تواجه قنوات مصرية خاصة مشاكل عدة، فمنها ما توقف بثه بسبب ديونه لـ{مدينة الإنتاج الإعلامي»، ومنها ما عطل بثه العاملون بالقناة للتأخر في صرف مستحقاتهم، ومنها ما تم إغلاقه لعدم وجود جدوى أو سيولة إعلانية.

Ad

أوقفت مدينة الإنتاج الإعلامي بث «قناة الفراعين» التي يملكها الإعلامي توفيق عكاشة لتأخر مسؤوليها في سداد الديون المتراكمة التي بلغت أكثر من مليون جنيه، وإصرار مالكها على عدم الدفع. رغم توجيه أكثر من إنذار إليه، إلا أنه أكد على الهواء أنه لن يدفع مليماً لـ «مدينة الإنتاج الإعلامي»، لأنه لا يمتلك أي أموال يمكن دفعها، لاسيما أن الوكالة الإعلانية الراعية لقناته اعتذرت عن استكمال العمل معه.

قطع الإرسال

بسبب تأخر صرف مستحقاتهم، ورغم الوعود التي تلقوها بحل الأزمة، عطل العاملون في قناة «تن» إرسالها كمحاولة للرد على عمليات التسويف من قبل الإدارة، وأعطوا إدارة القناة مهلة لصرف مستحقاتهم المتأخرة، وفي حال لم يحصلوا عليها سيقطعون الإرسال نهائياً.

قطع الإرسال عن «تن» ليس الأزمة الوحيدة التي تواجه مالك القناة، بل دفعت هذه الأزمة الدكتور محمد خضر إلى تقديم استقالته من منصب رئيس القناة، منذ حوالى شهرين، اعتراضاً على أزمة السيولة المادية، رغم بيع حصة كبيرة لرجل الأعمال المصري والملياردير المعروف نجيب ساويرس لحل هذه الأزمة، لكن دخول الأخير كمساهم أكبر في القناة لم يحل الأزمة المتفاقمة بل زادها تعقيداً.

اضطر مسؤولو شبكة قنوات «النهار» إلى إغلاق قناة «النهار رياضة» لعدم حصولهم على حق بث مباريات الدوري المصري، بعدما حصلت عليه شركة «بروموميديا» التي اتفقت مع قناتي «تن» و{الحياة» على بث مباريات الدوري على شاشتيهما، فضلا عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، ما أدى إلى شعور مسؤولي «النهار» بعدم جدوى قناتهم من دون عرض مباريات الدوري وتحليلها ومتابعتها.

رغم بيع تردداتها منذ فترة، وإغلاق قناة «المحور2» و{المحور دراما»، تعاني قناة «المحور» أزمات مالية، ولم تفلح هذه الإجراءات التقشفية في حل الأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها، لذا يفكر مالك القناة حسن راتب جدياً في الانسحاب من السوق الإعلامي، لكنه أعطى لنفسه مهلة حتى نهاية العام الجاري لتظهر الخريطة الإعلامية بشكل واضح، بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، لا سيما أنه لم يستقطب إعلانات تغطي له مصروفات شهرية.

خطوة منتظرة

يؤكد الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام في جامعة المنيا ورئيس جمعية «حماية المشاهدين والمستمعين والقراء»، أن من المنتظر أن تغلق قنوات فضائية خاصة بسبب الخسائر المالية المتتالية التي تعاني منها، لا سيما أن تمويلها توقف في الأيام الأخيرة وجف عقب استقرار الأوضاع السياسية.

يضيف أن قنوات عدة تخلصت في الفترة الأخيرة من المذيعين الذين لم يفلحوا في تقديم صورة إعلامية مهنية محترمة، وأن ثمة تصفية أخرى لمذيعين لم يقدموا أنفسهم كإعلاميين جادين، في ظل ابتلاع سوق الإعلانات قنوات كثيرة بسبب الديون المتراكة على أصحابها، أو مماطلة شركات الإعلانات في دفع ديونهم لدى القنوات.

يتابع أن القنوات التي واجهت أزمات مالية اعتمدت برامجها في غالبيتها على الإثارة وتقديم برامج شائكة لجذب المشاهدين والإعلانات، مشيراً إلى أن هذه الوصفة السحرية أوشكت على نفاد صلاحيتها، بعدما تغيرت الأوضاع ومل المشاهدون هذه النوعية، ما يجعل خريطة الإعلام المصرية تتشكل من جديد في الفترة المقبلة.

من ناحيته يشير الإعلامي طارق نور، مالك قناة «القاهرة والناس»، إلى أن الإعلام يتطلب سيولة مالية، موضحاً أن الكيانات الإعلامية التي أغلقت في السنوات الماضية كانت بسبب نقص السيولة المالية وعجز مسؤوليها عن جلب إعلانات كافية، رافضاً مقولة إن الإعلام والسياسية وجهان لعملة واحدة.

 يضيف أن الإعلانات لا تتحكم في مضمون الإعلام، لكن من الممكن أن يتحكم المعلن في نوع العمل في القناة التي يرغب في وضع إعلاناته فيها، رافضاً تقسيم الإعلام المصري إلى حكومي وخاص، ولافتاً إلى أن حصيلة الإعلانات في مصر ضخمة تتراوح قيمتها بين مليارين وثلاثة مليارات جنيه مقسمة على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.