فشل أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي في تعطيل تنفيذ الاتفاق النووي، في خطوة اعتبرها الرئيس باراك أوباما انتصاراً للدبلوماسية، وتبديداً للشكوك في قابلية استمرار الاتفاق المبرم في 14 يوليو في فيينا بين الدول الست الكبرى وإيران.

Ad

وتمكنت الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ من وقف تبني اقتراح قرار جمهوري هدفه منع أوباما من تعليق العقوبات على إيران بعد فشل الجمهوريين في جمع أكثرية من 60 صوتاً مطلوبة من أصل 100، بفارق صوتين فقط.

واتخذ هذا التصويت بالنسبة للكثير من الشيوخ أهمية توازي الاقتراع الذي لجأ إليه جورج بوش الابن لاستخدام القوة ضد عراق صدام حسين في 2002.

 وقال أوباما عن التصويت، الذي نادراً ما يستقطب مثله هذا الكم من الجهود من مجموعات الضغط ولاسيما الجمعيات اليهودية الأميركية، إنه "انتصار للدبلوماسية وللأمن القومي للولايات المتحدة ولأمن العالم".

وسبق أن نشر رئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي افتتاحية مشتركة في صحيفة "واشنطن بوست" لمناشدة أعضاء الكونغرس دعم مقاربتهم الدبلوماسية. وكتب ديفيد كاميرون وأنجيلا ميركل وفرنسوا هولاند: "نحن واثقون بأن الاتفاق يضع الأسس الضرورية لحل النزاع حول البرنامج الإيراني بشكل نهائي".

لكن مع الخسارة على المستوى التشريعي تحدث عدد من الجمهوريين عن إمكان فتح جبهة قضائية جديدة، فيما اعتبر المحافظون أن أوباما أخل بواجباته تجاه الكونغرس وأن أي رفع للعقوبات عن إيران مخالف للقانون.

وصوت جميع الأعضاء الديمقراطيين باستثناء 4 لمصلحة المبادرة الدبلوماسية لأوباما، الذي أصبح بامكانه تطبيق الجانب المتعلق به من الاتفاق، الذي تعهدت بلاده ودول "5+1" بموجبه بتعليق العقوبات الاقتصادية الكثيرة مقابل تنازلات إيرانية في البرنامج النووي.

وكان أمام الكونغرس مهلة تنتهي في 17 سبتمبر ليبدي رأيه في الاتفاق. لكن منذ الأسبوع الماضي بات معروفاً أن الجمهوريين لن يتمكنوا من جذب عدد كاف من الديمقراطيين لتحقيق أغلبية الثلثين المطلوبة لتجاوز الفيتو الرئاسي. غير أن هذا لن يمنعهم من تكرار المحاولة ولو شكلياً عبر تصويت جديد الأسبوع المقبل، حسبما أعلن رئيس الأكثرية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل.

وعلق أوباما على الانتصار: "سنركز بعد الآن على تطبيق الاتفاق والتحقق من تنفيذه لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".

وشهد الكونغرس مناقشات حادة لم ينجح خلالها الرئيس الاميركي في إقناع أي جمهوري بمبادرته الدبلوماسية، ورغم تجنبه استخدام الفيتو لتعطيل قرار للمجلس بعد هذا التصويت، سيذكر التاريخ أن 58 من 100 سناتور عارضوا أهم قرار حول السياسة الخارجية في رئاسته.

(واشنطن- أ ف ب، رويترز)