زينة وزينات
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
هذا التسييل الشامل، إذا تركنا حالة النرويج التي لا تعاني المرض الريعي، أي الاعتماد شبه الكامل على بيع سلعة النفط الوحيدة، وتركنا كذلك وضع الأشقاء بدول الخليج، لأن قوانين المطبوعات والجزاء وغيرها من مشروعات القوانين القادمة على دروب الحرية تملي مثل هذا المنع، يبقى أن نتحدث عن ديرة "السنع... هذي الكويت صل على النبي"...! هي بالتأكيد تسيل الآن من صناديقها، وإلا كيف تمول عجز الميزانية، وتنفق على رواتبنا وبقية "الخدمات الرفيعة المستوى" من صحة وتعليم وسكن وشوارع فاضية... إلى آخره؟... طبعاً الإنفاق "المستتر" المسمى "غول الفساد" لا مكان للحديث عنه لأن إجابة السلطة المعلبة ستقول لا يوجد لدينا مثل هذا الإنفاق الفاسد، وإذا عندك "هات الدليل"... وقدمه للمحكمة...! إذن، لنصمت.السؤال، الذي يطرح نفسه الآن، وكأن الأسئلة حقيقة تطرح نفسها وليس العقل الوجودي الواعي والقلق من المستقبل، والمستقبل أصبح حاضراً الآن، أكرر ماذا بعد صندوق زينة، ماذا بعد تسييل كل صناديق زينات، وأسعار النفط ظلت على حالها، ما العمل...؟كنا نتصور أن اليوم الأسود، سيكون هو نهاية عصر النفط وزوال أحلامنا وأوهامنا معه، لكن أن نبدأ الآن تسييل أموال الصناديق، دون العمل بإصلاح جدي وحقيقي للمسارين الاقتصادي والسياسي معاً ومواجهة الناس بحقائق الأوضاع الاقتصادية ومستقبلها المجهول بشفافية، لكن تصورنا أضحى "فالصو"، فمازالت إدارة الدولة بحكومتها ومجلسها حامل الأختام الملكية على "حطة ايدكم" الأمور على حالها لا تغيير ولا تبديل ولا إصلاح ولا أي كلام آخر تفرضه ظروف الواقع الصعب الآن، رغم أن زينة كبرت وعجزت، ولم تعد "زينة" الصغيرة الجميلة، أضحت "زينات صدقي" ككومبارس مضحك لفيلم مصري قديم، وشر البلية ما يضحك، فماذا نفعل الآن، نضحك أم نلطم؟