انكشفوا

نشر في 12-08-2015
آخر تحديث 12-08-2015 | 00:01
 علي محمود خاجه قبل ثلاث سنوات تقريبا تعرض شاب صغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر) بحماقة لشخص الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، فانتفض البعض بنية صادقة والبعض الآخر بخبث تحت مظلة الدفاع عن ثوابت الدين، ودفاعاً عن خاتم المرسلين، وعقدوا الندوات وخصصوا الجلسات وسطروا الكتابات ضد هذا التصرف، بل صرخوا بأعلى أصواتهم وسنّوا تشريعا بمجلس الأمة يقضي بإعدام المسيء، وكانت النتيجة أن هذا الشاب الصغير يقبع في السجن على خلفية تلك الإساءة الحمقاء.

قبل يومين قام شاب آخر (من مذهب آخر) وبحماقة أيضاً بتحريف آية قرآنية لدعم شخصية سياسية كويتية، وقبل أن أخوض في موضوع المقال لا بد أن أقول إني لا أعتقد أن الشاب الأول أو الثاني أو غيرهما يقصدون عمدا إهانة الدين، لكن حماقتهم تتفوق عليهم فتجعلهم يكتبون أمورا غير مسؤولة وغير مقبولة أيضاً، وطالما تم مسح ما كتب أو الاعتذار عن تعبيرهم السيئ فأنا لا أعتقد أن القضية تستحق أكبر من ذلك، إلا إن كان لصاحب العبارات الحمقاء تاريخ في ازدراء الأديان والمعتقدات والإساءة إليها فإن ذلك يعني أن حماقاته متعمدة تستحق المحاسبة، ولا أعني بالمحاسبة الحبس أو الإعدام فالفكرة لا تُسجن كما أردد دائما.

عموما، قبل أن أكتب هذا المقال رحت أبحث عبر وسائل التواصل عن ردود الأفعال من جراء ما كتبه الشاب الجديد من تحريف للقرآن، فوجدت البعض ينتفض بنية صادقة لمهاجمة تلك الفعلة الحمقاء، وهم في الغالب مثل البعض الذي انتفض في المرة الأولى في حين وجدت آخرين ممن كانوا فرسانا في محاربة الشاب الأول، وأعني هنا محمد هايف، جمعان الحربش، وليد الطبطبائي، خالد السلطان، أسامة المناور وغيرهم، وجدتهم لم يتطرقوا أبدا لا من قريب ولا من بعيد حتى لحظة كتابة هذا المقال اليوم الثلاثاء الموافق 11-8-2015 لما قام به الشاب الجديد!!

وهنا مربط الفرس وهنا القضية وهنا الإثبات، فما جعل الأسماء السابقة فرسانا أمام الشاب الأول لم يكن قضية دين ونصرة دين، وصمتهم على فعلة الشاب الثاني خير دليل على ما أقول، فلو وضعنا فعلة الأول والثاني بميزان من يفترض أنهم فرسان الدين فبالتأكيد أن فعلة الشاب الجديد أكثر جرماً بحكم أنها عبث بكلام الله واستهزاء بآياته، وعلى الرغم من هذا فالأسماء السابقة صامتة لم تكتب حرف استنكار واحداً، فالطبطبائي انشغل بتغيير اسم مدرسة الأصمعي ولم يلتفت أبدا لتحريف كلام الله والبقية لم تقل شيئا.

لا أكتب هذا الكلام بغية التحريض على الشاب الجديد، فكما ذكرت لكم بأن الأمر في نظري وميزاني لا يستحق، بدليل أن الشاب الجديد ألغى حسابه في «تويتر» تماماً، وهو إقرار منه بخطئه، ولكن وفق ميزان تلك الأسماء فإن فعلته شنيعة ومع ذلك لم ينطقوا بحرف، وهو ما يثبت أن القضية الأولى لم تكن قضية دينية بقدر ما كانت قضية محاربة طائفة أخرى ليس إلا.

ضمن نطاق التغطية:

أعتقد أن الشاب الجديد لو كان قد تعرض لأحد أئمة الشيعة لكنا سنرى انتفاضة من تجار الدين الشيعة تجاهه، ولكن عندما مسّت القضية الذات الإلهية صمت تجار الدين من المذهبين.

back to top