال إياد لـ"الجريدة"، "اضطرنا إلى إيقاد الشموع والاستماع إلى الموسيقى مع رشفات القهوة ودخان النرجيلة، ومحاولة صنع الفرحة والابتسامة وتهنئة بعضنا بالعام الجديد، على أمل ان يحمل لنا في غزة نهاية للانقسام المقيت".وقررت الشرطة في قطاع غزة، الذي تحكمه "حماس"، عدم منح تراخيص لتنظيم حفلات رأس السنة، إذ ذكر المقدم أيمن البطنيجي الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، أن الأجهزة أبلغت أصحاب الفنادق والمطاعم بعدم منحهم تراخيص لتنظيم حفلات ليلة رأس السنة الميلادية، موضحاً أن "المسيحيين احتفلوا قبل أيام بأعيادهم وقدموا لنا كتاب شكر لما قمنا به من توفير الحماية اللازمة لهم وتأمين احتفالاتهم"، وأضاف "قرارنا لحماية أبنائنا من هذه المظاهر الوافدة التي لا تتماشي مع قيم وعادات شعبنا وتقاليده". من جهته، سخر الصحافي فايز أبوعون من منع احتفالات غزة، حيث نشر صورة لقيادات من الصف الأول في "حماس" إلى جانب سانتا كلوز، وكتب على موقع التواصل الاجتماعي، "العام الماضي كان حلالا، أما العام فأصبح حراما، عجبي عليك يا دنيا، تشكيل الدين حسب المزاج".وعلى ما يبدو يخشى حكام غزة استغلال جماعات متشددة صغيرة تلك المناسبات، خصوصا ان "حماس" خاضت ومازالت مراجعات فكرية مع أصحاب الفكر المتشدد، بعدما ضربت عدة تفجيرات مؤسسات ومراكب ومنازل قادة في القطاع.والتفت عائلات ميسورة الحال على قرار "حماس"، واستأجرت منتجعات خاصة وصغيرة للاحتفال مع أصدقاء وأقارب، دون ان يفوتوا تلك المناسبة.واعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب نافذ غنيم، منع الاحتفالات تعديا صارخا على الحريات، مستهجنا تبريرات الجهات المسؤولة بأن ذلك تقليد غربي.ودعا القيادي اليساري، المسيطرين بحكمهم على قطاع غزة، أن يتركوا الناس وشأنهم، وان يتوقفوا عن "دعشنة" المجتمع خطوة خطوة، وان يتفرغوا للبحث عما يعيد للمواطنين في قطاع غزة الحياة والكرامة، وان يعالجوا الأسباب التي أسكنت في كل بيت بقطاع غزة شبحا من الفقر واليأس والإحباط.