أكد وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب بالإنابة عبدالرحمن المطيري أن الوزارة حاضنة لأحلام الشباب الكويتيين الطموحين، مشدداً على أهمية استثمار الطاقات الشبابية التي تعتبر مكوناً رئيسياً وفعالاً في دفع عجلة التنمية في البلاد لأن الاستثمار الحقيقي والرابح هو الاستثمار في الشباب.

Ad

وقال المطيري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشباب الذي يصادف غداً إن الوزارة تسعى إلى تحقيق هذه المعادلة الرابحة عبر الدور الرئيسي المناط بها في رسم الاستراتيجيات والخطط والمشاريع بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام والشباب أنفسهم.

وأضاف أن الشباب في أي مجتمع هم ثروة بشرية ومصدر للقوة وعماد المستقبل وأثبتت التجارب التنموية الحديثة الدور المهم الذي يمكن أن يؤديه الشباب في تحقيق التنمية لما يتمتعون به من ديناميكية وبما يملكونه من طاقات وقدرات كبيرة على العطاء واستيعاب التطورات التكنولوجية السريعة والمتلاحقة على مستوى العالم.

وأوضح أن الوزارة انطلقت من رؤى شبابية تمثلت في مشروع "الكويت تسمع" والمضي قدماً في تنفيذ التوصيات وفق خطى ثابتة منذ نشأتها حيث أخذت ببحث سبل التعاون للنهوض بالرعاية الشبابية إلى المستويات التي تلبي طموح الشباب الكويتيين الذين يتميزون ببحثهم عن الريادة وقدرتهم على البذل والعطاء.

وذكر أن نتاج التعاون مع وزارة التربية والجمعيات التعاونية يتمثل في ولادة أول نموذج لمشروع تنموي لخدمة الشباب أطلق عليه مشروع "مباراتنا" الذي أخذ بالنضوج تدريجياً وصولاً إلى توفير 108 ملاعب واستقبال أكثر 150 ألف شاب شهرياً لممارسة رياضة كرة القدم مقابل رسم رمزي وللمشروع دور فعال في تعزيز التماسك الاجتماعي وأيضاً استثمار أوقات الفراغ وبناء الرياضة القاعدية في الكويت.

ولفت المطيري إلى أن الوزارة لم تقف على التعاون المؤسسي فحسب بل أوجدت بوابة خاصة للشباب لتقديم أفكارهم وإبداعاتهم لتعزيز مشاركتهم في تنمية المجتمع، مبيناً أن "مبادراتنا" كانت الحاضنة للمشاريع الشبابية غير الهادفة للربح وإعطاء الفرصة للشباب لمشاركة الوزارة في تطلعاتهم وقدراتهم وتقديم كل ما يساهم في التنمية بمختلف مجالاتها وبالفعل تولت الوزارة دعم أكثر من 200 مبادرة شبابية.

وقال إن الوزارة لم تقف عند تحقيق إنجازات بل تسعى دائماً إلى مواكبة المتغيرات والسعي إلى تقديم ما هو مميز ومبتكر كإطلاق برنامج "عدسة" الذي يستقطب الشباب الذين يحتاجون إلى الدعم لأفلامهم القصيرة.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تشكل لفتة من قبل الوزارة في احتضان الشباب وصقل مواهبهم لاسيما في مجال السينما الذي أعطى السبق لوزارة الدولة لشؤون الشباب بأنها أول جهة حكومية تدعم تلك الفئة من الشباب المحب للفنون السينمائية وتتولى تحفيز وتمكين الشباب من صناعة الأفلام وترويجها إضافة إلى توفير فرص عرضها محلياً وخارجياً.

وأكد أهمية التنشئة الاجتماعية وإيجاد البيئة التفاعلية في المنظومة التعليمية مستمدة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف ووسطيته وتحقيق التوازن بين المتغيرات الداخلية والخارجية للطلبة وهو ما حققه مشروع "واثق" الذي أتم عامين دراسيين بمشاركة 87 مدرسة من المراحل التعليمية الثلاث بتعاون مع الديوان الأميري متمثلاً باللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ووزارة التربية.

وبيّن المطيري أن هذا المشروع ساهم في خفض معدلات العنف والغياب وارتفاع نسبة التحصيل العلمي ونسب النجاح وأيضاً التغيير الإيجابي لسلوكيات الطلاب والطالبات المنضمين للمشروع والذي بلغ عددهم أكثر من 45000 طالب وطالبة وأكثر من 5000 معلم وإداري وولي أمر.

وذكر أن تأهيل القيادات الشابة والنهوض بها من أولويات الوزارة لأهمية دورهم في المشاركة ومواجهة التحديات التي يعتريها المجتمع حيث خرجت توصيات بعد دراسة ظاهرة العنف أبرزها ضرورة إشراك الشباب في مواجهة الظواهر السلبية والدخيلة على المجتمع.

وأشار إلى أن الوزارة أطلقت بناءً على ذلك مشروع الدولة التدريبي لتنمية واستثمار طاقات الشباب بالتعاون مع جامعة الكويت لتخريج كوكبة من الموظفين الشباب في الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام كمدربين معتمدين ينشرون مفهوم الاحترام المتبادل وعدم الكراهية ونبذ أي سلوك عنيف وشاذ عن المجتمع.

ولفت المطيري إلى إطلاق الوزارة الحملة الإعلامية "شدوا الهمة" في شهر رمضان الماضي وتهدف إلى بث روح الحماس لدى الشباب الكويتي المعطاء للمساهمة في بناء الوطن في شتى مجالاته، مبيناً أن الرسالة الموجهة للشباب هي أن الوطن يستحق منا الكثير ولا مجد لهذه الأرض الطيبة بدون الشباب.

وأشار إلى أن المسح الوطني للشباب في مراحله النهائية ومن المقرر إطلاقه في شهر أكتوبر المقبل بالتعاون مع الإدارة المركزية للإحصاء، مؤكداً على أهميته في التواصل مع الشباب ومعرفة تطلعاتهم وطموحاتهم "ونسعى مع الشباب وجميع الجهات المعنية بالرعاية الشبابية إلى الاستفادة من المعلومات التي سيتم جمعها وتحليلها لتحديد خارطة طريق للجهات ذات العلاقة".

وأعرب المطيري عن الشكر لجميع وزارات الدولة التي شاركت وزارة الدولة لشؤون الشباب مشاريعها المختلفة ولم تدخر جهداً في تسهيل عملها، مبيناً أن وزارة الدولة لشؤون الشباب تفتح أبوابها دائماً لاستقبال المبادرات الشبابية المميزة والمبتكرة للنهوض بالشباب وتحقيق طموحاتهم.

ويحتفل باليوم العالمي للشباب في 12 أغسطس كل عام للفت انتباه المجتمع الدولي إلى مسائل الشباب والاحتفال بالطاقات الكامنة للشباب بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي الحالي.

وحددت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك التاريخ يوماً دولياً للشباب لأول مرة في عام 1999 ويشكل احتفالاً سنوياً بدور الشبان والشابات بوصفهم شركاء أساسيين في التغيير وفرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه عالم الشباب.

ويتخلل الاحتفال العالمي هذا العام مناقشات مكثفة وحملات إعلامية في مختلف دول العالم للإسهام في ضمان فهم كل من الدول الأعضاء والجمهور العام لاحتياجات الشباب وتنفيذ سياسات تساعدهم في تخطي التحديات التي يواجهونها وتشجيع الشباب على المشاركة في عملية صنع القرارات.