سُلطت هالة ضوء على صعيد مصر أخيراً، بعد سنوات طويلة من إغفال الحكومات المتعاقبة لاتخاذ خطوات تنموية كبرى على طول الوادي الذي يُشكِّل أكثر من ثلثي مساحة البلاد، وتجدَّد حُلم تنمية محافظات الصعيد بإعلان حكومة إبراهيم محلب الحالية، اعتزامها تدشين مشروع تنمية ما سمته «إقليم المثلث الذهبي» الذي يتخذ من البحر الأحمر ومحافظة قنا قاعدة جنوباً.

Ad

وتأتي الخطوة الحكومية بالتزامن مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر «دعم وتنمية الصعيد»، المقرر انطلاقه خلال نوفمبر المقبل في مدينة الغردقة السياحية، تنفيذاً لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسط مخاوف من جانب أبناء الصعيد، من استخدام «تنمية الصعيد» كـ«ورقة وعود سياسية لا تتحقق» مع قرب إجراء انتخابات مجلس النواب المقرر انطلاقها 17 أكتوبر المقبل وإعلان نتائجها أوائل ديسمبر.

و«المثلث الذهبي» هو مشروع أعدته الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، على مساحة 840 فداناً، بهدف تنمية المنطقة التي تقع بين سفاجا والقصير وقنا، لتحقيق التنمية في جنوب مصر، ويساعد المشروع على جذب المزيد من الاستثمارات في مجالات عِدة، صناعية وتعدينية وزراعية وسياحية وتجارية.

عميد كلية التخطيط العمراني الأسبق في جامعة القاهرة سامح العلايلي، قال إن «مثل تلك المشروعات التنموية تحيي آمال الامتداد العمراني، وتستهدف الخروج بها من الوادي الضيق على ضفاف النيل إلى المحاور الأخرى على الساحل الشمالي وجنوب مصر، وستخلق مجتمعات عمرانية جديدة تسهم في خلق المزيد من فرص العمل».

من جهته، أكد البرلماني السابق عن إحدى دوائر محافظة قنا عبدالسلام محمد، ضرورة أن تلامس هذه المشروعات التنموية متطلبات أبناء الصعيد على أرض الواقع، حتى لا تصبح «مجرد وعود»، موضحاً في تصريحات لـ«الجريدة» أنه تم الإعلان قبل حوالي عام عن هذا المشروع تحت نفس الاسم، بالتزامن مع الحديث عن قرب موعد الانتخابات البرلمانية التي لم تجر وقتها، لكن لم يتسن لأحد معرفة مضمونه، والصناعات التي سيشملها، والخدمات التي سيستفيد منها المواطن.