كانت المفاجأة التي لم تتوقعها نعيمة عاكف من مخرجها ومكتشفها حسين فوزي، أنه ليس كما اعتاد أن يكون في مكانه خلف الكاميرا كمخرج، وأنه وقف لأول مرة معها أمام الكاميرا كممثل، حتى لو من خلال أربعة مشاهد قصيرة، قام فيها بدوره في الحياة كمخرج ومنتج. لكن المفاجأة أن يظهر من خلال أحداث الفيلم، بدوره الحقيقي في الحياة، ليؤكد رأيه فيها أمام الدنيا كلها، وأنه باكتشافه وتقديمه لها، كتب سطوراً مهمة في تاريخ السينما المصرية، ربما كانت ستظل خالية، إذا لم يملأها بما كتبه عن نعيمة عاكف، وهو الأمر نفسه الذي فعله مع بطلة فيلم «جنة ونار»، الفتاة «ننوس» التي تذهب لأحد مكاتب الإنتاج لإجراء اختبار للعمل في السينما، فتسألها لجنة التحكم إذا ما كانت تجيد تقديم الدراما، فلا تجبهم بل تقدم لهم استعراضا غنائيا راقصا، يوضح أهمية الكوميديا والضحك والرقص والغناء، ويكفي ما يقدمه أهل الدراما، غير أنها ما إن انتهت من استعراضها، حتى ثار في وجهها أعضاء اللجنة الخمسة:

Ad

دي بلياتشو

دي مهرجة

دي أراجوزة

دي ماتنفعش بالمرة

اتفضلي روحي يا مودموذيل شكوكو

* ياختي بردون ياسي هاملت

ماتشخطش كدا يا سي راسبوتين

ريحوا الأستاذ... قعدوا الأستاذ... هاتوله كرسي الاعتراف

أخاف وأكش يا ماما من بتوع الدراما

تركض ننوس من أمام أعضاء اللجنة، خوفاً منهم، فتصطدم بمخرج وقف يتابعها منذ أن بدأت تقديم استعراضها، وهو الدور الذي أداه المخرج حسين فوزي بنفسه، كأنما أراد أن يبدي رأيه في نعيمة علنا أمام كل جمهورها، والوسط الفني بأكمله:

= هاهاهاها.

* لا والنبي ياعم أنا ماعملتش حاجة.

= اسمحيلي يا آنسة اهنيكي على نبوغك ورشاقتك وخفة دمك أنا مستعد أتعاقد معاكِ على بطولة فيلمي الجديد.

* هه.

= بس على شرط.

* لا يا أستاذ.

= ماتخافيش أنا عايز منك تجربة بسيطة... خللي بالك معايا هه... اضحكي... عيطي... ابتسمي... كشري... إعجاب... خوف... ألم... دهشة... هايلة مدهشة.

* بس يا أستاذ يمكن مانفعش.

= ماتنفعيش ليه... هاتنفعي أوي... في كتير غيرك قالوا عليهم ماينفعوش ونفعوا وأصبحوا كواكب مشهورين جدا.

* كدا.

= يلا بينا.

* إيه ع البنك.

= لا ع الاستوديو.

   

اعتراف موثق

لم يكن هذا هو المشهد الوحيد الذي يقر فيه المخرج بموهبة اكتشافه الجديد «ننوس» أو نعيمة عاكف، فهما واحد، بل راح يدعمه بمشهد آخر أمام المطرب الذي اكتشفه أيضاً وأتاح له الفرصة، ليكون بطلا أمام «ننوس»:

= أهلا أستاذ... أنا هاقدملك دلوقت بطلة الفيلم الجديد جمال خفة رشاقة سحر... هدوء الملايكة وعفرتة الشياطين.

