الأغلبية الصامتة: «قطه»
إن نزول المطر أمس وتعطيل الدراسة بسببه وضياع يوم من عمر الطلبة ليس له قيمة أو وزن لدى أصحاب القرار، وقدكشف حقيقة ما يقال عن استعدادات من أوكلت إليهم مهمة سلامة الطرق وجودتها، وشعارات انسيابية الطرق وجاهزية المدارس التي «تخر» أسقفها.
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
لست مؤيدا للإجازات الفجائية ما لم تكن هناك حاجة فعلية لها حفاظاً على أرواح الناس كل الناس لا المواطنين فقط، وما حصل أمس بداية هو إشاعات معجونة بالأمنيات لمن لا يريدون الخروج من منازلهم، انتشرت بسرعة أكبر والناس مع أولادهم معلقون في سياراتهم يكملون الطريق أو يرجعون، وآخرون رجعوا لمدارس أولادهم بعد أن تأكدوا أن الدراسة عطلت. هذا اليوم الذي ضاع من عمر الطلبة ليس له قيمة أو وزن لدى أصحاب القرار؛ لأن ستر العيوب أوجب من الدخول في مواجهة مع حقيقة كل الكلام الذي نسمعه عن استعدادات من أوكلت إليهم مهمة سلامة الطرق وجودتها، وشعارات انسيابية الطرق وجاهزية المدارس التي "تخر" أسقفها.نزلت أمطار الخير بكثافة وما المخيف في ذلك؟ أليس ذلك ما كنا نستسقي الله من أجله؟ هل أمطارنا أغزر من أمطار الدول التي نصور معها "سيلفي"؟ وهل أمطارنا أخطر من الثلوج التي اخترقها الآلاف من طلبتنا السابقين واللاحقين في أميركا وكندا ودول أوروبا؟لقد عدنا مجدداً إلى مربع الحديث البدائي عن أهمية وجود غرفة عمليات متيقظة على الدوام (ممكن تكون واتساب) تقدر حجم الخطر ومساره، وترفعه لصاحب القرار المفوض سلفاً بصلاحية تعطيل الدراسة، وأخيرا تستثمر الأدوات الإعلامية الرسمية في بث الخبر، أو يمكن قصرها على حساب متخصص في "تويتر"، وبقية المهمة سيتولاها مئات المتطوعين.في الختام ما حصل بالأمس من نزول للمطر لم يداهمنا فجأة في يوليو حتى نصاب بالذهول، والغبار لعلمكم الخاص لن يتركنا في فصل الشتاء كما نتمنى دون زيارة خاطفة، هذه كويتنا وهذه أحوالها فهل سنردد "قطه" مع نزول أول قطرة مطر أو هبة ريح؟