في ذاكرة الأيام حكايات للشعوب تناقلتها أجيالها، فيها من البساطة والأصالة والخصوصية ما يستحق أن يروى، وفيها لنا عبر ودروس ومواعظ تخرجنا من عصر السرعة والمادة والتعلق بأستار الرغبات وحطام الدنيا الى مساحات واسعة من الخيال وفضاءات رحبة من التقرب الى الله بنوايا صادقة.
فللشعوب الإسلامية علاقة روحية برمضان، وعشق أزلي يتجدد باستمرار، تنتظره كل عام بشوق وفرح، ارتبطت به روحا وعانقته وجداناً، وكلها باختلاف ديارها وأصولها اتفقت عبادة واختلفت طباعا وعادات وسلوكاً.للجغرافيا والمجتمع والتاريخ آثارها في صياغة العقل الكلي وتكوين الإرث عبر السنين.ونحن في بحثنا هذا نحاول ان نعود بالزمن الى الوراء، ونعيد الرحلة في اتجاه المنابع لأن ما تعيشه شعوب اليوم أتى من بعيد، فهناك ولدت الأسرار. نسافر من منطقة إلى أخرى نبحث عن اخبار رمضان في ذاكرة الزمن الجميل وذاكرة الناس البسطاء، لننقل اخبارا بسيطة مثل اهلها لكنها تخبرنا عن الجذور وعن التاريخ حين يدون برغبة صادقة للوصول الى الحقيقة التي تشير جميعها الى نقاء العبادة والنفوس المطمئنة.والطوارق شعب مسلم سكن الصحراء الافريقية الكبرى وكانت بعض قبائله جزءاً من دول عربية كالجزائر وتونس وليبيا شاركوا في صناعة تاريخها مثل بقية مكونات الشعب، وهم منسيون ولا يهتم بهم أحد، ومعرفة لمحات من تاريخهم وطباعهم وعاداتهم الرمضانية القديمة اثراء لمعارف المهتمين.الطوارق والجغرافياالطوارق مجتمع قبلي من أصول امازيغية يتشابه مع مجتمع القبائل القديم في ليبيا وغرب مصر وشرق السودان في كثير من العادات وانماط المعيشة، وتسكن قبائل الطوارق الصحراء الكبرى الممتدة جنوبي الجزائر وتونس وليبيا وشمالي النيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو، وهم مجاميع من القبائل الرعوية التي تتخذ الصحراء موطنا والترحل نظاما حياتيا في بحثها عن المطر والعشب والكلأ، ولها من العادات والتقاليد التي تخصها ما جعلها نموذجا للمجتمع القبلي المعزول والمغلق الذي لم يتفاعل مع الحضارة والتقدم العالميين، وهو الامر الذي قلل كثيرا من التغير الزمني لنمط الحياة القديم وان كان معظم أبناء قبائل الطوارق الرعوية قد استقروا في أماكن سكنهم القديمة واسسوا مدنا وقرى مستقرة وبدأوا يتفاعلون مع الحياة المدنية الحديثة، ولكن بقيت معظم العادات والتقاليد الطوارقية في القرنين الماضيين كما هي ولم يحدث لها الا بعض التغير الطفيف لأن ما تغير بهم نمط الحياة ولم يتغير نمط السلوك بسبب غياب التفاعل مع الآخرين، ولا شك ان للعزلة الجغرافية دورا كبيرا في عزلة الطوارق الاجتماعية، وقد ساعد ذلك في المحافظة على نقاء العنصر الطوارقي حيث استمرت الزيجات بين القبائل الطوارقية طوال عشرات السنوات الماضية، ورغم ان الطوارق من البدو الرحل فان لهم بعض المناطق الحضرية المستقرة وان كان نمط الحياة فيها بدائيا حتى الثلاثين عاما الماضية، حيث وفرت بعض الجبال المتناثرة