أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة اليوم أهمية تنسيق الجهود بين الدول الاسلامية للتصدي "للفكر المتطرف والارهاب" مشددا على ضرورة تمسك علماء الامة الاسلامية بوسطية الاسلام واعتداله.

Ad

وقال جمعة في كلمة امام الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في دورته ال25 بمدينة الاقصر بصعيد مصر ان على علماء الامة الاسلامية التمسك بوسطية الاسلام واعتداله وتفعيل الجهود وتنسيقها بين الدول الاسلامية كافة للتصدي للفكر المتطرف والارهاب.

وكان المؤتمر ناقش خلال جلسته العلمية الثالثة حتمية تجديد الخطاب الديني وسبل تجديده وآليات تفكيك الفكر المتطرف ومفهوم مصطلح الخطاب الديني ودور العلماء في تحقيق ذلك.

وبحث المشاركون في الجلسة "عوائق تجديد الخطاب الديني وضرورة اعمال العقل في التجديد والتركيز على وسطية وسماحة الدين الاسلامي" مشددين على ضرورة الجمع بين الأصالة والمعاصرة في تجديد الخطاب الديني والتعامل مع التراث بأسلوب علمي وتشجيع الاجتهاد والفتاوى الجماعية لا الفردية.

وأكدوا على ضرورة احياء قيم حب الوطن والعمل والتسامح في المجتمع الاسلامي والأخذ من التراث بما يتفق مع تجديد الخطاب الديني المعاصر واعمال العقل كمناط للتفكير وأساس الابداع "وعليه يجب عدم رفض التراث على علاته أو الأخذ به بل بنظرة عقلية" مع مراعاة المصدرين الأساسين القران الكريم والسنة النبوية.

كما طالبوا "بعلم كلام جديد" يتفق مع متغيرات العصر واحتياجاته ويعالج القضايا الحالية بلغة معاصرة تواكب المرحلة التي تمر بها مع الجمع بين الأصالة والمعاصرة مضيفين أن "الخلاف بين العلماء لا يتجاوز 100 قضية فقهية يمكن لعلماء الأئمة المتخصصين المالكين لأدوات الاجتهاد الحديث تسويتها".

وأكدوا المشاركون على سماحة الدين السلامى ووسطيته ودعوته للتسامح والرحمة والرفق بالانسان والحيوان مضيفين ان هذه "هي القيم التي يحتاجها المجتمع ولابد أن يعكسها الخطاب الديني لدحر التشدد".

كما شددوا على "ضرورة اعادة الدين الى مفهومه الصحيح السمح والى رونقه في السلوك والمنهج والاهتمام بمقاصد الأحكام لا مجرد لفظها وترك الغلو والتشدد" مؤكدين أن "التجديد أصبح الآن مهما وضروريا وعاجلا" منوهين الى "عقبات التجديد ومنها عدم تحديد المصطلحات".

وطالبوا بعقد اجتماعات بين القيادات الدينية في العالم الاسلامي لتحديد مصطلح محدد للتجديد ومؤتمرات موسعة لأصحاب كل أنواع الخطابات للاتفاق على نوع بعينه وأسلوب التجديد ومد العلماء بالأدوات التقنية للتواصل مع العالم والانفاق من أموال الزكاة على جهود التجديد للقضاء على تلك العوائق.

يذكر ان دولة الكويت شاركت في أعمال المؤتمر بوفد ترأسه مدير ادارة العلاقات الخارجية بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية وليد عبدالعزيز العمار وضم في عضويته مراقب التعاون الخارجية بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية خالد عيسى العمر.