يؤسفني أن الحب تشوه كثيرا في مجتمعنا، ويحزنني الفضول الذي يغتال الناس لينهشوا حياة غيرهم وشرفهم، فأحبوا من تشاؤون واكسروا قلوب من تشاؤون، إذ ستعود عليكم لعنة قلوبكم يوماً ما، فلا تحرموا قلوبكم نعيم الحب، لأنه الشعور الوحيد الذي ستظلون تلاحقونه كسراب عمركم متندمين على قراراتكم الغبية.
سيجذبك عنواني! ليس لجماله فقط بل لأن هناك فضولاً يعتريك، هل أعيش حالة حب؟ وإن كنت أعيشها فمع من؟ وهكذا سلسلة من الأسئلة الفضولية تراودك... حقيقة أنا لا أعني لك شيئا، ولو اختفيت من الكرة الأرضية فلن تفتقدني ولو للحظة.قل لي هل تخجل من مشاعرك؟حدثني قليلا عن نفسك، هل تعتقد أن الحب هو فخر الذكورة وعار الأنوثة؟ وهل تجد من الطبيعي أن تتحدث أمام أختك عن حبيبتك، ولكن إن فعلت هي المثل فسيكون مصيرها الحبس الانفرادي، ولربما يكون عقاباً أبدياً قد يضيع مستقبلها؟ أنت تعرف أن ما تعيشه متناقض لكنه مرحب به؛ لذا تجد طبيعياً أن تمتلك قلباً، ولكن ليس من الطبيعي أن تملكه أختك على سبيل المثال. فلكل مخلوق ينظر إلى أنثى داره على أنها جماد متجرد من المشاعر أقول: كم أنت أناني، فنحن العرب نحب الحب، ونعشق كلماته، وتنجرف آذاننا وراء أغنايته، وننصاع لها كأطفال مطيعين، وإنني لم أعرف شعباً يحب الحب مثلنا.عذراً إن عريت تناقضك يا جاهل، فالمشاعر نعمة إن كنت أنت ومن حولك يمتلكونها فسيكون هذا العالم القاسي مكاناً أجمل، تخيل لو بترت الحرب أحد أطرافك ولم تجد في نهاية اليوم حضن حبيبتك أو زوجة تحبها وتحتويك!!إن كنت تعتبر أن الحب عار على أهلك فهو عار عليك أيضاً، والأفضلية بالمشاعر غير واردة لأن الحب خلق ليكون للجميع، والكبت والانحراف والانحلال دوماً ترجع لرغبات مكبوتة، فأولئك الذين يجدون أن ما يشعرون به حلال عليهم وحرام على غيرهم هم بدون أدنى شكّ حمقى.الجميع يحب والبعض يرتبط بمن يحب، والأغلبية تتزوج زواجا تقليدياً بمن تختارها الأم، ورغم أنه يعيش حالة حب فإنه يجد أن من المخجل أن يتزوج من أحبته ووثقت به.يؤسفني أن الحب تشوه كثيرا في مجتمعنا، ويحزنني الفضول الذي يغتال الناس لينهشوا حياة غيرهم وشرفهم، فأحبوا من تشاؤون واكسروا قلوب من تشاؤون، إذ ستعود عليكم لعنة قلوبكم يوماً ما، فلا تحرموا قلوبكم نعيم الحب، لأنه الشعور الوحيد الذي ستظلون تلاحقونه كسراب عمركم متندمين على قراراتكم الغبية تلك التي تشربتموها من مجتمع لحقتموه حتى إن لم تفهموه.
مقالات
منظور آخر: سمائي في الكون حبك
02-08-2015