على مساحات صغيرة في الصحراء الكبرى فرصا للاستقرار بجوارها وتأسيس القرى، ولعل اهم القرى والحواضر الطوارقية الجديدة مجتمع تاسلي في جبال الهقار وآلاحاجار في جبال ادرار امتداد الاوراس الجزائري، وبعض القرى الأخرى على سفوح جبال الآير في النيجر، لكن هذه القرى مازالت متأخرة قياسا بالمدن في البلدان الام كالجزائر وتونس وليبيا والنيجر، حيث لم تزل وسائل المواصلات بدائية وأجهزة الاتصالات غائبة واستخدام الكهرباء في أدنى حدوده، والطوارق مجتمع مستقل لا يخضع للقوانين والحدود الدولية ولا لسلطة الدول الا فيما ندر، وفي اقصى حدوده الجغرافية في الجنوب والشمال.وقد اشتهر الطوارق باللثام الذي يضعوه على وجوههم فلا تظهر الا العينان فقط، وهم لا يخلعون لثامهم الا نادرا، وقد تميزت بعض قبائلهم بألوان موحدة للعمامة او اللثام، واما النساء فلا يضعن لثاما او نقابا او ما شابههما.الاستهلال الفرديكان المجتمع الطوارقي الرعوي المتنقل يستهل فرديا اذ يخرج رب الاسرة وأهله منفردين للاستهلال فإن لم يروه اكملوا شعبان وصاموا الذي يليه وان رأوه فإنهم يصومون اعتمادا على رؤيتهم لهلال رمضان ويفطرون لرؤيتهم دون ان يتواصلوا مع بقية ساكني الخيام او بيوت الشعر المجاورة، ورغم ان الأجواء في الغالب صحوا على امتداد الصحراء الكبرى الا نادرا، لكنك تجد الاسر المتجاورة فيها الصائم وفيها المفطر في اول أيام رمضان قديما، فالغريب ان من لا يرى الهلال لا يصوم على رؤية جاره او قريبه، ومن عادة الطوارق الرعوية ان يشعل من يرى الهلال ناراً امام بيته طوال الليل إشارة الى رؤيته الهلال ونية صومه غداً، لكن هذه الحالة لا تجدها في قرى الطوارق والمساكن الثابتة حيث يتم الاستهلال جماعيا ويقرر كبيرهم يوم الصيام ويوم العيد، كما ان اهل القرية يشعلون نارا فوق قمة التل او الجبل إشارة الى ان اهل القرية استطاعوا رؤية الهلال وانهم سيصومون جميعا في الغد.العمل لا يتوقفاشتهر الطوارق بالتجارة حيث كانوا ومازالوا يمارسون دور الوسطاء التجاريين بين الشمال والجنوب حيث اعتادوا عبر مئات السنين جلب القمح والتمور والزيتون من الجزائر وتونس والمغرب وبيعها باسواق النيجر ومالي وتشاد وبوركينا فاسو وجلب البهارات والفواكه الاستوائية من الجنوب وبيعها في الشمال، وهم لا يستقرون في بيوتهم الا أياما معدودة ومتقطعة في السنة، وقد تجد القوافل رجالا ونساء يعملون في التجارة، وفي رمضان لا تتوقف أعمالهم ابدا، فهم لا يسكنون الى منازلهم وأهليهم الا أياما معدودات، فيما يحاولون ان ينجزوا أعمالهم والتزاماتهم قبل العيد حيث لابد لهم من العودة الى ديارهم والاحتفال بعيد الفطر، ولذا فان الطوارقي اعتاد ان يصوم ويفطر في الصحراء دون كبير اهتمام بتنوع الطعام وجودته، لكنه يواجه بيئة صحراوية قاسية في الصيف مما يجبره على إفطار بعض أيام الشهر الفضيل، ومع ذلك فان من اضطر للافطار لا يتناول أي طعام ابدا بل يقتصر افطاره على قليل من