عبرت الكاتبة كلوديا مرشيليان عن سعادتها بأصداء المسلسل اللبناني «أحمد وكريستنا» الذي دخل المنافسة الرمضانية وأثبت نفسه ضمنها. تحضر لمجموعة من الأعمال مستقاة من واقع المجتمع الذي تجده زاخراً بأفكار ومشاكل وأمور حياتية عالقة يمكن ترجمتها في دراما تجذب الجمهور.

Ad

حول نظرتها إلى المسلسلات الرمضانية المعروضة ومشاريعها المستقبلية، كانت الدردشة التالية معها.

كيف تقيّمين أصداء {أحمد وكريستينا}؟

سعيدة بها، حين انتهي من كتابة أي عمل سواء كان عربيّاً أو لبنانياً أنتظر على أحرّ من الجمر لمعرفة ردة فعل المشاهدين.{أحمد وكريستينا} دراما لبنانية دخلت المنافسة الرمضانية التي تتضمن أعمالاً درامية كثيرة وضخمة، ورغم بساطته أثبت وجوده، ويعود ذلك إلى موضوعه المهم الذي يلامس الناس كافة.

بطلا العمل هما المغنية سابين ووسام صليبا، في تجربتهما التمثيلية الأولى، أليست هذه مجازفة في وقت يراهن كثر على الأسماء في أي عمل بهدف إنجاحه؟

اختيار سابين ووسام طبيعي وفي مكانه، لأن الفكرة تتمحور حول شخصين في عمر الفتوّة، كان المطلوب شاب في عمر 22 سنة ما زال تحت وصاية أهله، كذلك فتاة من عمره في مرحلة الطيش والتهوّر وتمثّل حماسة الجيل الجديد، من هنا جاء الاختيار صائباً لأن الأسماء المعروفة في الوسط الدرامي في مرحلة عمرية أكثر تقدما. لا شكّ في أن المنتج مروان حداد راهن على هذين الاسمين في ظل وجود مخرج يعرف كيف يديرهما بالشكل المطلوب وكانت النتيجة ناجحة وأحبها الناس.

هل واجه المخرج صعوبة معهما في التصوير؟

لا يمكن تسميتها صعوبة نسبة إلى صعوبة الأدوار الملقاة عليهما وتركيبتها، إضافة إلى كونهما لا يمتلكان خبرة في التمثيل، لكنهما يتمتعان بخلفية علمية وثقافية، فوسام تخصص في أميركا لسبع سنوات وسابين تخوض مجال الغناء ولديها فكرة عن الوقوف أمام الكاميرا.

هل تشعرين بأن المشاهد ملّ الوجوه الدرامية التقليدية؟

ثمة وجوه لها جماهريتها وتتقن أدوارها وناجحة لا يمكن للمشاهد أن يملّ منها، كونها أثبتت نفسها بجدارة، لكن نحتاج، أيضاً، إلى وجوه جديدة تضفي تنويعاً وروحاً مختلفة إلى الدراما وتؤسس لمرحلة جديدة.

هل تتابعين الأعمال الدرامية الرمضانية المعروضة راهناً؟

لا وقت لديّ لمتابعتها جميعها، إنما لديّ فضول لمعرفة تفاصيل الكثير منها، لذا اتنقّل من محطة إلى أخرى في محاولة لأخذ فكرة عن بعضها قدر المستطاع.

معالجات

ما رأيك بالمواضيع وطريقة المعالجة؟

ثمة الجيّد والسيّىء، أرفض تقييم نصوص زملائي أو الإخراج وأداء الممثلين والادعاء بأنني أتفوّق على غيري ويحق لي التقييم، لدي خبرة في كتابة النصوص الدرامية وأؤيّد أن يترجم الكاتب فكرة من بنات أفكاره.

هل نفهم من كلامك أنك ضد لبننة مسلسل أجنبي أو إعادة كتابته بنسخة عربية؟

بالعكس، يحصل ذلك في معظم دول العالم، لكن أحياناً يقع المسلسل في فخّ البطء والملل، خصوصاً حين تكون الفكرة مأخوذة من فيلم مدته ساعة ونصف الساعة، لتقديمها في 30 حلقة، فيشعر الكاتب أن ثمة نقصاً معيناً، ويعمد إلى التوسيع، لذلك تتجه بعض نواحي القصّة إلى أماكن أخرى تأخذ من العمل أكثر مما تضيف إليه.

