العماني يحيى سلام المنذري: عُمان أرض الحكايات وتراثها يغني المبدعين

نشر في 21-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-09-2015 | 00:01
No Image Caption
دخل عالم الأدب من باب القصة القصيرة، وأعدها جنساً أدبياً فريداً، لاقتناص المشاهد الحياتية والبيئية، إنه القاص العماني الدكتور يحيى سلام المنذري، الذي أصدر حتى الآن أربع مجموعات قصصية، تجلى فيها أثر التراث العماني، وأكدت قيمته ككاتب، لافتاً إلى قدرة القصة القصيرة على التعبير عن أدق المكنونات النفسية والحياتية.
ما هي رؤيتك للحركة الأدبية في عُمان؟

شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الماضية، لدينا إصدارات عدة معظمها في الشعر، كما ازداد نشر الرواية التي كان نشرها قليلا في الفترة الماضية، من ناحية المؤسسات الثقافية، أقول إن ثمة مؤسسات رسمية تعنى بالثقافة مثل وزارة التراث والثقافة والنادي الأدبي، ووزارة الإعلام تقوم بدورها المهم، وإن كان محدوداً، ولكن للجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع الأدبي دوراً ملموساً من ناحية تنظيم فاعليات وأنشطة تلفت الانتباه، ولها وقع على المثقف العماني.

لكن يقال إن المثقف العمانيأقل حضوراً وانتشاراً في الفاعليات العربية مقارنة بنظيره من الدول الأخرى؟

في رأيي، ربما السبب عدم مشاركة المؤسسات الرسمية في فعاليات كبيرة ومهرجانات عربية، لأن المثقف العربي يحتك بالمثقفين الآخرين ويتفاعل معهم عندما يشارك بفاعليات خارج بلده، ما يساهم في التسويق لأدب بلده. ولكن أرى أيضاً أن الكاتب يجب أن يعمل على نفسه، لا يتقوقع في داخل البلد، ولكن لا بد من أن يعتمد على ذاته في الانتشار، ولا ننسى أن للمواقع الإلكترونية دوراً في إيصال المبدعين وانتشارهم، في كل الأحوال الإبداع الحقيقي يفرض نفسه بغض النظر عن أية وسيلة أخرى، بعض الكتاب العمانيين يتجه للنشر في دور نشر عربية خارج عمان، على أساس تحقيق انتشار أكثر.

هل للنص الأدبي دور فعال في عمان؟

لدينا في عمان أصوات نقدية محدودة لا تساوي الإنتاج الأدبي المتزايد كل يوم التي تدفعها لنا المطابع باستمرار، ومن ثم الحركة النقدية ضعيفة.

كيف أثرت البيئة العمانية على تكوينك الثقافي والأدبي؟

كل إنسان يتأثر بالبيئة التي يحيا فيها، مما لا شك فيه أن تأثير البيئة واضح جداً في كتاباتي القصصية، لأن الكاتب يتأثر بواقعه، وبالطبع كتابة القصة القصيرة هي اقتناص المشاهد من الحياة والبيئة، يمزج الكاتب بين الواقع والخيال في محاولة لمزج قطعة فنية وأدبية.

ككاتب قصة هل تؤيد القول إن العصر للرواية، بينما تتراجع القصة والشعر؟

الملاحظ أن هذه المقولة صحيحة، ثمة اهتمام كبير بالرواية مع إقبال دور النشر والجوائز عليها، الفكرة أنه يمكن أن تكون ثمة قصة أقوى من الرواية، لكننا نلاحظ أن معظم الكتاب بدأوا بكتابة القصة ثم اتجهوا إلى الرواية،.يؤدي الإعلام دوراً في الترويج للرواية على حساب غيرها من الأنواع الأدبية الأخرى، لدينا في عُمان كتابات شعرية قليلة رغم أنها ازدهرت في التسعينيات.

لكن من وجهة نظرك، ما الذي يميز القصة القصيرة عن غيرها من الأجناس الأدبية؟

القصة القصيرة هي تكثيف عن الواقع والحياة، أحياناً تكون كتابة القصة أكثر صعوبة من الرواية، تتميز القصة القصيرة بفكرتها البسيطة المكثفة، بينما الرواية عالم من الشخصيات والمساحات، ربما تكون القصة من خمسة أسطر فقط.

ما أهم روافد التكوين والعوامل التي ساهمت في تشكيل تجربتك الإبداعية؟

بالطبع القراءة والاطلاع المصحوبين بحب المعرفة ليس في مجال الأدب فحسب، إنما أيضاً فيمجمل الفكر والعلم، تخصصيفي مجال علمي شكل حبي للقصة القصيرة والرواية، رغبة في تكوين عالم قصصي وحكايات على الورق، وأصبح لديَّ طموح للكتابة عن هذه العوالم ومزجها بالخيالكذلك أدى السفر إلى بلدان عدة دوراً كبيراً، فضلاً عن علاقتي بأصدقاء لهم اهتمام كبير بالثقافة.

كمثقف عربي، كيف ترى طرق النهوض بالثقافة العربية؟

الأمر الأهم إعطاء المثقف العربي مساحة من الحرية، كما تعُد قضية التعليم مهمة جداً، كلما اقتنع الفرد بأن الجهات المختلفة تهتم به سوف يعطي أكثر.

ما رأيك بظاهرة المدونات الإلكترونية؟

لديَّ مدونة إلكترونية،ربما يكون النشر الإلكتروني قليلا رغم أن معظم الشباب يستخدم الوسائط الحديثة في تبادل الأفكار والبحث عن التسلية، ورغم أن المجلات الثقافية الإلكترونية متاحة، ولكن أيضاً قراءها محددون، ولكن ما يميز هذا النشر هو مساحة الحرية الكبيرة والوصول بسرعة إلى القارئ.

لكن ثمة من يرى أن المدونات الإلكترونية لا تقدم أدباً حقيقياً؟

نعم، يعتمد ذلك على صاحب المدونة، ولكن ربما يحدث الأمر نفسه بالنسبة إلى بعض دور النشر الورقية التي تنشر أي شيء مقابل المال، إذاً الفيصل هنا هو الكاتب أو المسؤول عن المدونة.

back to top