الرئيس اليمني يسعى إلى ترسيخ سلطته بعد عودته إلى عدن

نشر في 23-09-2015 | 14:44
آخر تحديث 23-09-2015 | 14:44
No Image Caption
اعتبر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن عودته إلى عدن بعد منفى استمر ستة أشهر في السعودية بمثابة مرحلة أساسية على طريق استعادة السلطة "الشرعية" و"تحرير" بقية المناطق التي لا تزال بأيدي المتمردين الحوثيين.

لكن محللين يبدون تحفظاً واصفين هذه العودة بأنها خطوة "رمزية" لن "تبدل أموراً كثيرة" على المدى القصير على الأرض في وقت يمسك الحوثيون بزمام الأمور في شمال اليمن والعاصمة صنعاء.

وعاد هادي "سبعون عاماً" مساء الثلاثاء إلى عدن "جنوب" ثاني مدن البلاد.

وترأس بعدها اجتماعاً لأعضاء في حكومته سبق أن عادوا إلى المدينة الساحلية بهدف ترسيخ سلطته في هذا القسم من البلاد الذي استعادت القوات الموالية له السيطرة عليه أخيراً، بدعم من تحالف عربي تقوده السعودية.

وبحسب وكالة أنباء سبأ التي تسيطر عليها الحكومة، أشاد هادي بـ "تضحيات" الجيش ومجموعات "المقاومة الشعبية" التي قاتلت إلى جانبه، وجدد تأكيد "شرعية" السلطة في مواجهة "الميليشيات الانقلابية" التي سيطرت على صنعاء قبل عام.

وطلب الرئيس المعترف به دولياً والذي سيشارك بعد أيام في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من الحاضرين في اجتماع عدن تسوية مشاكل السكان "من مياه وكهرباء وصحة وسكن وأمن"، وذلك بعد استعادة خمس محافظات في الجنوب هذا الصيف.

ولا تزال عدن تعاني انعدام الأمن وتتصاعد شكوى سكانها من بطء ورشة إعادة الإعمار.

وبدعم من الضربات الجوية ثم من قوات سعودية وإماراتية برية، خاض تحالف من القوات الحكومية ومقاتلي "الحراك الجنوبي" وناشطين إسلاميين وأفراد قبائل سنية معارك مع الحوثيين في الأشهر الأخيرة، لكن انقسامات برزت بين هذه المجموعات حول الأهداف المقبلة.

وشدد هادي على ضرورة دمج عناصر المقاومة الشعبية داخل الجيش والقوى الأمنية، وفق ما ذكرت سبأ.

وقال "نحن اليوم في عدن، سنكون غداً في تعز (ثالث مدن اليمن) ثم في العاصمة صنعاء"، واعداً بإرساء "الاستقرار" في كل أنحاء البلاد.

وفي أول تصريح بعد وصوله في طائرة سعودية، أشاد الرئيس اليمني بالتحالف العربي الذي تدخل في مارس في اليمن، أولاً عبر غارات جوية ثم براً لمساعدة الحكومة "الشرعية".

ولفت خصوصاً إلى السعودية والإمارات، مؤكداً على أن "تحرير" المدن والمحافظات التي لا تزال في أيدي "الميليشيات الانقلابية" بات وشيكاً.

غير أن محللين يعتبرون أن لعودة هادي بعداً رمزياً قبل كل شيء.

وقال ماتيو غيدير المتخصص في الشرق الأوسط واستاذ علوم الإسلام في جامعة تولوز الفرنسية "إنها إشارة موجهة إلى جميع الأفرقاء، سواء كانوا في معسكر الحوثيين أو ذلك المناهض لهم، عن عودة الحكومة الشرعية".

وأضاف "لن يغير ذلك كثيراً من الأمور على الأرض لكنه سيفتح طريق صنعاء أمام التحالف بناء على دعوة رسمية من الحكومة القائمة".

ولاحظ أن "عودة الرئيس هادي تمت بالتشاور مع السعوديين وليس هناك أي تباين بين الجانبين: يظل الهدف عودة الحكومة إلى صنعاء، أن العودة إلى عدن موقتة بالنسبة إلى الجميع".

وبعدما استعادت زمام المبادرة في جنوب البلاد، شنت القوات المناهضة للحوثيين بدعم من القوات العربية في 13 سبتمبر هجوماً واسع النطاق في محافظة مأرب "وسط" الواقعة شرق صنعاء بهدف التقدم في اتجاه العاصمة.

ولكن يبدو أن الحوثيين وحلفاءهم من قوات الجيش المناصرة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، نجحوا في ابطاء هذه العملية التي يشارك فيها خصوصاً آلاف الجنود الإماراتيين والسعوديين.

ومنذ مارس، خلف النزاع في اليمن نحو خمسة آلاف قتيل و25 ألف جريح بينهم عدد كبير من المدنيين وفق الأمم المتحدة.

back to top