«دنيا 2»... هموم المواطن بأسلوب كوميدي
بعد 15 عاماً من عرض جزئه الأول عادت الممثلة أمل عرفة في الجزء الثاني من مسلسل «دنيا» (يعرض على شاشة رمضان)، بانطلاقة ناجحة واستثنائية، وتجاوزت مشاهدات الحلقة الأولى على موقع يوتيوب 400 ألف مشاهدة.
تحمّس الجمهور لبدء عرض الحزء الثاني من المسلسل، بعدما حقق في نسخته الاولى نجاحاً، وما زالت قنوات عربية تعرضه، لأنه يلامس الناس على اختلاف أعمارهم من خلال كوميديا خفيفة وجميلة تحمل في طيّاتها رسائل إنسانية.تدور قصّة {دنيا}، في الجزء الأول، حول فتاة سوريّة تغادر قريتها لتعمل خادمة في المنازل وجمع مبلغ تسترد به أرضاً سلبها أخوها الأكبر منها، فتواجه مشكلات يسبّبها فضولها وثرثرتها الزائدة. يأتي الجزء الثاني ليشكّل تكملة لمشوار هذه الشابّة، مع المحافظة على شخصيات عدة من الجزء الأول أبرزها طرفة العبد (شكران مرتجى)، وهي صديقة حميمة لدنيا، «أبو قاسم»، صاحب المصبغة، والممثلة وفاء موصلّلي وغيرهم.حرفية وتناغملم يتغير شكل دنيا في الجز الثاني، بل ما زالت هي نفسها لجهة الشعر والهندام والحركات وأدق التفاصيل، من طريقة المشي وتعابير الوجه وغيرها، ما يدل على حرفية عرفة في التمثيل كذلك شكران مرتجى التي أثبتت، من خلال شخصية طرفة العبد البسيطة، قدرة عالية على إضحاك المشاهد من دون الوقوع في فخ المبالغة والتصنّع.وصفت مرتجى الحديث بلهجة وصوت «طرفة « خارج التصوير بالأمر الصعب للغاية، وبأن التمثيل يحتاج عوامل تتوافر عادة في مواقع التصوير، وبأنها يجب أن تدخل في الحالة، بعد استعدادات طويلة، مؤكدة أن «طرفة» أجرأ منها، وأنها تتهرب من الناس، بشكل لطيف، عندما يطالبونها بتقليد نفسها في المسلسل أو يطالبونها بإضحاكهم.أضافت أنها تحنّ إلى الثنائية الناجحة التي تجمعها بأمل عرفة واصفة العمل معها بالسلطنة، لأنهما تفمهان على بعضهما البعض من نظرة واحدة، ولكل واحدة نجاحاتها ومكانتها الفنية.بساطة وتلقائيةأبرز ما يميز هذا المسلسل البساطة والتلقائية في أداء الشخصيات التي يمكن مصادفتها في حياتنا اليومية. لا يعتمد في أي مشهد من مشاهده على الإبهار النظري أو المبالغة والابتذال بل سرد قصص كوميدية جميلة تلامس، في أكثر من مكان، وجع المواطن السوري وواقع الأزمة السّوريّة وآثارها الاقتصاديّة، من انقطاع الكهرباء والماء وطوابير الانتظار للحصول على معونات كالغاز والخبز وغيرها، والهجرة، ومعاناة المهجّرين... كل ذلك بقالب طريف وبسيط يدخل البهجة إلى قلب المشاهد، في زمن تحولت الكوميديا التلفزيونية إلى تهريج وابتذال لا طعم له ولا لون. لسان حال الناستجري أحداث «دنيا 2015» في دمشق، بحلقات متّصلة-منفصلة، يشارك فيها ضيوف وتتضمن مغامرات جديدة. حول هذا الجزء تقول عرفة إنه لسان حال الشارع السوري، ويعكس الأزمة التي تمر بها سورية منذ ما يزيد عن أربع سنوات، خصوصاً أن شخصية «دنيا»، تجد نماذج لها في بلد مثل سورية.رداً على سؤال حول شعورها بالخوف من الجزء الجديد لا سيما أنه يأتي بعد 15 سنة من الجزء الأول، أوضحت أن في كل عمل نسبة مخاطرة، وفي «دنيا» تحديداً لا يمكن أن تتلاعب بذاكرة الناس.أضافت: «شعرت بأن الوقت مناسب لإطلاق هذا العمل من جديد، وأن يكون حاضراً كعمل متكامل، وليس كشخصية في ظل هذا الوجع السوري، والتحدي الأكبر أن أجعل المعارض يضحك تماماً كالموالي». تابعت أنها حرصت لدى كتابة السيناريو، على تناول قضايا الناس.أعلى نسب من الهاشتاغعبر مواقع التواصل الاجتماعي، يحقق مسلسل «دنيا» أعلى نسب من الهاشتاغ، وأكد مغردون كثر متابعتهم الدائمة له، ووصفه البعض بأنه أنجح الأعمال الرمضانية الكوميدية، فيما وجد البعض الآخر أنه أخرج الأزمة السورية من بؤسها الذي يسيطر على الأعمال السورية الأخرى لينقل واقعاً موجعاً، لكن بشكل جميل، يحمل أملا بالمستقبل.في هذا السياق أكدت أمل: «ليس ضرورياً أن أكون عبقرية لأبكي من يشاهدني، لأنني قد أكون ذكرته بموقف صعب أو بذاكرة سيئة، أما في الكوميديا، وتحديداً في هذا الظرف، فمن الصعب الدخول إلى القلوب كافة».زهير قنوعالمخرج زهير قنوع الذي شارك بكتابة السيناريو، عبر عن سعادته بالتعاون مع أمل عرفة وشكران مرتجى واصفاً إياهما بالـ»دكاترة» في التمثيل، مؤكداً أن هكذا تعاونات ترفع من مستوى العمل، وأن العمل الناجح يقف وراءه قبطان الإخراج، ولا يجب أن يكون ثمة أكثر من قبطان لقيادته. أضاف أن الرؤية الأخيرة للمسلسل كانت له بصفته المخرج وليس أحد نجوم العمل، مشدداً، في الوقت عينه، على أهمية الحوار، «لأن النقاش مهم في الأعمال الكوميدية خصوصاً على هامش الارتجال».تابع أن الإمكانات في سورية غير ملائمة حالياً وغير كافية لإنتاج أعمال كوميدية، لا سيما أن المنتجين يضخون أموالهم خارج سورية بسبب ضعف السوق المحلية ونقص القنوات السورية.حول كواليس العمل وهل سيطرت عليها روح الكوميديا، أكد أن العمل الكوميدي، عموماً، يجب أن ينفذ في أجواء من الاسترخاء.