رغم براعة حسين فوزي كمخرج، فقد قدم كل ألوان الفن السينمائي من تراجيدي ورومانسي وكوميدي، إضافة إلى أفلام حركة، فإنه وقع في عشق الفيلم الغنائي الاستعراضي، ذي الطابع الكوميدي، ربما كان لوجود نعيمة عاكف أثر كبير في ذلك، إلا أنه استطاع أن يعبر عن وجهة نظره الحقيقية، في تلك المشاهد القليلة التي شارك بها كممثل في فيلم «جنة ونار»، وربما هذا ما جعله لا يسارع مثل غيره إلى تقديم أفلام تمجد ثورة الجيش في 23 يوليو، مثلما فعل كثيرون، حتى ولو من خلال «حشر» أغنية أو أوبريت، كنوع من أداء الواجب، ليس لأنه من عائلة أرستقراطية، لكنه لم يرد أن يكون أحد الواقفين في «طابور التهاني» مكتفياً بوضع بعض الجمل في حوارات أفلامه، على ألسنة أبطاله، وبشكل غير مباشر، تبدي الارتياح الشعبي للثورة، والمطالبة بما هو أهم مثل «الاستقلال والجلاء»، وغيرهما من تلك الكلمات التي تعبر عن رضائه عن الثورة.  

انتهى حسين فوزي من تصوير فيلمه الثاني هذا العام، ليعرض الفيلمان في توقيت متقارب، حيث عرض «يا حلاوة الحب» يوم 29 أكتوبر 1952، ثم فيلم «جنة ونار» يوم 19 ديسمبر من العام نفسه، ويستطيع أن يعوض بهما خسارته في فيلم «النمر».

كلما حققت نعيمة نجاحاً جديداً، زاد خوف وقلق والدتها عليها، وألحت عليها في السؤال حول عدم زواجها، خصوصاً أنه لا يمر أسبوع إلا ويتقدم لها عريس جديد، سواء من بين الطبقة الراقية، من سكان حي الزمالك الذي أصبحت من أهله بعد أن انتقلت للعيش فيه أخيراً، في فيللا على بعد خطوات من فيللا كوكب الشرق أم كلثوم على نيل الزمالك، كذلك يتقدم إليها كثيرون من أهل الوسط الفني، غير أنها لم تكن ترضى بالتخلي عن حلمها في حبها الأول والأخير، حتى لو كان بلا أمل، حتى لو كان المانع الذي يقف حجر عثرة في طريق هذا الحب، قد زال برحيل زوجة حسين فوزي، وإن كانت الشواهد تؤكد على اقتراب تحقيق الأمل، لكن كان لا بد من عامل مساعد، يعمل على تحريك المياه الراكدة، ليكون الممثل والمنتج والمخرج أنور وجدي، هو ذلك الحجر الذي ألقي في تلك المياه الراكدة بين نعيمة وحسين، دون أن يقصد ذلك.

أخيراً

أرادت نعيمة أن تقوم بمحاولة أخيرة مع حسين فوزي، مستخدمة في ذلك العرض الذي تقدم به أنور وجدي، فإذا ما وجدت أن بابه لا يزال مغلقاً، دخلت من أي من الأبواب الكثيرة المفتوحة التي تدعوها، بل وترجوها للدخول، لتغلق باب حسين فوزي إلى الأبد:

= هو لغز يا نعيمة ولا إيه؟ تقصدي إيه بأن أنور وجدي عايز يعمل معاكِ فيلم من تأليفه وإنتاجه وإخراجه، والبطولة فيه لك أنت وهو بس.

* ولا لغز ولا حاجة... ومن غير لف ولا دوران وباختصار أنور وجدي طلب إيدي للجواز.

= إيه؟ أنت بتقولي إيه؟ دا مستحيل يحصل.

* ليه مستحيل؟ أنور فنان ناجح ووسيم ودمه خـ....

= هو ده كل اللي يهمك...

* أنا ماقلتش إن ده اللي يهمني... كلامي ده مش معناه أني موافقة... لكن أنا بقول إن عنده مواصفات عريس ما يترفضش.

= العريس اللي ما يترفضش ده... غرامياته أكتر من عدد أفلامه... وبعدين... وبعدين....

* وبعدين إيه؟

= وبعدين مش ممكن حد تاني ياخدك مني.

