اليمن.. القوات الحكومية تحقق تقدماً على الأرض مع آخر يوم لمحادثات السلام

نشر في 20-12-2015 | 10:47
آخر تحديث 20-12-2015 | 10:47
No Image Caption
تختتم مفاوضات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة الأحد في سويسرا في الوقت الذي انهار فيه وقف إطلاق النار السبت مع معارك عنيفة أسفرت عن سقوط 68 قتيلاً في شمال غرب اليمن.

ففيما حققت القوات الحكومية مكاسب على الأرض باقترابها السبت من العاصمة صنعاء، قرر الطرفان المتنازعان في سويسرا تشكيل "لجنة عسكرية محايدة" مكلفة مراقبة وقف إطلاق النار الساري مبدئياً منذ الثلاثاء.

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد مؤتمراً صحافياً اليوم الأحد في برن عند الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش في ختام المحادثات بين السلطة والمتمردين الحوثيين اللذين يسعيان إلى ايجاد حل لنزاع مستمر من أكثر من ثمانية أشهر.

وانتهى اليوم الخامس من المباحثات السبت في بيين (شمال غرب سويسرا) بدون تقدم يذكر في نقاط التفاوض الأخرى، بحسب مصادر قريبة من الوفدين.

ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن الإطار العام لتتمة مفاوضات السلام وفتح ممرات انسانية أو في موضوع تبادل الأسرى.

ميدانياً، لم تشهد المعارك تراجعاً بل على العكس تصاعدت السبت في شمال اليمن.

وقُتِلَ 68 مقاتلاً على الأقل في معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين قرب مدينة حرض (شمال غرب) والحدود مع السعودية، وقالت مصادر عسكرية أن 28 جندياً على الأقل قتلوا في المعارك إضافة إلى 40 مقاتلاً من المتمردين بحسب مصادر قبلية.

وكانت قوات حكومية يمنية تدربت في السعودية استعادت حرض الخميس بعد أن دخلت من الحدود السعودية، وتحاول القوات الحكومية حالياً التقدم باتجاه مدينة ميدي على البحر الأحمر والتي تبعد عشرة كلم عن حرض، لكنها تواجه بمقاومة المتمردين الذين استقدموا تعزيزات إلى المنطقة، بحسب مصادر قبلية.

تقدم

وعلى جبهة أخرى، تقدمت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي السبت شرقاً وأصبحت على بُعد 40 كلم من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ أكثر من عام، بعد تحقيق تقدم كبير في محافظة مأرب شرق العاصمة.

وأفادت مصادر عسكرية موالية أن القوات الحكومية مدعومة من قبائل المنطقة فرضت حصاراً على قاعدة عسكرية يسيطر عليها المتمردون في نهم على بعد 40 كلم إلى شمال شرق صنعاء، ورغم قرب القوات من العاصمة، إلا أن الكيلومترات الأربعين التي تفصل بين نهم وصنعاء هي في غالبيتها منطقة جبلية وعرة.

وإلى الشمال عزز الموالون مكاسبهم في الجوف، بعد السيطرة على كبرى مدنها حزم الجمعة، بالسيطرة على مديريتي الغيلة والمتون، وفقاً لمصادر في "المقاومة الشعبية" التي تضم مقاتلين موالين لهادي.

وقال الزعيم القبلي في "المقاومة الشعبية" أمين العكيمي إن المديريتين سقطتا في يد القوات الموالية بعد اشتباكات مع المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وقال العكيمي إن القوات الحكومية تتجه حالياً إلى الغرب، باتجاه معاقل المتمردين في محافظتي عمران وصعدة، اللتين تقعان إلى شمال العاصمة تماماً.

وقالت مصادر عسكرية إن قوات هادي المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أرسلت تعزيزات إلى حزم السبت، بما في ذلك دبابات وعربات مدرعة.

وبعد استعادة القوات الحكومية لمدينتين شمال اليمن بينها حزم، واطلاق المتمردين صواريخ باتجاه السعودية سقط أحدها داخل أراضيها، أعرب مبعوث الأمم المتحدة السبت عن "قلقه البالغ".

ودعا المبعوث الخاص "جميع الأطراف إلى احترام الاتفاق والسماح بالدخول دون عوائق إلى البلاد لتوزيع المساعدات الإنسانية إلى أكثر المناطق تضرراً في اليمن".

من جهته، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة أطراف النزاع في اليمن إلى احترام الهدنة، مؤكداً "الحاجة الملحة" لالتزامها.

وقال البيت الأبيض في بيان أن أوباما شدد خلال مكالمة هاتفية مع نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على "الحاجة الملحة لأن يحترم كل الأطراف وقف اطلاق النار في اليمن" ويتوصلون إلى حل دبلوماسي للنزاع الذي أوقع منذ مارس نحو ستة آلاف قتيل.

يذكر أن الحوثيين انطلقوا في يوليو 2014 من معقلهم في شمال اليمن ليسيطروا على العاصمة اليمنية ومناطق واسعة من البلاد.

وتدخلت السعودية على رأس تحالف منذ مارس دعماً للقوات الحكومية التي نجحت الصيف الماضي في وقف تقدم المتمردين في جنوب البلاد وتحاول الآن استعادة المناطق التي كانت خسرتها في الشرق والشمال.

back to top