بعد عرض أفلام عيد الفطر في مصر تبين أن بعض أبطالها حاول التجديد في نوعية أدواره، فيما تمسك آخرون بتلك التي حققت لهم نجاحاً كبيراً، فمن نجح في الخروج من عباءة التكرار إلى التجديد، ومن استمر على نهجه وأخفق؟

Ad

قال هاني ويليم، منتج فيلم {نوم التلات}، إن هاني رمزي ظهر بشكل مختلف عما اعتاد الجمهور متابعته به، مجسداً شخصيتين في العمل السينمائي، وبذل في ذلك مجهوداً كبيراً، خصوصاً أن كل شخصية مختلفة عن الأخرى. وتابع موضحاً: {تحمل الشخصيتان تناقضات كثيرة غريبة، وكلتاهما مختلفة عن أدواره السابقة، ولأجلهما أنقص هاني الكثير من وزنه}.

وذكر أن {نوم التلات} هو التعاون الخامس بينه وبين رمزي بعد {فرقة بنات وبس}، و{ظاظا}، و{نمس بوند}، و{غبي منه فيه}، وأرجع ذلك إلى أن رمزي كوميديان متميز ويحترم الناس وله طريقته في الكوميديا، مشيراً إلى أن {نوم التلات} كان خيار الممثل الأخير بعدما اعتذر عن أكثر من 25 نصاً قرأها ولم تعجبه.

بدوره أوضح صلاح الجهيني، مؤلف فيلم {ولاد رزق}، أن صانعي الفيلم كانوا متخوفين من قدرة بطله أحمد عز على تغيير الأدوار التي اعتاد على الظهور فيها كشاب وسيم غني، وتقديم دور شاب يسكن في منطقة شعبية، وهو الشقيق الأكبر لثلاثة إخوة، ويقودهم في عمليات نصب كثيرة، ولكن المخرج طارق العريان كان متمسكاً به، وقابلت هذا التمسك حماسة شديدة من عز لرغبته في التجديد.

تغيير الجلد

الجهيني أكَّد أنه، وفقاً للتعليقات التي وصلته، فإن عز استطاع تغيير جلده في دور {رضا}، وأقنع المشاهدين بأن ثمة وجوهاً له لم يروها بعد. وأضاف: {أبهرني أحمد عز بأدائه، وأعتقد أن هذا ذكاء منه، فهو أحد الفنانين الذين لديهم القدرة على تغيير مسار أدوارهم مهما كان حجم المغامرة. حتى إن جزءاً كبيراً من الجمهور حرص على متابعة الفيلم لتقييم أداء عز في الشعبي، وفي النهاية كانت النتيجة لصالحه}.

قال الناقد محمود قاسم إن عملية التغيير هذه يحكمها ذكاء الممثل، فهو من يختار ويفرض رأيه على الصانعين، لذا يتحمل مسؤولية العمل، مشيراً إلى أن {محمد سعد سجن نفسه في شخصية اللمبي التي حققت نجاحاً كبيراً بوجهه غير المعتاد، ولسانه الخارج من فمه، وعينيه المرتبكتين، وهي إطلالة مشوهة. حتى المشوهون بمرور الوقت يصلحون من أنفسهم، لكنه للأسف يواصل التكرار كما لو كان مصرّاً على إفشال نفسه}. ولفت إلى أن محمد رمضان يكرر في {شد أجزاء} شخصية المنتقم ولكن هذه المرة ليس في زي بلطجي، إنما على هيئة ضابط شرطة، مع وضع مبررات تناسبه وتبرر موقفه، وأضاف: {الممثلون يبحثون عن النجاح المضمون ويسلكون طريقه، ويساعدهم في ذلك المخرج والمؤلف فهو المسيطر عليهم بفكره، وليس العكس، وتكون النتيجة أننا من الصعب أن نجد وجهاً مختلفاً لهؤلاء النجوم، وهم يختلفون عن نجوم الزمن الماضي أمثال العالمي عمر الشريف فقد كتبت كتاباً عن وجوهه في السينما المصرية والعالمية لأنه بالفعل استطاع التغيير بينها على عكس قطاع كبير من النجوم الشباب.

وأشار إلى أن أحمد عز اجتهد في تغيير إطلالته في موسم أفلام عيد الفطر إلا أنه لم يخرج عن استغلاله وسامته، لكنه لم يتمكن من ذلك إلا مع المخرجة ساندرا نشأت فهي تعرف قدراته وتستغلها، ونصحه بالعودة للعمل معها، خصوصاً أن آخر تعاون بينهما كان في  {المصلحة} حيث تألق مع  أحمد السقا.

وأوضح أن  أحمد الفيشاوي، رغم مشاركته في فيلمي {سكر مُر} و{ولاد رزق}، فإنه لم يتمكن حتى هذه اللحظة في أن يصبح نجماً، ولكن أكثر الأدوار التي استطاع تغيير إطلالته فيها جاءت في {تلك الأيام} مع محمود حميدة ولبلبة، وتابع: {هاني رمزي كبر على أدوار الشاب الذي لم يتزوج، وبدا ذلك واضحاً في {توم وجيمي}، حينما ظهرت ملامح الكبر على شخصية الشاب المعاق ذهنياً، لذا فهو بحاجة إلى الابتعاد عن هذه الأدوار وتقديم شخصيات أكبر قليلاً، وتناسب مرحلته العمرية.

الناقد والمؤرخ سمير الجمل قال إن هذا الموسم شهد تكراراً أكثر ما شهد تجديداً في أدوار أبطاله في مقدمهم محمد رمضان في {شد أجزاء}، فهو ينتقم فيه ممن قتلوا زوجته، ويترك عمله ليثأر لها بنفسه، كذلك محمد رجب الفتى الذي تعشقه النساء في {الخلبوص}، وهو الدور الذي قدمه سابقاً في أكثر من عمل، مضيفاً: {محمد سعد يظن أن جمهوره غير عاقل كما هي حال الشخصيات التي يجسدها حتى أصبحت بالفعل {حياته مبهدلة} مثل عنوان فيلمه، وتشجيع الجمهور لهؤلاء النجوم بمتابعة أعمالهم يدفعهم إلى الاستمرار في ما يقدمونه}.

وذكر أن النجوم لن يعدلوا عن موقفهم ويقرروا الخروج من هذه العباءة المضمونة إلا عند تقديم نجوم آخرين بإطلالات متنوعة، إذ لا يتوجب على النجوم التواجد على الساحة دائماً، إلا إن كانت الأدوار مختلفة، موضحاً: {العبرة بالكيف والنوعية وليس بعدد الأعمال السنيمائية التي قدمها النجوم، فنحن بحاجة إلى سينما تحترم الناس، وتقدم دراما حقيقية وكوميديا كذلك، حتى إذا كانت مقتبسة}.