* لا طبعا مش ممكن... ده لازم يكون شرطي مع أي حد... مش أنور وجدي بس... لا... أي إنسان هارتبط به هايكون شرطي الوحيد عليه أني مش ممكن أبطل أشتغل معاك... أنت أستاذي اللي اكتشفني وعمل مني نجمة لامعة... ولك كل الفضل.

= أنا مش قصدي كده خالص... أنا أقصد أنك... أنك بتاعتي ومش ممكن استغنى عنك... أنا... أنا بحبك يا نعيمة... بحبك ويسعدني أني أتجوزك... وفورا... قلت إيه؟

* ياااااه... انطق بقى... أخيراً قلتها يا أستاذ... دا الحديد بولي وإحنا لم بولينا.

= هاهاهاها.

نجحت المحاولة الأخيرة التي قامت بها نعيمة، بعد أربع سنوات من الحب بلا أمل، ليتم الزواج بينها وبين أستاذها ومكتشفها حسين فوزي، في مارس 1953، ليكون ذلك خبر الموسم لكل الصحافة الفنية، وحديث الفنانين والجمهور، الذي لم يغضب من نجمته المحبوبة لهذه الزيجة، بل يبدو أن الجمهور نفسه كان ينتظرها، أو يتوقعها.

قضى العروسان شهر العسل لمدة أسبوعين فقط في بيروت، ليعودا بعدها على الفور إلى القاهرة، لارتباط حسين بفيلم جديد، هو الأول له بعد زواجه من نعيمة عاكف، من تأليفه وإنتاجه وإخراجه، غير أنه لم يسند بطولته إلى زوجته، وقد تعمد حسين ذلك، ليبعث برسالة واضحة إلى نعيمة عاكف، يؤكد من خلالها أن زواجهما لا يعني أن يكون عمله منتجاً ومخرجاً سيكون مقصوراً عليها، وأنه كمخرج ومنتج ملك لفنه، وليس لزوجته حتى لو كانت نعيمة عاكف.

اعتراض التلميذة

كتب حسين فوزي فيلم «عفريت عم عبده» وأنتجه وأخرجه، وأسند بطولته إلى المطربة الشابة الجديدة «حبايب»، توسم فيها حسين فوزي نجومية جديدة، وأشرك معها الفنان الكوميديان الكبير إسماعيل ياسين، وشكري سرحان، ومحمود المليجي، وعبد السلام النابلسي، والراقصة هاجر حمدي، والسيد بدير، الذي لجأ حسين فوزي إلى أن يضع على لسانه بعض العبارات التي كتبها تحية لثورة 23 يوليو، رغم أنها لم تكن تمت إلى موضوع الفيلم بصلة، إذ يجعل شخصية الصحافي «عم عبده» عندما يقتل ويتحول إلى شبح، يتنبأ بأهم أخبار الغد، قائلا:

«اسمعوا أهم خبر هايحصل النهاردة ويتصدر كل صفحات الجرايد بكره 23 يوليو: بشرة لمصر والمصريين سيقوم جيش مصر الباسل بحركة للقضاء على الظلم والطغيان وتطهير البلاد من الفساد».

قبل أن ينتهي تصوير «عفريت عم عبده» كان أبو السعود الإبياري قد انتهى من كتابة حوار الفيلم الجديد الذي كتب له القصة والسيناريو حسين فوزي باسم «مليون جنيه» ليكون أول عمل يجمع بين نعيمة وحسين بعد زواجهما، غير أنه وقبل أن يشرع في التصوير، وبمجرد أن قرأت نعيمة أحداثه أرادت لأول مرة منذ عملهما معا، مناقشة حسين فوزي، ليس في موضوع الفيلم، لكن في الشخصية التي ستقدمها فيه، فقد أصبحت في مكانة تسمح لها بالمناقشة، بل والاعتراض، بعد أن أضيفت لها صفة جديدة، في نظر البعض، هي أهم من كل الصفات السابقة، «زوجة الأستاذ»:

* كل الحكاية إني عايزة أفهم مش أكتر

= أنت بس معترضه على إيه؟

* ابدا والله مافيش حاجة... أنا بس عايزة أفهم إيه سر إصرارك على أني أطلع في كل أفلامي بنت غلبانة... الفقر هدها... مش لاقيه تاكل، يا إما عايشه في حارة العيش والملح أو حارة كل وأشكر ولا اللقمة الهنية.