الماء متى ما وجد انه قد شارف على الهلاك او شعر بالاعياء، والطوارق جميعهم يفطرون بعض أيام رمضان بهذه الطريقة احتراما للشهر الفضيل واعتقادا منهم بأن من لا يوفق في قضاء الأيام التي افطرها فإن شربه للقليل من الماء اضطرارا لا يدخل ضمن المفطرات، ولأن تجارتهم عبر عشرات السنين قد صنعت لهم علاقات في الشمال والجنوب تجاوزت الأسباب التجارية البحتة الى علاقات مودة وصداقات وربما وشائج قربى ونسب، وهذه الأمور ساهمت بالإقلال من سلبيات الانقطاع عن العالم والعيش في بيئة صحراوية مغلقة، ولذلك فانك تجد الطوارق يملكون من الوعي والادراك والفهم في القضايا الدينية والاجتماعية الكثير من خلال زياراتهم المتكررة للمدن الشمالية والجنوبية وجلوسهم في أسواقها ومع تجارها ومثقفيها وجلوسهم في المساجد والجوامع واحاديثهم مع المصلين وأئمة المساجد واستفسارهم الدائم عما يجهلوه، ثم نقلهم ما تعلموه الى اسرهم ومجتمعهم وقبائلهم وقراهم.الأسرة في رمضانكان ومازال دور المرأة الطوارقية كبيرا ومهما وحقوقها مصانة على عكس ما عرفت به المجتمعات المغلقة والمنقطعة عن محيطها، فهي تنعم بحرية تامة في بيتها وتربية أبنائها دون ان تواجه أي معارضة او منع او اعتراض من الرجل، بل انها تستطيع متى ما ارادت ان تحصل على الطلاق من زوجها حالا حيث تدخل الى مجلس رجال القبيلة في اللحظة التي يكون زوجها موجودا ضمن الحضور فتعلن امامهم انها لا ترغب باستمرار زواجها من زوجها وتريد الطلاق، وعند ذلك لا يتردد الزوج بإلقاء لفظ الطلاق حالا لأنه من العار ان يستمر مع زوجة لا ترغب به، ورغم بدائية الحياة وقسوة الصحراء وانقطاع الطوارق عن العالم فان العديد من المدارس البدائية والكتاتيب قد انتشرت بينهم منذ اكثر من ثمانين عام مضت بفعل بعض العلوم التي كان يتلقاها بعض الرجال في الحواضر التي يصلون لها لأهداف تجارية فيشغلون أيام انتظارهم في هذه الحواضر لتصريف بضائعهم وتحصيل أموالهم في التعلم في الكتاتيب وحلقات المساجد، وحين يكبر هؤلاء ويتقدموا في العمر ولا تبقى لديهم القدرة على ممارسة عملهم التجاري وتحمل عناء التنقل بين الشمال والجنوب وقطع الصحراء الكبرى الشاسعة برفقة القوافل والجمال، فان هؤلاء الرجال يخلدون الى الإقامة في مجتمعاتهم وفتح كتاتيب او مدارس لتعليم القرآن الكريم وعلوم الحساب واللغتين الامازيغية والعربية واللغات المحلية، وهي لهجات تختلف بين قبيلة وقبيلة، ومن خلال هذه الكتاتيب يحصلون على بعض الأموال التي تعوضهم عن رحلات العناء القديمة وبنفس الوقت فإن هذه الكتاتيب تجد اقبالا كبيرا من النساء والصغار، وقد ساهمت هذه الكتاتيب بتوفر مستوى تعليمي مقبول للأسرة الطوارقية، ولذلك فإنك تجد المجتمع الطوارقي بمختلف بيئاته وقبائله ومناطقه يحظى بنسبة مقبولة من التعليم والوعي والمحافظة والتدين.