{ساحرة الجنوب}  يعرض  راهناً في الموسم الموازي لشهر رمضان، بطولة حورية فرغلي، سوسن بدر، صلاح عبد الله، أما {أبواب الخوف} فيؤدي  بطولته عمرو واكد. لا شك في أن اقتصار هذه النوعية على عملين يثير

Ad

تساؤلات حول مستواها ومدى جماهيريتها، وما إذا أحدثت تأثيراً في الدراما عموماً، وهل يمكن اعتبارها تجارب جيدة أم تستحق التطوير؟

توضح سماح الحريري، مؤلفة مسلسل {ساحرة الجنوب} لـ}الجريدة} أن ما دفعها لكتابة هذا العمل رغبتها في البحث عن مناطق لم يتم التطرق إليها  من قبل، مشيرة إلى أنها لم تكن تخطط في البداية  ليكون 60 حلقة، خشية أن  يملّ المشاهد، لكن بعدما قرأت  الشركة المنتجة 11حلقة منه، وجدت أن الأحداث قوية وتستحق 60 حلقة وليس 30 حلقة، وطلبت منها تقديم جزء ثانٍ منه، راهناً تكتب الثالث أيضاً بعد نجاح حلقاته الأولى المعروضة حالياً على شاشة MBC مصر.

تضيف: {تفاعل الجمهور مع الحلقات التي  عرضت والصراع بين أطرافه، ليس {روح} (حورية فرغلي) فحسب إنما باقي الشخصيات، مثلا الصراع بين مها أبو عوف وهياتم وعلي (ياسر جلال) كونه ابن الثانية لكنه لا يعلم حقيقة الأمر، إذ اعتمدت فكرة استمرار خط التشويق في الأحداث للحفاظ على انتباه المشاهد}.

تتابع أن عرض {ساحرة الجنوب} خارج رمضان جاء لصالحه، إذ يخرج من فكرة المنافسة مع كم ضخم من الأعمال التلفزيونية، ويسمح الهدوء المسيطر على الموسم الحالي للمتفرج بالبحث عنه، ومتابعة حلقاته الجديدة أولا بأول، مشيرة إلى أنه  لو طُرح خلال الشهر الكريم لكان تعرض لظلم.

تميز وتعدد

يؤكد أحمد خالد، مؤلف ومخرج مسلسل {أبواب الخوف}، أن العمل حقق نجاحاً على المستويين الفني والجماهيري وقت عرضه  خلال شهر رمضان 2011،  لافتاً إلى أن إحدى حلقاته عرضت في روتردام وأحبها المشاهدون هناك.

يعرب عن سعادته بوجود مسلسل آخر ينتمي إلى أعمال الرعب هو {ساحرة الجنوب}، ويضيف: {الحقيقة هو عمل جيد وجدير بالمشاهدة، ومخرجه أكرم فريد متميز، وقد تابعت بعض حلقاته ووجدت تطوراً في الصورة وفي أداء أبطاله الموهوبين من بينهم: حورية فرغلي، سوسن بدر، ياسر جلال وصلاح عبد الله}.

يتابع أنه يتمنى تقديم مزيد من مسلسلات الرعب في الدراما المصرية انطلاقاً من ضرورة التنوع فيها، لافتاً إلى أن كل ذلك يعود بالنفع في النهاية على المشاهد أولا، متمنياً أن تكون التجارب المقبلة أكثر تطوراً من المسلسلين.

يوضح أن  ثمة اقتراحاً بتقديم جزء ثانٍ من {أبواب الخوف}، وكلما بدأ مع فريق العمل التحضير له يتوقف لأسباب ولأجل غير مسمى، آملا استئناف التصوير لتميّز كواليسه والقصص المتعددة التي تم تقديمها.

بدوره يشير الناقد محمود قاسم إلى أن دراما الرعب المصرية تنقسم إلى نوعين إما مسلسلات رعب بالفعل أو مسلسلات حرف {ب} اصطناعية، لافتاً إلى وجود فرق بين النوعين، ومؤكداً أن الحكم يكون على أساس المؤلف الذي كتبها.

يضيف: {لا يمكن لأي مؤلف كتابة أحداث رعب قوية، فإما تقديم الرعب لأجل طرد الخوف من النفوس أو لتخويف الجمهور مثل الروايات التي يتم بيعها في الأسواق}.

 يكشف أنه تابع حلقات من مسلسل {ساحرة الجنوب} وصنفه على أنه دراما اصطناعية لتخويف الناس، {في حياتنا نعيش أماناً بدرجة أكبر من الرعب المذكور في هذا المسلسل}.

يتابع: {وجود أشباح وأصوات مخيفة في قصر موجود في منطقة خاوية أو شخص سيطرت عليه روح جن وأصبح يفعل وفقاً لما يريد الجن  في أوقات بعينها في ظل سكنه في قصر بعيد، فكرة بعيدة عن واقعنا المصري، فبيوتنا ضيقة ومساحتها صغيرة، لا تتفق مع الاتساع الكبير للعالم  في {ساحرة الجنوب}، لذا لا يصلح للبيئة المصرية، ويكفي أفلام البلطجة التي يشاهدها المتفرج في السينما}.

أفكار تقليدية

يرى الناقد نادر عدلي أن الجمهور أمام كثافة حقيقية في إنتاج الدراما التلفزيونية، إذ يصل الحد الأدنى من المسلسلات التي تخرج من البلاتوهات المصرية نحو 50 عملا، ولدى المحطات الفضائية حاجة مستمرة لمسلسلات جديدة، ما يفرض وجود حركة فنية، ودرجة من التنوع المرغوب فيها، في ظل عدم وجود موسم واحد للدراما، إنما يستمر طوال العام.

يلفت إلى أن سيطرة نوع واحد من الدراما فكرة غير جيدة، ويجب تشجيع أنماط الدراما المختلفة مثل الكوميدي والسياسي والبوليسي والأكشن والاستهلاكي الذي يقدم قصصا أسرية، أما الرعب فهو اقتراح جديد وجيد، لكن مشكلته في الاعتماد على الأفكار التقليدية، حتى يصبح أقرب إلى المجتمع العربي، معتبراً أن {ساحرة الجنوب}، و{أبواب الخوف} مسلسلان يقدمان تنوعاً درامياً أكثر من اعتبارهما يقدمان إحدى درجات الرعب.