= هاهاها... بقى هو ده اللي شاغلك وقلقك

* أنا لا مشغولة ولا قلقانة... كل الحكاية أني عاوزة اعرف وجهة نظرك إيه... هو أنا مانفعش هانم ولا بنت ذوات

= مين قال كده... أنت هانم وست الستات... لكن في حاجة مهمة جدا عايزك تعرفيها كويس أوي... مهم جدا الفنان يعرف إزاي يسعد جمهوره

* مش فاهمة... هو الجمهور مش هايبقى سعيد غير لما يشوفني فقيرة وجعانة وطلعان عيني... ولا هي أدوار الهوانم لناس وناس لا

= ممكن يبقى في مطرب صوته رائع تحفة وجمهوره رافعه لمكانة كبيرة... لكن يختار أغنية كلماتها مش مناسبة له... جمهوره مايقبلهاش منه... أنا طبعا ماقصدش أن في دور ممكن يستعصى عليكي...

* بس كلامك بيقول كده.

= إطلاقا... يا نعيمة أنت فنانة كبيرة وموهوبة وعندك قدرات هايلة... مش موجودة عند تلات أرباع الفنانات الموجودين على الساحة... لكن....

* لكن إيه؟

= لكن الجمهور حبك وصدقك... تفتكري مين ممكن يعمل الأدوار اللي أنت عملتيها، ليلى مراد ولا فاتن حمامة، ولا ليلى فوزي أو مديحة يسري، أو حتى شادية... لكن أنت كان ممكن تعملي أداور أي واحدة فيهم.

كانت حجة حسين فوزي قوية، لدرجة أن نعيمة اعتذرت له عن شكها في اختياراته لها، وبدآ على الفور في تصوير فيلمهما الجديد «مليون جنيه» غير أنه قبل أن يبدأ التصوير لجأ لأول مرة إلى التأمين على الفيلم بواسطة خبير التأمين «روفائيل صابونجي»، حماية له بعد الخسائر التي تعرض لها فيلم «النمر» خلال «حريق القاهرة».

أثناء هدم أحد البيوت القديمة من عهد المماليك، يتم العثور على كنز تقدر قيمته بمليون جنيه، تركه المملوك «زمرد أغا» لذريته، فتكلف وزارة المالية محاميا بالبحث عن ذرية هذا المملوك، فيتم العثور على من تبقى منهم، وهم: مختار بك، والمعلم مرزوق، والسيدة عائشة، ومضيفة الطيران الآنسة وفاء، غير أن الوصية تقول إنه لن توزع التركة عليهم إلا بوجود الشخص الأقرب له من العصب، وإذا لم يتواجد هذا الشخص، أو امتنع عن توزيع الثروة، تؤول بأكملها إلى الجمعيات الخيرية، ليتم التعرف على شخصية هذا الوصي، فتكون الفتاة الفقيرة «بلابل أبو الفضل»، التي تعيش بينهم جميعا ولا يعرفونها، لأنها تعيش بينهم باسم «فلافل» الفتاة الفقيرة التي تتسول منهم جميعا لقمة عيشها.

يتم العثور على «بلابل» وإبلاغها بأمر الإرث وأنها الوصية على بقية الورثة، فيبدأ من كانوا بالأمس يحاولون طردها من حياتهم، يتوددون إليها، ويخطبون ودها، من أجل الإسراع في توزيع التركة، فتقوم بتوزيعها، لكنها تكتشف أن كلا منهم أخطأ في الإنفاق، وأهدر ثروته، ثم يحاولون ابتزازها للحصول على نصيبها، فتتبرع به لبناء دار أيتام، وتشترط أن يقوم ببنائها المهندس الشاب حسني الذي أحبته.

