على الرغم من إبداء استعدادها التنسيق مع "الجيش الحر" شنّت المقاتلات الروسية غارات على ريف اللاذقية الشمالي مستهدفة "الجيش الحر" إلى جانب فصائل أخرى، في وقت رصدت الأمم المتحدة حركة نزوح كثيفة من حلب هرباً من هجوم لقوات النظام بدعم روسي وإيراني.

Ad

شنّت الطائرات الحربية الروسية ليل الاثنين ـ الثلاثاء، غارات عنيفة على عدة مناطق في ريف اللاذقية، مستهدفة قرى ومقرات لـ "الجيش السوري الحر" والفصائل الإسلامية والمقاتلة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ما أوقع 57 قتيلاً على الأقل بينهم قادة في "الحر" ومدنيون.

وذكرت وكالة "سورية مباشر" المعارضة في بيان، أن الطيران الحربي الروسي شن غارتين جويتين على ملجأ للأهالي في قرية بشيرفة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي على الساحل، ما أسفر عن مصرع أكثر من 45 شخصاً بينهم القائد العسكري النقيب باسل زمو وعناصر من "الحر"، بالإضافة الى 5  أطفال.

وفي حادث منفصل، ذكرت الوكالة أن 12 عنصراً من مقاتلي "الفرقة الأولى الساحلية" التابعة لـ "الجيش الحر" قتلوا واصيب 15 آخرون جراء غارات شنّتها طائرات حربية روسية استهدفت مقر الفرقة بريف اللاذقية خلال اجتماع.

إلى ذلك، قال مصدر عسكري رفيع قريب من دمشق، أمس، إن ثلاثة روس على الأقل يقاتلون إلى جانب قوات الأسد، قتلوا وأصيب عدد آخر حينما أصابت قذيفة موقعهم في محافظة اللاذقية الساحلية.

وأفاد المصدر بأنه كان هناك 20 روسيا في الموقع في منطقة النبي يونس، حينما سقطت القذيفة.

وإذا تأكد الخبر فإن هذا الهجوم الذي وقع ليل الاثنين- الثلاثاء سيكون أول حادث معروف يقتل فيه روس بسورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يعتقد أن القتلى لا ينتمون لقوات نظامية روسية ولكنهم متطوعون.

نزوح من حلب

ودفعت العمليات البرية التي يقودها الجيش السوري بغطاء جوي روسي عشرات الآلاف من السوريين إلى النزوح من بلدات عدة في الريف الجنوبي لمحافظة حلب شمال البلاد، وفق ما أعلن مكتب تابع للأمم المتحدة، أمس.

وتحدثت ناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) فانيسا أوغنان عن تقارير تفيد "بنزوح قرابة 35 ألف شخص من بلدتي الحاضر والزربة في ريف حلب الجنوبي الغربي على خلفية الهجوم الحكومي في الأيام القليلة الماضية".

وبدأت قوات النظام السبت الماضي عملية برية في ريف حلب الجنوبي باسناد جوي روسي وتمكنت من السيطرة على عدد من القرى والتلال، في حين لا تزال اشتباكات عنيفة تدور في المنطقة، أبرزها في محيط بلدة الحاضر الواقعة تحت سيطرة فصائل مقاتلة، وتحدثت تقارير عن مشاركة إيرانية كثيفة في هذه المعركة .

بوتين

إلى ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، خلال لقائه مع مجموعة من كبار الضباط في الجيش الروسي بمناسبة تعيينهم في مناصب رفيعة: "خطط الإرهابيون بعد أن أقاموا معاقل لهم في سورية وفي بعض الدول الأخرى بالشرق الأوسط، لتوسيع دائرة نفوذهم وهم يواصلون وضع الخطط، ولا سيما خطط لزعزعة مناطق كاملة بالعالم". وتابع بوتين أن الإرهابيين يواصلون تجنيد مقاتلين جدد من دول عديدة، بما فيها روسيا.

سياسياً، وبعد كلام وزير الخارجية عادل الجبير، أمس الأول، عن امكانية قبول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد حتى تشكيل هيئة انتقالية وتسليمها السلطات، قال مسؤولان كبيران في الحكومة التركية، أمس، لوكالة "رويترز" إن تركيا مستعدة لقبول انتقال سياسي في سورية يظل بموجبه الأسد في السلطة بشكل رمزي لمدة ستة أشهر قبل تنحيه.

وذكر أحد المسؤولين لـ"رويترز"، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن"العمل على خطة لرحيل الأسد جار. يمكن أن يبقى ستة أشهر ونقبل بذلك لأنه سيكون هناك ضمان لرحيله".

واستطرد: "تحركنا قدماً في هذه القضية لدرجة معينة مع الولايات المتحدة وحلفائنا الآخرين، لا يوجد توافق محدد في الآراء بشأن متى ستبدأ فترة الستة أشهر هذه، لكننا نعتقد أن الأمر لن يستغرق طويلاً".

إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام عربية وعالمية، أمس، خبراً عن مقتل القائد في قوات الباسيج الإيرانية نادر حميد في المعارك السورية في منطقة القنيطرة، وحميد هو أحد المرافقين الأساسيين لقائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.

