تجاوز مؤتمر المناخ في باريس السبت مرحلة مهمة مع تبني مشروع اتفاق عالمي لمكافحة الاحتباس الحراري، ما يشي بقدر من التفاؤل رغم ان العديد من النقاط الخلافية لا تزال تتطلب جهدا اساسيا.

Ad

ويعود وزراء الدول اعتبارا من الاثنين لدراسة نص المشروع سعيا الى تحويله لاتفاق ملزم يسمح بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات.

وقال رئيس المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امام برلمانيين من العالم اجمع اجتمعوا في مقر الجمعية الوطنية "يمكنني القول ان هناك تقدما لا يزال يتطلب تعميقا وترجمة ملموسة بحلول الجمعة".

من جهتها، أعلنت المفاوضة الفرنسية لورانس توبيانا أمام الوفود المجتمعة في لوبورجيه "لدينا أساس جديد للمفاوضات مقبول من الجميع ويجب البناء عليه".

واعتبر المندوب الصيني سو وي ان المفاوضين جمعوا "كل المكونات لاعداد وصفة"، مضيفا ان الاسبوع المقبل سيشهد "الانتقال الى المطبخ"، في اشارة الى عمل الوزراء.

وابدت مجموعة ال77 زائد الصين التي تضم 134 بلدا ناميا وناشئا وتضطلع بدور رئيسي في المفاوضات "استعدادها للمضي قدما في المفاوضات على اساس هذا النص".

وعلقت رئيسة المجموعة سفيرة جنوب افريقيا نوزيفو ديسيكو "كما قال نلسون مانديلا، يبدو الامر مستحيلا حتى يتم انجازه".

غير ان المندوبين والمنظمات غير الحكومية ذكروا بحجم العمل الكبير الذي لا بد من القيام به خلال خمسة ايام.

وعلق تسنيم ايسوب من منظمة "دبليو دبليو اف" ان "الوزراء ينتظرهم عمل شاق" اذا ارادوا التوصل الى "اتفاق متين بحلول الجمعة".

والواقع ان النص الجديد لم يحسم ايا من الموضوعات الرئيسية تاركا العديد من الخيارات مفتوحة وفي مقدمها الهدف البعيد المدى المتمثل بتحديد سقف ارتفاع حرارة الكوكب بدرجة ونصف درجة، كما تطالب الدول الصغيرة، او بدرجتين.

ومن ابرز النقاط الخلافية ايضا مسالة تمويل المساعدة لدول الجنوب في مجال المناخ وتقاسم الجهود لمكافحة الاحترار بين الدول النامية والناشئة والمتطورة.

واقترحت غالبية الدول المشاركة في مؤتمر المناخ اجراءات تعتزم اتخاذها للتصدي للتبدل المناخي، على وقع تحذيرات العلماء من أن كوكب الأرض سيتحول اكثر فاكثر الى محيط معاد للبشر، ما دامت الحرارة في ارتفاع، بالإضافة الى ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي الى غمر جزر ومناطق ساحلية مأهولة، فضلا عن العواصف المدمرة وموجات الجفاف الشديد.

من هنا، فان احد اهداف اتفاق باريس هو تأمين الية لمراجعة هذه التزامات كل خمسة اعوام على الارجح بهدف مواكبة اي حدث سلبي.

والسبت، نبهت مسؤولة المناخ في الامم المتحدة كريستينا فيغيريز "يقول لنا العلم ان لدينا فقط نافذة تحرك صغيرة".

وتقول مجموعة الخبراء الحكومية حول تطور المناخ ان العالم لا يمكنه انتاج سوى الف جيغاطن من ثاني اوكسيد الكربون للبقاء ضمن سقف الدرجتين المئويتين، فذلك هو "مخزونه من الكربون" اذا صح التعبير. ومع الالتزامات الحالية للبلدان، فان ما بين 72 و75 في المئة من هذا "المخزون" تكون قد استهلكت العام 2030.

وقال الممثل الاميركي شون بين الذي شارك السبت في حدث على هامش المؤتمر عنوانه "يوم العمل"، "لقد ولى زمن الاوهام وحل محله زمن العمل".

وشارك في هذا اليوم عشرات الشخصيات من كل انحاء العالم سعيا الى مكافحة التبدل المناخي. واختتمه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بتوجيه نداء للدول المشاركة في المؤتمر ل"تجاوز المصالح" الخاصة.

وقال هولاند "اوجه امامكم نداء لنكون قادرين على تجاوز مصالح المناطق، البلدان، المصالح المرتبطة بمستوياتنا للتنمية، لنكون على قدر (المسؤولية الملقاة على عاتقنا حيال) الكوكب برمته".