كلينتون في المقدمة وترامب ليس ريغان

نشر في 23-10-2015
آخر تحديث 23-10-2015 | 00:08
No Image Caption
مع طي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ملف ترشحه وانسحابه من السباق الرئاسي، يمكن القول إن لوحة المرشحين الديمقراطيين رست على ثنائية كلينتون– ساندرز، بعدما انسحب أيضاً جيم ويب السيناتور السابق عن ولاية فرجينيا.

وعلى الفور قفزت استطلاعات الرأي مانحة كلينتون تقدماً كبيراً لتسجل أكثر من 53 في المئة من نسبة التفضيل كمرشحة للحزب الديمقراطي.

تقدم كلينتون لم يكن خبراً ساراً للحزب الجمهوري الذي سارع أمينه العام إلى محاولة التخفيف من وطأته بالقول إن انسحاب بايدن من سباق الرئاسة جعل الحزب الديمقراطي مكشوفاً أمام «الفضائح» التي ستؤدي إلى خسارته فرصة إيصال مرشحه إلى سدة الرئاسة، في ظل تخبط كلينتون «بفضائحها».

غير أن عدداً من المراقبين اعتبروا هذا الادعاء تجنياً مقصوداً، خصوصاً أن ما تتهم به كلينتون في ملف الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي، والذي مثلت بسببه أمس أمام لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ، لا يرقى إلى الفضيحة السياسية.

محاولة تشبيه حادثة بنغازي بفضيحة «ووترغيت» التي تورط بها الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي، اعتبرت مبالغة تتجاوز الواقع ولا ترقى إلى الجرم السياسي.

«ووترغيت» كانت فعلاً إجرامياً تورط فيها نيكسون بعمليات تنصت شملت منافسيه من الحزبين، واعتبرت خرقاً دستورياً بامتياز، في حين «فضيحة» بنغازي تقصير «إداري» أدى إلى حادثة مريعة.

في المقابل، اعتبرت أوساط سياسية أن إدارة الإعلان عن انسحاب بايدن نفسها، تمت وفق استراتيجية قادها الرئيس باراك أوباما ونائبه ليمنح مرشحي الحزب الديمقراطي دفعة سياسية مقابل خصومهم الجمهوريين، في ظل اكتساح هؤلاء لمقاعد مجلسي الشيوخ والنواب.

خطاب بايدن كان في خلاصته برنامجاً انتخابياً جامعاً للمرشحين الديمقراطيين، رغم ميل التعليقات إلى أنه كان تفضيلاً لهيلاري كلينتون أكثر منه لبيرني ساندرز.

ومع انسحاب بايدن سجل المرشح الجمهوري دونالد ترامب تقدماً جديداً في استطلاعات الرأي، ليقفز إلى 32 في المئة مقابل 22 في المئة لـ»بن لكارسون»، و10 في المئة لماركو روبيو، و7 في المئة لجيب بوش، و6 في المئة لـ»تيد كروز»، و5 في المئة لكارلي فيورينا.

كما أظهرت الاستطلاعات أن 4 من 10 أشخاص من الجمهوريين يفضلون ترامب مرشحاً رئاسياً، وهي نسبة اعتبرت ضئيلة ولا يمكنها أن تضمن له الفوز ببطاقة ترشيح الحزب الجمهوري، الذي تضج قاعدته بنقاش قضايا جدية، تتلخص في كيفية إصلاح «المؤسسة السياسية التي تدير واشنطن»، وقضية نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي، والنمو الاقتصادي، وبرامج التأمين الصحي، ورفع الأجور والمساواة فيها بين الرجال والنساء، إلى موقع الولايات المتحدة في السياسة الخارجية.

بالنسبة إلى قاعدة الحزب الجمهوري، لايزال رونالد ريغان هو النموذج المثالي للرئيس الجمهوري، وهي حتى الساعة لم تقتنع بقدرة ترامب على تلبسه شخصيته، بقدر ما تعتبره نموذجاً فضائحياً يعري الطبقة السياسية التي تدير واشنطن، ويكشف عن قلقها من مستقبل الولايات المتحدة في ظل الفوضى التي تجتاح العالم في هذه المرحلة.  

الجيش الأميركي يحشد في «المتوسط»

back to top