جاء ذلك، في حين أعلنت وكالات إيرانية مقتل 5 من الحرس الثوري بينهم 3 ضباط أحدهم برتبة مستشار، خلال اليومين الماضيين، بمعارك مختلفة في سورية إلى جانب جيش النظام السوري ضد قوات المعارضة.

ووفقاً لوكالة "أهل البيت" الإيرانية، فقد قتل الضابط مهدي علي دوست، وهو بدرجة مستشار، وقيادي في الحرس الثوري بمحافظة قم جنوب طهران "أثناء تأديته مهمة استشارية في سورية".

من جهة أخرى، ذكر موقع "نجف أباد نيوز" أن ضابطين من الفيلق الثامن في الحرس الثوري في محافظة أصفهان وهو الفيلق الذي يضم أكثر عدد القتلى الإيرانيين في سورية من ضباط وجنود قتلا خلال الاشتباكات، وهما الملازم أول كميل قرباني، والملازم حسن أحمدي، بينما لم يذكر الموقع مكان مقتلهما.

كما قتل اثنان من منتسبي الباسيج (وهي ميليشيات تابعة للحرس الثوري) وهما مجتبى كرمي ومجيد صانعي، حسب وكالة أنباء "فارس".

(دمشق، موسكو، أنقرة -  أ ف ب ، رويترز، د ب أ، سورية مباشر، كونا)

باريس تستدعي سفير روسيا احتجاجاً على حادث سويسرا

استدعت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، السفير الروسي، إثر اتهامات خاطئة وجهتها موسكو الى باريس بشأن اقتراب طائرة عسكرية فرنسية من طائرة روسية كانت تقل رئيس مجلس النواب الروسي الى جنيف، وتبين لاحقا أنها مقاتلة "إف-18" سويسرية.

واستقبل الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية السفير الكسندر أورلوف، وأبلغه بأن "أي طائرة فرنسية لم تكن ضالعة في حادث جوي مع طائرة روسية"، وعبر عن أسفه لاستدعاء السفير الفرنسي في موسكو "على أساس هذه المعلومات غير الدقيقة"، كما أعلن الناطق باسم الخارجية رومان نادال.

وكانت وزارة الخارجية الروسية اتهمت أولا طائرة عسكرية فرنسية بالتسبب بالحادث، واستدعت سفير فرنسا في موسكو جان ريبير للتعبير عن "قلقها العميق".

و"استنكرت" باريس استدعاء سفيرها استنادا الى اتهامات خاطئة، مؤكدة أنها قدمت للروس "كل الإيضاحات اللازمة"، بعد أن أكدت سويسرا أن طائرة "إف-18" تابعة لجيشها اقتربت "في مراقبة روتينية" من طائرة رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين الذي كان في طريقه الى اجتماع للأمم المتحدة.

ولسويسرا الإذن بالتحليق فوق شرق فرنسا، تطبيقا لاتفاق يهدف الى حماية جنيف بحسب الخارجية الفرنسية.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، مساء أمس الأول، أن موسكو قدمت اعتذارا لباريس عبر القنوات الدبلوماسية، وطلبت إيضاحات من السويسريين. ومنذ بدء الأزمة الاوكرانية، أدرج اسم سيرغي ناريشكين على قائمة الشخصيات الروسية التي تشملها عقوبات الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمها حظر الإقامة على أراضيه. وفي يوليو رفض منحه تأشيرة لدخول فنلندا، بينما كان متوجها الى اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في هلسنكي.

روسيا تصعد بجورجيا مع رسو سفينة أميركية

في خطوة ستعقد العلاقات بين موسكو وواشنطن، أعلن إقليم أوسيتيا الجنوبية الجورجي الانفصالي الموالي لروسيا أنه يخطط لإجراء استفتاء على نمط منطقة القرم للانضمام الى روسيا. وأعلن رئيس جمهورية أوسيتيا الجنوبية المعلنة من جانب واحد ليونيد تيبيلوف أمس الأول عن هذا الأمر خلال استقباله فلاديسلاف سوركوف وهو من أقرب مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وخاضت جورجيا وروسيا حرباً قصيرة بشأن أوسيتيا الجنوبية وإقليم انفصالي آخر هو أبخازيا في عام 2008. وبعد أن انتصرت موسكو في الحرب، اعترفت بالإقليمين على أنهما دولتان مستقلتان رغم أن معظم الدول الاخرى لم تعترف بهما. ووقعت روسيا وأوسيتيا الجنوبية اتفاقاً في وقت سابق هذا العام لدمج قوات الامن والجيش في البلدين مما أغضب جورجيا التي تعتبر الاقليم وأبخازيا أراضي تحتلها قوة أجنبية.

في المقابل، رست السفينة الحربية الأميركية "بورتر" وهي مدمرة مزودة بصواريخ موجهة تابعة للاسطول السادس الأميركي، في مرفأ باتومي الجورجي على البحر الأسود.

وتسعى جورجيا الى الانضمام لحلف شمال الأطلسي. وقالت السفارة الأميركية في تبليسي إن "زيارة بورتر تؤكد من جديد التزام الولايات المتحدة بتعزيز العلاقات مع حلفاء الحلف الاطلسي وشركائه مثل جورجيا مع العمل لتحقيق الاهداف المشتركة التي تتمثل بإحلال الامن والاستقرار في منطقة البحر الاسود".