أصر حاكم نجد في ذلك الوقت، الشيخ عبدالعزيز بن سعود، على أن يرافق ابنه فيصل في رحلته إلى لندن عام 1919م مجموعة من تسعة أشخاص، فلم يجد البريطانيون بداً من الموافقة على ذلك، رغم أنهم حاولوا تقليل عدد الضيوف السعوديين، ووجدوا أنفسهم مضطرين لقبول الموقف السعودي، لذلك كتبت القنصلية البريطانية في البحرين الرسالة التالية لحاكم نجد تقول فيها:

Ad

"محبكم مسرور ان اعرف سعادتكم بأن نجلكم الشيخ فيصل سلمه الله وجماعته وصلوا البحرين بالسلامة وبعد اقامة كم يوم الذي استانس فيها جدا والذي حصل منها فايدة لصحته. الجماعة يسافرون في منور الدولة البهية لارنس بتاريخ 30 اكست 1919م يوم السبت مطابق في 2 ذو الحجة 1337هـ. ان شاء الله يوصلون بمبي بتاريخ 9 ديسمبر 1919م الجاري مطابق في 13 ذو الحجة ومن هناك ايضا يركبون في المركب الى لندن من بعد اقامة يومين او ثلاثة في بمبي..".

وبعد هذه المقدمة التي تتعلق بجدول الوصول والمغادرة، أكدت البرقية البريطانية للشيخ عبدالعزيز بن سعود قبول جميع أعضاء الوفد المرافقين لابنه الشيخ فيصل بن سعود.. تقول البرقية "محبكم مسرور نهاية ان ابلغ سعادتكم بأنه احتراما لإرادتكم التي بلغتها تلغرافيا الى صاحب الفخامة الحاكم الملكي في بغداد (ان) عبدالله بن حسن القصيبي حصلة له الاجازة للسفر مع الشيخ فيصل وتعداد الجماعة يقينا على موجب ارادته".

وبهذا التأكيد، انتهى الخلاف على حجم الوفد السعودي بموافقة البريطانيين، على أن يتألف من فيصل بن عبدالعزيز، وأحمد الثنيان، وعبدالله القصيبي، وستة من المرافقين للخدمة. وقد ورد في برقية باللغة الإنكليزية أسماء المرافقين الآخرين وهم: عبدالعزيز الربيعة، وعبدالله السويري، وعبدالرحمن بن صفيران، وعبدالعزيز السعيد، وعبدالرحمن بن رهيمان، وعبدالعزيز بن عايض.

وورد في البرقية البريطانية أيضا أن الضابط "بومن" سيكون المرافق الخاص بالوفد السعودي، وأنه ضابط مؤهل ولديه الصلاحيات لتوفير احتياجات الوفد. تقول البرقية: "الميجر بومن الذي يصحب الجماعة ضابط مقتدر وذو مراعاة وسعادتكم يكون تطمئنون جدا أنه يلتفت كاملا على نجلكم ويرتب لهم جميع الراحة والانشراح...".

وقد رد الشيخ عبدالعزيز بن سعود على الموافقة البريطانية بالشكر والامتنان، وقال في البرقية ما يلي:

"بعد السلام والفحص عن رفاهيتكم احوالنا لله الحمد اننا بخير.. بيد السرور اخذنا مشرفكم الودادي رقم 16 اذار 1337 – 14 اوكست 1919 كامل شرحكم كان لدى محبكم معلوم ذكر جنابكم انكم ابرقتم الى حضرة الحاكم السياسي العام في بغداد – العراق رغبتنا فإنني ممنون على مبادرتكم بذلك واشكر مسعاكم. ذكر حضرتكم انه ورد برقية من سعادة الحاكم تفيد ان المركب لارنس يحظر في 30 ذو القعدة 1337 وان ولدنا فيصل قد حضر عندكم ومع مزيد اهتمامكم ومساعيكم الحسنة نحونا ان ترتيب اتباعه حصل حسب رغبتنا وان تحريركم الودادي قادم الينا عن سفر الابن فيصل واستراحته لاننا نعتقد جنابكم محل النفس في ذلك.. ونرجو دوام تحاريركم الودية وافادتنا بما يستجد من اخبار الصلح. هذا ما لزم تعريفه لجنابكم ودمتم محروسين 4 ذي الحجة 1337".