فعلاً كرامة الكويت أولاً
![ترفة العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1480609604583257500/1480609611000/1280x960.jpg)
لقد وصل الأمر بالبعض لنعت الكويتيين والخليجيين بالبداوة والرعاة، وهذا فخر لا عيب، فحبيبنا محمد، صلى الله عليه وسلم، عاش في البادية مع قبيلة بني سعد، وكثير من الأنبياء امتهنوا الرعي والأشغال، فلم يكن هناك نبي إلا وامتهن مهنة، ووصفهم هذا مصدر فخر وإشادة ليس إلا، فالكويت كانت ومازالت هي بلاد العرب وسندهم، ولا يوجد شعب أو بلد لم يمد الكويتيون إليه يد المعونة والنصرة والتأييد، ومن قبل أن تصبح دولة مستقلة وحتى اليوم وهي تدفع ضريبة ذلك تهديدات واختراقات وحوادث أمنية. ففي الثورة الجزائرية كان للكويت دور وتأييد، ومنظمة التحريرالفلسطينية انطلقت من الكويت واحتضنت مقرها وكانت الكويت أول من اعترف بها كدولة وأول سفارة لها أقيمت في بلادنا، ومن الكويت كانت المساعدات المالية والثقافية والتعليمية والاجتماعية للبنية التحية لدول الخليج وجنوب الجزيرة العربية. وفي العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر خرجت مظاهرات داعمة في الكويت، وبذلت الأموال وسقط أبناؤها على الجبهة المصرية في عام 1967، وفي عام 1973، وإذا كان هناك من يدعي أن هناك فضلاً لبعض المجتمعات العربية على الكويت من مدرسين ومهندسين وأطباء، فنقدم الشكر لكل شعب عربي، ولكن نقول: لم يحضر أي عربي أو أجنبي سابقاً ولا لاحقاً متطوعاً يبتغي وجه الله، ولمن يعرف التاريخ فإن أول بعثة تعليمية كانت من فلسطين المحتلة. وبالمناسبة فإنني أحمّل الحكومة الكويتية مسؤولية أرواح ومستقبل الطلبة الكويتيين والعاملين والزائرين والسياح الموجودين في مصر، وعليها أخذ الموضوع على محمل الجد، فهناك فئات تبث روح الكراهية ضد كل ما هو كويتي، وعليها في حالة تطورت الأمور وازداد الأمر سوءاً ـ لا قدر الله ـ اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية أرواحهم وأموالهم وإيجاد جامعات أخرى في الكويت أو خارج مصر في دول العالم التي أكثرها الله؛ فكفانا ابتزازاً من قبل بعض الفرق والتوجهات السياسية الفاشلة وبعض الوسائل الإعلامية الفاسدة والصحف الصفراء البغيضة، وليوفر الإخوة من كل الجنسيات على أنفسهم جهد الإضرابات أو المظاهرات أو المطالبات غير السلمية، ويتوقفوا عن توجيه السباب والإهانات، وليرحل من لا يجد في الكويت ملاذاً آمناً، وإلا فإن في الكويت مؤسسات قادرة بعون الله على تحجيم و"تقزيم" كل دعوة شاذة ووأدها في مهدها، وستبقى الكويت واحة أمن وأمان، وبلاداً للعرب والحافظ الله يا كويت.