موجة رفض نيابية جديدة ضد بيان السفارة الإيرانية
انتقدت رد وزارة الخارجية على بيان طهران: غير حازم وهزيل... وعلى الحكومة اتخاذ موقف واضح
تواصل الرفض النيابي لبيان السفارة الإيرانية لدى البلاد شأن بيان النيابة العامة وتوجيه التهم للضالعين في «خلية العبدلي»، وتحركت موجة نيابية جديدة مهاجمة البيان، ومجمعة على تجاوزه كل الخطوط الحمراء والأعراف الدبلوماسية، وكان لرد وزارة الخارجية على بيان السفارة الإيرانية نصيب آخر من الهجوم واصفة إياه بالرد الهزيل وغير الحازم.
أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية حمد الهرشاني أن الأسلوب الإيراني الذي استخدمته طهران مع مملكة البحرين، تستخدمه الآن مع الكويت، مضيفاً أن إيران التي خططت في البحرين وسعت إلى إشاعة الفوضى ادعت أن ما يحدث فيها شأن داخلي، وخطابها المفضوح في البحرين استخدمته أيضاً في الكويت حين تبرأت من الخلية الإرهابية رغم اعتراف المتهمين بأن هناك دبلوماسيين إيرانيين كانا على صلة بهم.وقال الهرشاني في تصريح صحافي، إن المخطط الإيراني بات مكشوفاً إذ يستغل المذهبية والطائفية، رغم أنه أبعد ما يكون عن مصلحة الشيعة، مؤكداً أن الأخوة الشيعة عليهم أن يلتحموا مع أبناء وطنهم، وألا يلتفتوا إلى شعارات إيران الزائفة، فهو (أي المخطط الإيراني) عدو للشيعة قبل أن يكون عدواً للسنة، لكنه يريدهم وقوداً له ولنظرته التوسعية.وشدد على أن التمدد الإيراني، لا تهمه الطائفية بقدر ما يسعى إلى تحقيق أهدافه، مذكراً باحتضانه القاعدة وإيوائه رموزها، كما لا يمكن لإيران أن تتنصل من علاقتها بتنظيم «داعش».وحذر من المكر الإيراني، الذي يريد التهام دول الخليج العربي وينفق أموال شعبه الجائع على الميليشيات الإرهابية التي تسعى إلى تدمير الدول العربية، مؤكداً «أننا لن نسكت بعد اليوم عن المجاهرين بالولاء لإيران مهما كانت مكانتهم الاجتماعية أو السياسية، والمحزن أن هناك نواباً يعملون لمصلحة ايران، ولم يعد خافياً على أحد أنهم لسان إيران في المنطقة»، داعياً الحكومة والمجلس إلى اتخاذ إجراءات بحق كل من تثبت صلته بمخطط إيران العدواني.من جهته، هاجم النائب فارس سعد العتيبي السفارة الإيرانية لدى البلاد قائلا إنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وخرجت ببيان نشرته وسائل الإعلام احتوى على العديد من المغالطات والاستخفاف.إجراءات النيابةوقال العتيبي إن من غير المقبول أن تتجرأ السفارة الإيرانية وأن تقدح في نزاهة وسلامة إجراءات النيابة العامة وتتحدث عن بيان النائب العام باستخفاف وتشكيك.وأضاف أنه بالأمس القريب، أصدرت الكويت ممثلة في مجلس الوزراء بيانها الرسمي حول القضية بكل اتزان وضبط للنفس ومراعاة للأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار، «لتخرج علينا اليوم السفارة الإيرانية ببيان لا صلة له بالاتزان وبعيد عن مراعاة الأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار».لكن العتيبي انتقد رد وزارة الخارجية الكويتية على بيان السفارة الإيرانية قائلاً: انتظرنا رداً حازماً وقوياً يكون على قدر التطاول والاستفزاز الذي كان في بيان السفارة، لكن للأسف خرجت علينا الوزارة ببيان هزيل على لسان مصدر مسؤول، دون ذكر اسمه أو صفته، وكأن بيان السفارة مجرد تصريح يحتاج فقط للاستنكار وإبداء الأسف عليه، «ونطالب الحكومة الكويتية باتخاذ موقف واضح وصريح يكون فيه الرد الشافي والمناسب لما حواه بيان السفارة من تجاوزات واستفزاز».وأضاف أن نبرة الغطرسة والتعالي في بيان السفارة الإيرانية مرفوض، وهذه النبرة تتناقض تماماً مع ما تدعيه السفارة من سعي إيران إلى تكريس الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة.بدوره، أكد النائب سعود الحريجي أن السفارة الإيرانية تدخلت تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الكويتي بإصدارها بياناً يشكك في مصداقية بيان النيابة العامة الكويتية بشأن نتائج التحقيقات مع خلية حزب الله الإرهابية، والمتورط فيها شخص إيراني وأشخاص آخرون يتبعون حزب الله وتخابروا مع إيران وجندهم الحزب الإرهابي، وهربوا كميات كبيرة من الأسلحة إلى داخل الكويت وتدربوا عليها لتنفيذ عمليات إرهابية للإضرار بأمن واستقرار الكويت، وتقويض النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي للكويت.