ختمة القرآنكانت المرأة الطوارقية تقوم بعملية (أسير دنهين) وهي عرف سنوي تقوم به لتغيير الأثاث البالي بآخر جديد وتنظيف كل الافرشة وقطع الأثاث كإعلان فرح وسرور بقدوم الشهر. وكذلك كان ومازال الطوارق يقيمون الاكواخ قبل شهر رمضان بأيام وتجهيزها وفرشها بالحصير للصلوات وقراءة القرآن، وتكون الاكواخ مسقوفة مفتوحة الجوانب في العادة للتهوية في معظم السنوات ولا يتم اغلاقها الا اذا جاء شهر رمضان في ديسمبر او يناير حيث يكون البرد قارصا والأجواء ممطرة، وغالبا ما يقام كوخ في كل حي او مجموعة من المنازل بحجم يتناسب مع عدد ساكني الحي، وتوكل مهمة إقامة الكوخ وبنائه الى النساء ويساعدهن الصغار، وللطوارق اهتمام لا يوصف بالصلاة وقراءة القرآن وهم يهتمون في تعليم أبنائهم الصلاة وقراءة القرآن في شهر رمضان ويحببونهم بالصوم وفوائد العمل والتعلم في رمضان والاجر المضاعف في هذا الشهر. ولذا فقد كانت أحياء الطوارق الرعوية والقروية خلايا نحل في فترة العصر من أيام رمضان، وقد تنشغل النساء في اعداد الطعام في النصف الثاني من العصر فيبقى الصغار والرجال في الكوخ يقرأون القرآن ويستمعون الى العلوم والآراء الشرعية التي يطرحها المعلمون وكبار السن ممن عرفوا بتحصيلهم لشيء من العلوم الدينية.وقد عرف الطوارق بكرمهم وسخائهم ولذا فإن الاكواخ التي انشأها الأهالي للصلوات وقراءة القرآن وتعلم العلوم الدينية كانت تشهد وجبات إفطار جماعية يوميا ودون انقطاع حيث ترسل كل اسرة شيئا من الطعام الى الكوخ لتتكون مائدة كبيرة من الأطعمة المرسلة، ويلجأ للكوخ او مائدة الإفطار الجماعي الكثير من كبار السن الذين تقطعت بهم السبل ولم تكن لهم اسر او اولاد يرعونهم، وقد اعتمدوا جزئيا على رعاية أهالي الحي لهم، وتعتبر موائد رمضان جزءا من الرعاية حيث تجد العديد من الأهالي يفطرون في الاكواخ لإشاعة الأنس والسعادة والألفة في قلوب هؤلاء الكبار.ولا شك ان المجتمع الطوارقي القديم كان مجتمعا متآلفا متحابا وبسيطا، وقد اعتاد على التعاون في الحضر والسفر، فكانت الرحلات المكوكية الجماعية او العمل الجماعي في جبال الملح ونقل البضائع من مناطق الى مناطق يفصلها عن بعضها واحدة من كبرى الصحارى في العالم كلها عوامل ساعدت على تكاتف الناس وتكافلهم هناك، كما ان لاستعمالهم الجمال وطول صداقتهم لها انعكست في تنمية صبر الطوارقي الذي تأثر بتحمل البعير للأعباء وصبره على تحمل المشقة، ويعد شهر رمضان عاملا إضافيا في تفعيل هذه السلوكيات الإيجابية بين أبناء الطوارق لما لشهر رمضان من قدسية وروحانية تكرس المعاني الطيبة بين افراد المجتمع.رمضان في الصحراءقبائل الطوارق جميعها مسلمة مالكية المذهب، وافرادها مثل بقية المسلمين ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر، لكن رمضانهم مختلف عن الجميع بأمور عديدة، فهم أهل صحراء واجرام ونجوم، وتمتد الصحراء وكثبانها بحدود ما يستطيع النظر ان يصل له دون ان تكون للاتجاهات والحدود علامات يمكن للطوارقي ان يستعين بها ليحدد المكان والوقت واليوم، ولذا فإن علاقته بالنجوم لا