يلتقي قادة العالم اعتباراً من الجمعة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لاطلاق برنامج طموح للتنمية لكن يتوقع أن تهيمن على اجتماعهم النزاعات وقضية المهاجرين.

Ad

وبعد سبعين عاماً تماماً على تأسيسها، تبدو الأمم المتحدة عاجزة عن وقف الحرب المستمرة منذ أربع سنوات ونصف في سورية والتي أجبرت مئات الآلاف على المجازفة بحياتهم سالكين طريق الهجرة ليلقوا استقبالاً سيئاً في أوروبا المنقسمة حول هذه المسألة التي تتخطى طاقاتها.

وقد دعا الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون إلى اجتماع خاص حول أزمة الهجرة في 30 سبتمبر، وهو ينوي أن يجمع عشية الاجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع المبعوث الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا.

وقبل الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تستمر من 28 سبتمبر إلى الثالث من أكتوبر، سيلقي البابا فرنسيس الجمعة أول خطاب له في الأمم المتحدة وستعقد قمة حول التنمية المستدامة في نهاية الأسبوع.

وستشكل هذه القمة أحد أكبر اجتماعات القادة في تاريخ المنظمة الدولية إذ سيحضرها رؤساء أكثر من 160 دولة وحكومة وحبر أعظم و8900 مندوب وثلاثة آلاف صحافي.

ويمثل ذلك كابوساً لوجستيا لنيويورك التي "لم تشهد أمراً كهذا من قبل" كما قال رئيس بلديتها بيل دي بلازيو.

ومن أهم الشخصيات التي ستحضر القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يلعب دوراً أساسياً في الأزمة السورية ولم يزر الأمم المتحدة منذ عشر سنوات، والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تعد في صلب أزمة الهجرة في أوروبا إلى جانب الرئيسين الصيني شي جينبينغ والكوبي راؤول كاسترو.

وتمهيداً لهذا الاجتماع الدبلوماسي الكبير، سيتحدث البابا فرنسيس من على منبر الجمعية العامة ليدعو إلى التضامن والتنمية العادلة وواجب حماية البيئة.

وبعد ظهر الجمعة، سيتبنى رؤساء الدول والحكومات خطة عمل تمتد 15 عاماً (2015-2030) للقضاء على الفقر المدقع وتحسين الصحة والتعليم والحد من خسائر الاحتباس الحراري، ونجاح هذه الخطة مرتبط إلى حد ما بنتائج مؤتمر المناخ الذي سيعقد في ديسمبر في باريس.

ويفترض أن تعكس الخطب واللقاءات الثنائية في الكواليس الضرورة الملحة للتوصل إلى حل سياسي في سورية وفي بلدان أخرى تشهد نزاعات "اليمن وجنوب السودان وليبيا".

وتتحدث واشنطن وموسكو عن لقاء ممكن بين بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما، وقد عززت روسيا الحليفة الأساسية لدمشق وجودها العسكري في سورية مؤخراً مثيرة غضب واشنطن.

ويدعو بوتين إلى تحالف واسع يشمل الجيش السوري لمكافحة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

وسيترأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 30 سبتمبر دورة لمجلس الأمن الدولي، وسيكرر في هذه المناسبة أن على الغربيين التركيز على مكافحة الارهاب وتنظيم الدولة الإسلامية بدلاً من العمل على اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة.

وقد يعقد لقاء آخر موضع ترقب شديد بين أوباما والرئيس الايراني حسن روحاني ينتظر أن يكرسا خلاله بمصافحة الاتفاق النووي التاريخي الذي وقع في يوليو مع طهران.

أما فلسطين، الدولة المراقبة غير العضو في الأمم المتحدة، فستنتهز فرصة حضور رئيسها محمود عباس لترفع باعتزاز علمها أمام مقر الهيئة الدولية، في وقت يشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأدى تزايد الأزمات الإقليمية في أفريقيا "مالي وافريقيا الوسطى وجنوب السودان والكونغو الديموقراطية" إلى تضاعف حجم قوات حفظ السلام التي بلغ عديدها مئة ألف عنصر ينتشرون في 16 بلداً أو منطقة، لكن هؤلاء يتعرضون لطلب أكبر وتهديدات متزايدة بينما أضرت بصورتهم فضائح تتعلق بالاستغلال الجنسي.

وعلى هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستبذل الولايات المتحدة أكبر دولة مانحة لعمليات حفظ السلام، جهوداً لاقناع لدول المتطورة بنشر مزيد من جنودها في النقاط الساخنة في العالم.