شاركها البطولة شكري سرحان، محمود المليجي، زينات صدقي، عبد الفتاح القصري، وداد حمدي، زوزو شكيب، حسن البارودي، وسميرة أحمد، عزيزة حلمي، وصفا الجميل، والفنان محمود شكوكو، الذي شاركها لأول مرة الغناء في «أسكتش» «فقر وفقرين»:

= فقر وفقرين يبقوا تلاتة

انضفها رصيف ناخده بياته

اشبع يا زمان فينا شماته

واسقي الشربات والليموناته

* يا لطيف يا لطيف

أنا قلبي خفيف... هاتقوق ليه وتخوفنا

دا الفقر بتاعك لطيف وظريف

وقناعتك كنز لا يفنى

= هاهئو ياقناعة قوناعة

دقي يا مزازيك قولي يا إذاعة

هاتغدى مواعظ واتعشى بطواجن أخلاق وشجاعة

* آه لو تفهمني

= مافيش حيلة بلا قافية أنا بفهم بالتيلة

- يو جاتك نيلة

* دي الأرض بساط مفروش لينا

والسما ونجومها كمان زينة

والبحر بحاله بيسقينا... فين هو الفقر دا يا أخينا

= قال ملك الشمس الشموسة... وشوارع مصر المحروسة

يا أخونا هاموت بين أملاكي وأنا نفسي في حتة بوسبوسة

* آه لو تفهمني

= مافيش حيلة بلا قافية أنا بفهم بالتيلة

- يو جاتك نيلة

* الناس زي السلم... درجات درجات درجات

= واشمعنى إحنا في بير السلم

* ربنا جعل الدنيا... طبقات... طبقات طبقات

= وأمر نترقى ونتقدم

* إن قلت شمال هاتقوللي يمين

= لكن ع القول ده أهو متفقين

* لك حق الرأي ده حرية

= أهي دي المجدعة والرجولية

علشان ما تدوم الصحوبية رأيك ليك

* ورأيي أنا ليا

فقر وفقرين يبقوا تلاتة

وإحنا تلاتة تلاتة تلاتة

البقية في الحلقة المقبلة

أنور وجدي

لم تكن العواصف تهدأ في حياة أشهر زوجين في الوسط الفني، أنور وجدي وليلى مراد، غير أن هذه العواصف لم يكن سببها الوحيد مشاكل زوجية بقدر ماهي مشاكل فنية، فلم تكن غيرة أنور على ليلى كزوجة، تأتي في المرتبة الأولى، رغم حبه الكبير لها، وعدم قدرته على العيش بعيداً عنها، إلا أن غيرته الفنية كانت تأتي دائماً في المقدمة، خصوصاً إذا ما عملت ليلى مع منتج أو مخرج آخر، يجن جنونه، ليس لنجاحها مع الآخرين، لكن لنجاح الآخرين مع ليلى.حتى بلغت الغيرة مداها، وعرف لسانه كلمة «الطلاق» الذي تم بينهما مرتين خلال أقل من ثلاث سنوات، ليأتي المشهد الختامي في قصة نجمين من أكبر نجوم السينما في مصر، في يناير 1953، ويضع نهاية أجمل قصتي حب ونجاح. غير أن أنور الغيور لم يكن يرضى بالاستسلام، والعيش من دون إثارة ونجاح جديد، ففكر في إذا ما تزوج من فنانة ناجحة ومتميزة، وتملأ الدنيا بأخبارها ونجاحاتها، يمكن أن يكونا معاً ثنائياً ناجحاً جديداً، قد يلهب قلب ليلى مراد، ففكر أن يتقدم لخطبة نعيمة عاكف، وهو على يقين بأنها لن ترفضه، لما عرف عنه من خفة ظل ووسامة، وسحر خاص يستطيع أن يجذب به النساء بعد التأثير عليهن، فضلاً عن نجاحه كممثل ومنتج ومخرج، وهو ما تحتاج إليه أيضاً نعيمة، خصوصاً أنها كانت لا تزال في بداية مشوارها الفني، رغم نجوميتها المبكرة، ويمكن أن يكملا معاً رحلة النجاح، إلا أنه لم يكن يدري أن قلب نعيمة مغلق على من فيه، وكان رفضها قاطعاً.