أي نوع من المواضيع تفضلين إلقاء الضوء عليها في أعمالك؟

تلك المأخوذة من واقع مجتمعنا، نعيش فترات صعبة تحفل بمشاكل اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية وغيرها، فضلا عن تغيّر في الأجيال والعقليّة، يمكن أن نستقي أفكارنا من واقع الناس الذين يحيطون بنا، أو التطرق إلى التعصّب الديني الذي ينخر في مجتمعنا منذ 60 سنة وتضاعف اليوم، كذلك الزواج المدني وعدم قدرة المرأة على إعطاء الجنسية لأولادها، إضافة إلى الحروب وتأثيرها على تفكك المجتمع وشرذمته...

تؤيدين دائماً الأعمال العربية المشتركة!

صحيح، فنحن نعاني الهواجس والمشاكل نفسها حتى لو اختلفت في بعض تفاصيلها، نسبة إلى تقاليد كل مجتمع، وأنا في طور التحضير لثلاثة أعمال عربية.

ينتقد البعض هذه الأعمال ويعتبرها غير مقنعة، ما تعليقك؟

لا يمكن التعميم، ثمة أعمال ناجحة ومتكاملة لناحية: الفكرة والإخراج والإنتاج والكاست والممثلين، وأخرى غير مقنعة لا تجذب المشاهد، ثم إمكانية حضور المصري في المجتمع اللبناني أمر واقع، كذلك حضور أم سورية في عائلة لبنانية أو شباب لبنانيين يهاجرون للعمل في الخارج أو شباب سوريين يقصدون لبنان للعمل هرباً من الحرب الدائرة في بلدهم...

لا أعرف لماذا يعاني البعض مشكلة التعصّب للهوية في وقت تخطّى الغرب هذه العقدة منذ زمن بعيد.

كيف تردين على من يردد أن هذه النوعية من الأعمال مرحلية ولا بدّ من أن تنتهي قريباً!؟

لطالما كانت الفنون تيارات تسلّف بعضها البعض، أي يأتي الجديد ويذهب القديم، ثمة تحول دائم في الدراما نتيجة تحولات في المجتمع، خلط الإنترنيت منذ فترة المجتمعات العربية بعضها ببعض، وهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه في الدراما، وأتت الحروب في بعض الدول العربية لترخي بثقلها على الناس، فنقلت الدراما هذا الاختلاط.

حين تهدا الأجواء ويعود كل واحد إلى وطنه لا بد من أن ينعكس ذلك على الدراما أيضاً.

 ما جديدك في ما يتعلق بطروحاتك الجريئة؟

أحضّر لمسلسل {سمرة} يتمحور حول مكتومي القيد (من لا جنسيّة لهم) الذين يعيشون في الخيم... هذه القضية لم يتطرق إليها أحد وستكون المعالجة جديدة ومختلفة. ثمة مواضيع أحضّر لها، أيضاً، خصوصاً أننا نعيش في بلاد تعاني التخلّف، رغم التطور في الزمن، وتغلق الستار على قضايا مهمة، كأن يفهم البعض العلمانية بشكل خاطىء ويعتبرها إلحاداً.

على الهامش

• تتعرضين لانتقادات أحيانا بسبب جرأة مواضيعك!!

هذا أمر طبيعي، المهم أنني وصلت إلى أكبر عدد من الناس وبطريقة إيجابية وهدفي أن أترك بصمة لديهم.

• تربطك علاقة صداقة مع سيرين عبد النور وكان ثمة تعاون سابق بينكما، هل شاهدتها في «24 قيراط»؟

أرفض إعطاء أراء في زملائي، يقتنع كل شخص بعمله لأسباب وظروف معينة ويعمل على تقديمه بأفضل طريقة ممكنة للمشاهد، كوني مشاهدة لدي الحرية في أن أحب هذا العمل أو ذاك. «24 قيراط» أحد المسلسلات التي أتابعها، أنا مع التجديد، ولا شك في أن سيرين تقدم نوعاً آخر من الأدوار التي لم تقدمها سابقاً، فرسمت صورة مختلفة لها دخلت من خلالها قلوب المشاهدين.

• ماذا عن ماغي بو غصن؟

حضورها جميل، نحتاج إلى ممثلين لديهم إمكانات وقدرة سواء في أدوار البطولة أو في الأدوار الثانوية.

• وماذا عن مسلسل تشيللو؟

نادين نجيم متألقة ويوسف الخال حضوره جميل، لكن تيم حسن «شغلة كبيرة»، كاريزما استثنائية وحضور قوّي إضافة إلى شكله الجميل، وعلمت أخيراً أنه كان الأول على دفعته في الجامعة، وصقل موهبته وها هو اليوم يحصد ثمار نجاحه. أما قصة المسلسل فجميلة وأحبّها الناس.