وقال الحريجي، إنه على وزارة الخارجية الكويتية استدعاء السفير الإيراني، وإبلاغه ضرورة احترام قوانين الدولة وعدم التدخل في الشأن الداخلي الكويتي. وأضاف أن خلية التجسس الإيرانية ليست ببعيدة عنا، وصدر حكم نهائي بها قبل سنوات قليلة، وأصدرت محكمة التمييز حكمها النهائي بإدانة عدد كبير من المتهمين من بينهم ثلاثة أشخاص يعملون في السفارة الإيرانية بالكويت، وتم تهريبهم إلى إيران لئلا يتم القبض عليهم، وهاهي خلية العبدلي الإرهابية التابعة لإيران وحزب الله الإرهابي جاءت لتثبت استمرار تخطيط إيران وعملائها وحزب الله الإرهابي لتنفيذ عمليات ومخططات دموية ضد الكويت وشعبها.ورفض الحريجي بيان السفارة الإيرانية جملة وتفصيلا لما تضمنه من مفردات ومعان اﺳﺘﻔﺰﺍﺯﻳﺔ ﻭﺘﺤﺮﻳﻀﻴﺔ ﻭﺗﺪﺧل ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ الداخلية ، داعياً وزارة الخارجية الكويتية إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية أشد صرامة رداً على بيان السفارة وتدخلها في عمل النيابة العامة والقضاء الكويتي المستقل.حكومة طهرانوحذّر الحريجي من صمت الحكومة الكويتية أمام هذا التطاول من السفارة الإيرانية التي تنطق بلسان حكومة طهران، والتي بدورها أثبتتالأحداث والتحقيقات المتتالية دعمها للخلاﻳﺎ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ فحسب، ﺑﻞ ﻓﻲ كل ﺩﻭﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ الخليجي، وفي العراق وسورية واليمن وباقي ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.وأشار إلى ضرورة أن تقوم الحكومة الكويتية بتحرك إقليمي وعربي ودولي لإخطار دول الخليج العربي والدول العربية ودول العالم الصديقة بنتائج التحقيقات مع خلية إيران وحزب الله الإرهابية لاتخاذ موقف خليجي وعربي ودولي موحد تجاه المخططات الإرهابية لإيران وحزب الله الإرهابي في الكويت والخليج العربي والمنطقة العربية.وفي تعليقه على بيان السفارة الإيرانية في الكويت، والذي أعربت فيه عن استيائها عن ما أسمته زجاً باسمها في القضية التي عرفت باسم «خلية العبدلي»، وصف النائب عبدالله المعيوف البيان بالهزلي، «وإذا كان البيان أشار إلى عدم توجيه خطاب رسمي لها من قبل النيابة العامة، فالأجدى بالسفارة الإيرانية أن تسلك القنوات الدبلوماسية وتخاطب وزارة الخارجية بدلاً من إصدارها بياناً ترد فيه على ما كتب في الصحافة المحلية، التي استقت معلوماتها من مستندات رسمية من النيابة العامة، مع تأكيدنا على أن الكويت دولة مؤسسات، وحرية التعبير مكفولة للجميع، وليست دولة بوليسية كما هو حاصل في دول أخرى، والتي تمنع مواطنيها من التعبير عن رأيهم.وقال المعيوف، إن الإتهامات التي وجهت إلى المتهمين «جاءت بناء على اعترافاتهم، وإذا كان بيان السفارة يشير إلى أنه شأن داخلي، فهذه سابقة من الحكومة الإيرانية في ردها على شأن داخلي، وما هو إلا تدخل سافر منها في شؤوننا الداخلية».وأكد أن «من حق إيران أن تنكر الإتهامات التي جاءت على لسان المتهمين، لكن ليس من حقها انتقاد السلطة القضائية في قضية تتعلق بشأن داخلي يمس أمن الوطن».حسن الجواروأضاف المعيوف: إذا كانت إيران تحرص فعلاً على علاقة حسن الجوار مع الكويت، كما جاء في البيان، فعليها أن تكف عن التدخل في الشأن الداخلي للبلاد ودول المنطقة بشكل عام.وأكد أن كمية الأسلحة التي تم ضبطها بحيازة المتهمين والتدريبات التي تلقوها تدل على أن هناك مؤامرة ودولاً ومنظمات خلف هذه الخلية تتربص شراً في الكويت وأهلها، «ولن تثنينا التهديدات أو التصريحات عن معاقبة كل خائن لهذا الوطن مهما كان انتماؤه».وفي السياق ذاته، أكد النائب عودة الرويعي ان الشكوى المقدمة من محامي واهالي المتهمين في خلية العبدلي بارتباطها بما يسمى حزب الله وايران لجهات خارجية تصرف غير مقبول فالكلمة الفصل للقضاء.وقال الرويعي فيتصريح أمس ان القضاء الكويتي هو المرجع لقضايا امن الدولة وغيرها وما ينتهي اليه القضاء هو البيان الفصل والحكم العادل وبه وعليه حق الكويت على جميع ابنائها.