مستشفى جابر... شواهد القبور!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
ولكن المصيبة أنه إذا تم إنجاز مشروع ما بعد سنوات من المعاناة أن تكون حصيلته منظراً قبيحاً أو سوءاً في جماليات التصميم فيخربون على الكويتيين فرحتهم، وهذا ما نشاهده في "متاهات" مستشفى مبارك الكبير، وإطلالة غرف المستشفى الأميري وخلافه، وعلى نفس المنوال فإن التكسية الخارجية للمبنى الرئيسي لمستشفى جابر الأحمد الجديد عبارة عن مربعات أسمنتية بلون رمادي يشبه شواهد القبور، بشكل قبيح يزعج العين ويكبت الصدر ويغم النفس.فمنذ أشهر وأنا وبعض الأصدقاء نشاهد مبنى المستشفى ونعتقد أن هناك تشطيبات نهائية من صبغ أو تكسية أخرى له، ولكن بعد أن رُكبت النوافذ الزجاجية ورُفعت السقالات" من المبنى اكتشفنا أن هذا هو الشكل النهائي لمبنى مستشفى جابر، وهو عبارة عن تلك المربعات أو المستطيلات الرمادية المطابقة لمنظر شواهد القبور في مقابر الصليبيخات وصبحان والجهراء، لذا فإن ما على المريض الذي سيراجع المستشفى في المستقبل وقبل دخوله إليه سوى أن يختار المربع الذي سيضع فيه اسمه من شواهد المبنى الأسمنتية الرمادية!هذه المصائب الفنية والتصميمية والتنفيذية تصيب كل كويتي بالحسرة، فمشروع ضخم مثل مستشفى جابر كلف الدولة أكثر من مليار دولار أميركي وصممه مكتب عالمي بمبلغ وقدره، ألا توجد جهة محلية في وزارة الأشغال العامة بعيون تملك الذوق والجماليات لتقول للمصمم إن هذه التكسية الخارجية غير ملائمة، أليس من المفروض أن يكون في وزارة الأشغال متخصصون في الذوق وفنون جماليات المدن بدلاً من أن يوضَع مبنى ضخم على شكل شاهد قبر كبير في وسط خمس ضواحٍ سكنية كبرى؟!