استعاد التقارب المصري السعودي زخمه عبر عدة رسائل متبادلة، تضمنت تطمينات سعودية بشأن حقيقة التقارب مع حركة حماس، في وقت اتفقت مواقف العاصمتين في القضايا الإقليمية، لاسيما الأزمة اليمنية التي حصلت على الحيز الأكبر من مؤتمر صحافي لوزير الخارجية المصري ونظيره السعودي في الرياض أمس.

Ad

بعد حديث عن توتر العلاقات بين القاهرة والرياض، بدد وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره السعودي عادل الجبير تلك الأجواء، بالتأكيد خلال مؤتمر صحافي مشترك في الرياض، أمس، أن التنسيق المشترك والمواقف المتقاربة مستمرة في ملف العلاقات الثنائية والملفات الأكثر اشتعالا في المنطقة العربية، بينما كان لافتا رسالة الطمأنة السعودية لمصر حول طبيعة زيارة وفد حركة حماس للرياض.

وقال شكري، الذي أجرى خلال زيارته مباحثات مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إن هذه الزيارة تأتي بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، في إطار حرصه الدائم على تدعيم أواصر العلاقة الاستراتيجية وعلاقة الاخوة والتكامل والتضامن مع الجانب السعودي، والتي هي "علاقات تفوق العلاقات الطبيعية بين الدول".

وبدا التوافق بين مصر والسعودية واضحا في ملف الأزمة اليمنية، إذ قال وزير الخارجية المصري إن البلدين يركزان على استقرار الأوضاع في اليمن وترسيخ وحدة أراضيه، وأن التشاور مستمر بين دول التحالف لتنسيق الأدوار، بينما اعتبر الجبير أن مصر "جزء من التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، ولا نشكك في مواقفها"، مؤكدا أن الموقف المصري تجاه اليمن لم يتغير.

وقال الجبير إن "التعاون بين القاهرة والرياض لمكافحة الإرهاب مستمر خدمة لمصالح الشعبين"، لافتا إلى أن مصر وقفت جنبا إلى جنب مع المملكة في حربها ضد الإرهاب والعكس، وهو ما أكده شكري، مشددا على أن خطر الإرهاب يهدد الدول العربية، "ومصر والسعودية تواجهانه بشكل مشترك بتعاون استخباراتي وأمني وسياسي".

عمرة «حماس»

وكان لافتا نفي الجبير أن تكون زيارة وفد حركة حماس للسعودية لأغراض سياسية، مؤكدا أنها اقتصرت على أداء العمرة في مكة، قائلا: "لم يكن هناك أي اجتماعات، وموقفنا من حماس لم يتغير"، ما كان محل ترحيب من وزير الخارجية المصري، خاصة أن القيادي الحمساوي إسماعيل رضوان، نفى في تصريحات صحافية طلب "حماس" وساطة السعودية للتواصل مع مصر، مؤكدا أن العلاقة بين "حماس" والجانب المصري "جيدة ولا تحتاج إلى أي وساطة".

وتتهم بعض الأصوات في القاهرة حركة حماس، الموالية لجماعة "الإخوان"، بالوقوف خلف تسليح الجماعات التكفيرية الناشطة في سيناء، ما أدى إلى مقتل العشرات من الجيش والشرطة المصرية، مع اتهامات لـ"حماس" بتغليب ولائها التنظيمي لجماعة "الإخوان" على حساب مصلحة العلاقات التاريخية التي تربط الفلسطينيين والمصريين.

كارثة نيلية    

إلى ذلك، أكد مصدر أمني مصري أن 21 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 6، جراء غرق مركب كانت تقلهم في نهر النيل بمنطقة الوراق التابعة لمحافظة الجيزة، مساء أمس الأول.

وأشار المصدر إلى أن عمليات التمشيط لقوات الحماية المدنية للبحث عن مفقودين متواصلة، بينما تم إنقاذ 6 مواطنين تعرضوا لإصابات بسيطة، إلا أن حالات الوفاة مرشحة للزيادة بسبب الإبلاغ عن مفقودين وغياب إحصاء دقيق لعدد الركاب.

وأمرت النيابة العامة أمس بحبس سائق صندل نهري و3 من مساعديه، مدة 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات، لتسببهم في حادث اصطدام الصندل بالمركب الذي كان ينقل المواطنين، وقال مساعد وزير الداخلية لشرطة المسطحات، اللواء إيهاب عبدالرحمن، إن "الصندل كان فارغا ومتجها إلى الصعيد، لكنه اصطدم بالمركب، في منطقة عميقة جدا، وهشمه تماما، ليصل إلى القاع في مدة زمنية لا تتعدى دقائق".

حركة تنقلات

على صعيد آخر، اعتمد وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، أمس الأول، حركة تنقلات سنوية شملت نقل 24 لواء بدرجة مدير أمن، و20 مساعدا للوزير بالقطاعات المختلفة، وأكدت مصادر أمنية أن الحركة السنوية العامة المتعلقة بضباط الداخلية ستصدر عقب الانتهاء من احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس المقبل.

في غضون ذلك، قتل ضابط وثلاثة جنود في انفجار عبوة ناسفة في سيناء أمس، وغداة دعوة القيادي الجهادي هشام العشماوي، وهو ضابط سابق بالجيش المصري، المصريين إلى الجهاد ضد نظام الرئيس السيسي.

وكان لافتا أن الرسالة الصوتية للعشماوي، الملقب بـ"أمير جماعة المرابطين"، بثت عبر فيديو لأحد المواقع المحسوبة على تنظيم "القاعدة"، ما يثير التساؤل حول انتماء العشماوي إلى "القاعدة"، بعدما ترددت أنباء عن انضمامه إلى "أنصار بيت المقدس"، التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).