تمر أمامنا كمسؤولين بمراكز بحثية العديد من الخطط والدراسات المحلية والدولية، فنتابعها باهتمام وشغف لعلنا نتوصل من خلالها إلى ما ينفع متخذ القرار من مؤشرات رئيسة وحلول لقضايا مستقبلية اخترنا منها الديمغرافية والنفطية.

Ad

• قضايا ديمغرافية: ماذا سنفعل حينما يقترب سكان العالم من 10 مليارات نسمة؟ وهو الرقم المتوقع في عام 2050 كما أشار المعهد الديمغرافي الفرنسي، فالعدد سيصل إلى عشرة مليارات مقابل 7.3 مليارات حاليا، ورغم تباطؤ نسبة النمو تارة واستقرارها تارة أخرى فإننا أمام تسونامي قادم من الدول النامية ذات الكثافة السكانية العالية والراغبة في الهجرة هروبا من الفقر ووباء الجهل والعنف والفوضى، إلى الدول المانحة للخدمات المجانية كالصحة والتعليم وضعف قوانين الهجرة والعمالة. ارتفعت لدى الأفارقة معدلات الخصوبة وصعدت أيضا بالمناطق الممتدة من أفغانستان إلى شمال الهند وباكستان، إذاً فالملامح المستقبلية اتضحت، والكثافة السكانية آخذة في التزايد بمناطق ارتبطت بالعمالة بدول الخليج، فهل استعدت دول الخليج باستراتيجية أمنية مناسبة لاحتواء المتغيرات؟

أصبحت الهجرات المستمرة نمطا سائدا، والحد الفاصل لاستقبال المهاجرين حددته القارة الأوروبية طبقا للمهارات والفكر المعتدل، تاركة لتركيا ملكية مفاتيح بوابات العبور الآسيوية باتجاه أوروبا، هرباً من دول "عدم الاستقرار" إلى دول تمنح دساتيرها حرية التعبير، واختارت أن تقايض هواجس المهاجرين بالمهارات والحلم بالنمو الاقتصادي.

• النفط والطاقة: ففيهما يتنافس الخبراء في تحديد الملامح المستقبلية لسوق النفط، وجذبت الأنظار أهمية أسعار النفط أو بالأحرى التسعير النفطي كحجر أساس للدول لتضع ميزانيتها السنوية، وذلك لأن سعر النفط مؤشر يؤخذ به لقياس حجم العقود المستقبلية، ويفترض من أعضاء اللجان الاقتصادية والاستشارية إدراك أهمية ذلك المؤشر. فالصناعة النفطية طبقا لرأي المحلل النفطي المعروف وليد خدوري تمر بفترة من عدم الاستقرار والتوقعات المستقبلية تأتي على المستويات المختلفة: المستوى الدولي يحدده صندوق النقد الدولي عبر التعليق على معدل النمو العالمي أي الاقتصاد العالمي وصحته.

 وآخر تقرير تناول نمو الاقتصاد الصيني وتطوره بمعدل عال بلغ 8 في المئة، الأمر الذي أدى إلى فتح أسواق للنفط والصناعة النفطية، وكان من الممكن لدول الخليج اقتناص الفرصة، وذلك عبر إعادة إحياء الدبلوماسية الاقتصادية باتجاه الشرق والاستفادة من النمو الصيني، أما اليوم فطبقا لعدد من المحللين يبقى الهاجس الخليجي مرتبطا بالخوف من فقدان الدول للبوصلة الاقتصادية بسبب الأحداث السياسية.

• كلمة أخيرة:

 بوعبدالله وأم عبدالله ثنائي ثقافي دبلوماسي لامع ومؤثر، لم تستطع الأحداث السياسية أن تثنيهما عن المضي قدما في دبلوماسيتهما الثقافية وتوسعة دائرة التبادل الثقافي لتشمل جميع الجنسيات والأعمار، فهل عرفت أخي القارئ من أقصد بالثنائي المبدع؟ الشيخ ناصر صباح الأحمد وحرمه الشيخة حصة صباح السالم.  

• وكلمة أخرى:

بعد نجاح مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في إنشاء وإدارة مركز دسمان لبحوث وعلاج السكر نأمل أن يكون المشروع القادم مركزا لعلاج ضعف الذاكرة والزهايمر، وأقترح أيضا أن تكون التسمية خفيفة كمركز "قبل أن ننسى" على سبيل المثال.