ينطلق الماراثون الانتخابي في مصر اليوم، مع بدء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية خارج مصر، في حين تنطلق انتخابات الداخل غدا، والتي تجرى على مدى يومين في 14 محافظة، هي الجيزة والإسكندرية والبحيرة والفيوم وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان ومطروح والوادي الجديد وبني سويف والمنيا والبحر الأحمر، ويحق لأكثر من 27 مليون مصري المشاركة في انتخاب 226 مقعدا فرديا، إضافة إلى 60 مقعدا مخصصة للقوائم الانتخابية بواقع 45 مقعدا لقطاع الصعيد و15 لقطاع غرب الدلتا.

Ad

وأكد نائب وزير الخارجية المسؤول عن ملف انتخابات الخارج، السفير حمدي لوزا، أن السفارات المصرية بالخارج جاهزة لاستقبال المواطنين الذين سيدلون بأصواتهم، بدءاً من الساعة التاسعة من صباح اليوم، بعد وصول جميع الأوراق الخاصة بالاستحقاق الانتخابي، لافتا إلى أن وزارة الخارجية تلقت إيفادات من السفارات المختلفة بأنها جاهزة لعملية التصويت.

وأشار لوزا في تصريحات صحافية إلى أن "الخارجية" ستتابع سير العملية الانتخابية بالتعاون مع اللجنة العليا للانتخابات، مبديا أمله في إقبال المصريين بالخارج على التصويت بكثافة، رافضا إعطاء تقدير بعدد المصريين الذين يحق لهم التصويت، موضحا أن أي مواطن مصري سيتقدم ببطاقته الشخصية (الرقم القومي) أو جواز السفر "المميكن" سيتاح له التصويت.

تأمين

في الداخل، بدأت وزارة الداخلية تفعيل خطتها الأمنية لنشر نحو 250 ألف ضابط ومجند لتأمين الدوائر الانتخابية التي ستجرى فيها المرحلة الأولى، وبدأت خطة الانتشار الأمني بتسلم مقار اللجان الانتخابية مساء أمس الأول، وتمت إزالة الاشغالات التي تعرقل طريق الناخبين، كما تم وضع كمائن متحركة في الشوارع المؤدية إلى اللجان، وتركيب عدد من الكاميرات في بعض اللجان التي يتوقع أن تشهد تزاحما كبيرا.

وفي حين تسلمت اللجنة العليا للانتخابات 11 ألفا و82 مدرسة تجرى فيها انتخابات المرحلة الأولى، أعلنت القوات المسلحة أمس الأول، انتهاء استعداداتها للمشاركة في تأمين الانتخابات النيابية بمشاركة أكثر من 185 ألفا من مختلف عناصر الجيش، وقالت إنها اتخذت كل الترتيبات والإجراءات المرتبطة بتأمين العملية الانتخابية بالتنسيق مع وزارة الداخلية حرصا على توفير مناخ آمن لملايين المصريين أثناء توجههم إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم.

حجم المشاركة

ووسط احتشاد حكومي واستعدادات حزبية ضخمة، يظل حجم المشاركة في الانتخابات الهاجس الأكبر لكل المعنيين بالاستحقاق النيابي، إذ توقع مراقبون انخفاض نسبة المشاركة بسبب اعتماد معظم المرشحين لآلية دعاية قديمة لا تضع في الاعتبار التغيرات التي جرت في الشارع المصري عقب ثورة 25 يناير 2011، وما تلاها من أحداث، فضلا عن تجاهل معظم المرشحين طرح أفكار تخاطب الشباب، الكتلة التصويتية الأكبر في الانتخابات الحالية.

نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس حزب "التحالف الشعبي"، عبدالغفار شكر، توقع لـ"الجريدة"، أن تشهد الانتخابات تراجعا في نسبة المشاركة، لأن الحكومة ارتكبت عدة أخطاء أبعدت الشباب خصوصا عن المشاركة في الحياة السياسية، معتبرا أن عزوف المصريين عن المشاركة سيؤدي إلى تكريس حالة الخواء السياسي لمجمل الأحزاب.

ورأى الباحث السياسي، عمار علي حسن أن المشاركين في الانتخابات لن يزيدوا على 10 ملايين مواطن بأي حال من الأحوال، وهي نسبة أقل من 20 في المئة من إجمالي من يحق لهم التصويت، وأرجع ذلك إلى ضعف مستوى المنافسة بين الأحزاب، فضلا عن حالة الإحباط السائدة بين المصريين لغياب مردود فعلي على حياتهم المعيشية من التغيير السياسي الذي عاشته البلاد طوال خمس سنوات.

وبينما دشنت عدة قوى شبابية دعوات لمقاطعة الانتخابات، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أحمد دراج، إن دعوات عدم المشاركة في الانتخابات غير عقلانية ولن تأتي بجديد، لأن عدم المشاركة ستؤدي إلى عودة النظام القديم وستخدم جماعات المصالح، التي يمكن لها السيطرة على السلطة التشريعية بسهولة.

الأحزاب بدورها دشنت دعوات لحض الناس على المشاركة، إذ أكد المقرر العام لقائمة "في حب مصر"، اللواء سامح سيف اليزل، أهمية نزول الشعب إلى صناديق الانتخاب، دعما للاستقرار.