لم يكن حادث غرق 13 شخصاً، وفقدان 11 آخرين، في مياه نهر النيل في محافظة "كفر الشيخ"، قبل ساعات من بداية العام الجديد 2016، إلا أحد فصول مأساة غرق مصريين في نهر النيل الخالد، خلال 2015 المنصرم، الذي شهد استكمال دولة إثيوبيا بناء "سد النهضة"، على ضفاف منابع النهر، والذي تقول مصر إنه يخصم من حصّتها من مياه النيل.
حوادث غرق المصريين في النيل جاءت في الغالب بسبب عدم توافر شروط السلامة في كثير من المراكب، التي تستخدم للعبور بين ضفتي النهر، ونتيجة قلة عدد الكباري وغياب دور الرقابة الأمنية على المراكب، التي يقوم سكان بتصنيعها يدوياً وتشغيلها من دون الحصول على تصاريح رسمية، مستغلين قلة الرقابة على المراكب، وضعف الغرامات على المخالفين.ليس مصادفة أبداً أن قارباً صغيراً يُستخدم للصيد أحياناً ولنقل مواطنين أحياناً أخرى، يرفع عدد المصريين الذين غرقوا في النيل، خلال 2015 إلى أكثر من 100 شخص تقريباً، بينهم 32 غرقوا خلال "عيد الفطر" الماضي، في مركب كانت تقلهم للتنزه داخل منطقة الوراق، بعد اصطدامها بونش يحمل بضائع.في محافظة المنيا، "شمال الصعيد"، سقط نحو 22 قتيلاً، قبل أقل من شهرين، بعد سقوط سيارة كانت تقلهم من فوق معدية، ما أسفر عن وفاة جميع من كانوا بالسيارة، فيما غرق 3 أشخاص، وتمكن الأهالي من إنقاذ 4 آخرين في غرق معدية في محافظة أسوان، "أقصى جنوب مصر"، خلال شهر مايو الماضي.نقص عدد الكباري العلوية وطول المجرى الملاحي للنهر، دفع الكثيرين للعبور بين ضفتي النيل باستخدام معديات، تكون في أغلبيتها معديات أهلية تحصل على تراخيص بأعداد محددة من الركاب، لكن في أوقات الذروة تحمل أضعاف حمولتها، وتفتقد عنصر الأمان ووسائل الإنقاذ، ما يجعل فرص انتشال ناجين لدى غرقها ضئيلة، على الرغم من وصول فرق الإنقاذ، بعد وقت قليل من الإبلاغ عن الحادث.كان "صندل" محمَّلا بـ500 طن من الفوسفات غرق في نهر النيل، منتصف أبريل من 2015، بعد اصطدامه بأعمدة أحد الكباري في محافظة "قنا" أقصى الصعيد، ما أثار مخاوف مصريين من تلوث مياه الشرب من جراء الحادث، إلا أن وزارة الصحة قالت إنها سيطرت على اثاره، بعد ساعات من الواقعة.
دوليات
2015... العام الأسوأ لنهر النيل
04-01-2016