توصف واستدلاله بالاجرام والكواكب لا حد له، ولذلك هم قادرون على تحديد المواسم والانواء والأيام بدقة فائقة، وهم قادرون أيضا على تحديد لحظة ولادة هلال الشهر وتحديد إمكانية الرؤيا من عدمها بطريقة تثير الدهشة والاعجاب معا، ومن ضمن هذه المعرفة والاعتماد عليها يتم الاستهلال بمعلومات محددة ومعروفة سلفا في غالب الأحيان، فالطوارق يستطيعون معرفة إمكانية تواجد الهلال من عدمه في ليلة الاستهلال وربما استطاعوا تحديد المكان الذي من المفترض ظهوره به والمدة التي يبقى بها، وتظل المشكلة في إمكان رؤيته من عدمها.المائدة الطوارقيةكانت المائدة الطوارقية محدودة التنوع وذات خصوصية، وتتفاوت الأنواع والكميات بين الاسر بحسب حالتها المالية، فقد كان التفاوت في المستوى المعيشي بين الاسر كبيرا في السنوات السابقة، وتتنوع الأطعمة في بعض الأحيان خاصة في اثناء عودة ارباب الاسر وجلبهم للفواكه وبعض الحلويات المتوفرة في الأسواق البعيدة، ورغم وضوح تأثير الاسفار في المائدة الرمضانية الطوارقية القديمة فان للمرأة أثرها وعملها ولمساتها الواضحة في الفطور، ومن اشهر الاكلات الطوارقية القديمة الزنبو وهي نوع من الشوربة او الحساء الذي يصنع من دقيق القمح المهروس والذي اصبح يضاف له بعض البهارات الافريقية في السنوات الأخيرة، والاغاجيرا وهي مشروب آخر يشرب ساخنا ويحضر من الأعشاب الصحراوية وبعض الحبوب الافريقية، ولأن اهم المواشي في الصحراء الكبرى الجمال حيث يقال أينما وجد الجمل في الصحراء الكبرى فثم طوارقيا بالقرب منه ولذا فإن حليب الناقة يعد واحدا من أهم المشروبات الباردة التي تقدم للصائم في الفطور، كما ان أكلة تهانيني عادة ما كانت موجودة بشكل دائم على المائدة الطوارقية القديمة، وهي عبارة عن خليط من التمر والقمح والدهن المستخرج من سنام الإبل المذبوحة والذي يتم حفظه بطريقة يمكن معها ان يبقى صالحا أكثر من عام، ولعل أكلة التكلا كانت اكلة الأغنياء والميسورين قبل عشرات السنين حيث تطبخ بوضع المرق وحبوب القمح ولحم الجمل معا، ويتم طبخها تحت الرمل ويشبه اعدادها المندي اليمني القديم، لكن الفطور أو أظوم، كما يسمى باللغة الطوارقية لا يكتمل الا بجلسة الشاي التي تعقب الفطور وعادة ما كانت تجتمع عدة اسر معا في منزل احدهم او في كوخ رمضان الذي اعد للاجتماعات الاسرية وتكون الجلسة جميلة اذا ما جاء رمضان في الشتاء، ويولي الطوارق الشاي رعاية خاصة حيث كانوا يعدونه لعلاج الامراض خاصة احتقان اللوزتين ولدغة الافعى والعقرب، إذ يصنع من الشاي الأخضر ويضاف له بعض الأعشاب الصحراوية والمجلوبة من غابات السافانا الافريقية، واما في الماضي فكان الطوارق يصنعون نوعين من الشاي اخضر واسود يضيفون للأول اعشابا افريقية يرونها مقوية للجسد ومقاومة للعطش، ويضيفون للثاني الحليب ظنا منهم بأنه طارد للسموم ان تعرض احدهم للدغة افعى او عقرب.*كاتب وباحث كويتي
توابل
رمضان في بلاد الطوارق
03-07-2015